أجمع مشاركون في الصالون الوطني لمشتقات النخيل ببسكرة في نسخته الرابعة، على وجود مؤشرات واعدة لاستحداث شعبة متكاملة من منتجات الصناعة التقليدية تكون قاعدتها من مشتقات النخيل. ويعد تنوع منتجات الصناعة التقليدية المحلية التي أخذت مادتها الأولية من أشجار النخيل ثمرة مجهودات إبداعية متواصلة وسعي دؤوب في اتجاه التميز من طرف رجال المهنة، حسبما أبرزه الحرفي، محمد الصالح بابا حنيني من ولاية ورڤلة. ومن خلال ارتباط المهني اليومية بالبيئة الصحراوية تكونت لديه تصورات حول إمكانية تثمين المواد التي كانت مهملة أو شبه مهملة وبالتالي تحويلها إلى تحف فنية تجذب إليها اهتمام الزبائن، حسبما أشار إليه من جهته، الحرفي الصادق هنيدة من منطقة سيدي عقبة بولاية بسكرة. ومكّنت مرافقة المهنيين من خلال آلية نظام الإنتاج المحلي التي ترتكز على إستراتيجية ترقية المؤسسات الحرفية من تحفيز عديد الحرفيين على اقتحام خانات جديدة في عالم الصناعة التقليدية وجعل العديد منهم يحرصون على خوض تجربة استغلال مشتقات النخيل، حسبما أكده يوسف سي العابدي، مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية بسكرة. واستنادا للمتحدث، فإن هذا الصالون كان بمثابة نقطة التقاء للمهنيين المشتغلين في معالجة مشتقات النخيل لافتا الانتباه إلى أن النشاط في هذا الحقل لا يقتصر فقط مثلما على حرفيين من منطقة الجنوب التي تشتهر بثروة النخيل، بل إن هذا الصالون الذي نشطه نحو 100 عارض رفع الستار أيضا عن حرفيين مهتمين بهذا الجانب من شمال البلاد. ويمثل انخراط حرفيين من مختلف أرجاء الوطن في تحويل مشتقات النخيل بمثابة قوة دافعة للنشاط ودعامة حقيقية لقطاع الصناعة التقليدية عموما، وفقا لمدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية بسكرة، عبد الحكيم يحيى، الذي أضاف بأن وفرة مشتقات النخيل محليا تمكن من ضمان تحقيق تنمية مستدامة في هذا المجال. وتتمثل مشتقات النخيل بوجه عام في السعف والجريد والجذع والتمر ونواة التمر، حسبما ذكره الحرفي والباحث في الصناعة التقليدية، قيس خمار من ولاية بسكرة. وتنوعت في هذا الصالون المنتجات التي قاعدتها من مشتقات النخيل على غرار السلة وحقيبة اليد والقفة والحبال والمزهريات والأرائك وأدوات الزينة للمرأة ومربى التمر.