تقاطعت مقاربات عديد المشاركين في فعاليات الصالون الوطني الثالث لمشتقات النخيل الذي أسدل عليه الستار يوم الاثنين بمدينة بسكرة حول فكرة رئيسية مفادها أن مختلف مواد هذه الثروة النباتية تعد بمثابة قيمة مضافة لتنمية الاقتصاد وحقل خصب للبحث العلمي. وتسهم مشتقات النخيل في الواقع في التنمية الاقتصادية انطلاقا من مجالات متعددة على غرار الزراعة الغذائية والصناعة التقليدية زيادة على إمكانية فتح شهية المهتمين بالبحث العلمي لتثمين مواد من مشتقات النخيل ما تزال"عذراء" في الطبيعة مثلما عكسته انطباعات التقطتها "وأج" لدى عدد من المهنيين على هامش حفل الختامي. وفي هذا الاطار أفاد باحث في مشتقات النخيل السيد عمار خناوي المنحدر من ولاية قسنطينة أنه بالإمكان الاستثمار في مشتقات النخيل لأجل التنمية الاقتصادية محليا ووطنيا ودعم سوق الشغل بمناصب جديدة من خلال استحداث مؤسسات قصد إنتاج مواد تكون قاعدتها من مشتقات النخيل فضلا عن كون"نواة التمر" التي هي إحدى مشتقات النخيل ميدان مغري للعلميين" . واستنادا لذات المتحدث فإن البحوث العملية التي أجراها طيلة أربع سنوات على نواة التمر سمحت له باكتشاف امكانية تحويل هذه المادة الخام الى مستحضرات علاجية وتجميلية على غرار صابون تلطيف البشرة بالاضافة الى استخراج زيت نواة التمر. وأشار الى أنه زيادة على اسهامه في إثراء البحث العلمي فإن نشاطه في معالجة مشتقات النخيل مكنه من الانخراط في جهد دفع عجلة الاقتصاد ومكافحة البطالة من خلال تأسيسه لورشة بها 11 عاملا. ومن جانب آخر فإن نواة التمر في مقدورها أن تصبح تحت أنامل الحرفي الماهر أدوات للديكور المنزلي خاصة المزهريات ذات القيمة الجمالية الرفيعة مثلما أبرزه الحرفي قيس خمار من ولاية بسكرة لافتا الى أن مشتقات النخيل تفسح آفاقا واسعة للخيال والابداع أمام الحرفيين. وتتيح مشتقات النخيل التي منها التمر في حد ذاته مجالات واعدة للحصول على أصناف شهية من الحلويات التقليدية تكون قاعدتها من هذا المنتوج الفلاحي كالمقروط والرفيس وكذا المربى والعسل والفرينة وفقا للسيدة فتيحة نعيمي رئيسة جمعية الكرامة لتنشيط المرأة بولاية الجلفة. وتتمثل بعض مشتقات النخيل في نواة التمر والسعف والجريد والجذع بالاضافة الى التمور بمختلف أنواعها اللينة والصلبة طبقا لمعطيات ادارة غرفة الصناعة التقليدية والحرف التي تولت تنظيم الصالون. وتسعى إدارة الغرفة مثلما ورد على لسان مديرها يوسف سي العابدي في اتجاه مرافقة حاملي المشاريع على استحداث مؤسسات مصغرة لمعالجة مشتقات التمور لافتا الانتباه الى أن هذه الأخيرة تتمتع بكونها مادة أولية محلية يمكن الحصول عليها بسهولة دون حاجة الى الاستيراد وماينجر عن ذلك من عوائق خاصة تذبذب النشاط بالورشات في حالة تعذر جلب السلعة. وتميز الحفل الختامي الذي إحتضنته أروقة دار الصناعة التقليدية والحرف بتسليم شهادات تقديرية للمشاركين في التظاهرة التي استمرت على مدار أسبوع حسبما لوحظ.