اكتست، مؤخرا، جبال الشريعة بالبليدة حلة بيضاء، وكأنها تستعد لاحتضان زوارها في الأيام الشتوية، إذ تحولت الى قبلة تستقطب كل العائلات من كل حدب وصوب من الجزائر العميقة، الأمر الذي جعلها تشهد حركية سياحية متميزة، وهو ما لاحظته السياسي خلال زيارتها لعروس الأطلس البليدي. ثلوج الشريعة تستقطب مئات العائلات مع بداية تساقط الثلوج والحلة التي اكتستها الجبال والمرتفعات، عرفت أعالي منطقة الشريعة بالبليدة إقبالا كبيرا من قبل العائلات، فرغم البرد القارس جاؤوا للاستمتاع بالثلوج والتزحلق وتمضية ساعات وسط الطبيعة التي كساها البياض، حيث اغتنم الكثيرون آخر يوم في العطلة للتمتع بمناظر الشريعة الخلابة وهو ما أجمعت عليه العديد من العائلات التي قصدت المكان من أجل الاستمتاع بالمناظر الخلابة. ومع زيادة التوافد على هذه الوجهة الطبيعية، شهدت معظم الشوارع الرئيسية بالبليدة ازدحاما شديدا بسبب كثرة الزوار المتجهين الى حظيرة الشريعة التي غطت بالثلوج حيث قدم الناس من مناطق مختلفة، على غرار العاصمة وتيبازة وعين الدفلى وغيرها من الولايات المجاورة وخلال حديثنا الى بعض الزوار، أكد فاتح من تيبازة الذي جاء رفقة زوجته وأولاده انه متعود على زيارة الشريعة مع بداية تساقط الثلوج وتزامن سقوطه هذه المرة مع العطلة الشتوية، كما تقول زوجته ان الأسبوع الثاني من العطلة كان ممطرا وباردا ولم نتمكّن من الخروج الى اي مكان، لكن سقوط الثلج دفعنا لاغتنام هذه الفرصة ، كما يقول يوسف وهو ابن مدينة البليدة انه متعود كل يوم بعد انتهاء دوامه ان يتوجه الى الشريعة التي تبعد بضع أمتار عن مقر عمله من أجل الاسترخاء، لكنه اليوم لم يتمكّن من ذلك بسبب الازدحام الذي شهدته جل الطرق المؤدية إليها. وعلى غرار توافد العائلات الى هذه الوجهة المفضّلة للكثير من المواطنين في فصل الشتاء، نظمت بعض الجمعيات رحلات للأطفال والشباب الى المنطقة للتمتع بجمال الثلج واللعب فيه، حيث تقول كريمة، وهي قادمة من العاصمة رفقة إحدى الجمعيات الثقافية، أنهم اغتنموا فرصة سقوط الثلج من أجل اصطحاب بعض الأطفال للتمتع بجمال وسحر جبال الشريعة، وقد وجد الكثير من الزوار صعوبة بالغة في حجز مكان من الأمكنة المخصصة لركن السيارات بالنظر الى الإقبال الكبير التي تعرفه المنطقة كما ان الكثير منهم ركنوا سياراتهم بعيدا عن الشريعة ومنهم من لم يتمكّن من مواصلة الطريق بسبب صعوبة السير وسط تساقط الثلوج وخوفا من ان تتسبّب في غلق الطريق. توفر الأمن ساهم في زيادة الإقبال الزائر الى منطقة الشريعة يرى بأنها أصبحت في الآونة الأخيرة الوجهة المفضّلة للعديد من الأسر والعائلات الجزائرية التي وجدت فيها المكان الأنسب للهروب من ضوضاء ومشاكل المدينة والتمتع بالراحة والاستجمام والسكينة، فميزاتها السياحية من تنوع بيئي وثراء طبيعي خلاب زاد من توافد الزوار عليها من كل حدب وصوب وهو ما ترجمه العدد الهائل من السيارات التي تقصد المنطقة بحثا عن المتعة وكسر الروتين الذي بات يطبع الحياة في المدن، فوجدت العديد من الأسر والعائلات الجزائرية خلال هذه الأيام الشتوية في غابة الشريعة متنفسا لها، فاستتباب الأمن أعاد الحياة لها من جديد وجعلها قبلة للزوار من مختلف أرجاء الوطن وحتى الأجانب الذين لم يفوتوا فرصة تواجدهم بالجزائر دون زيارتها واكتشاف ما تزخر به المنطقة من كنوز طبيعية جعلتها وجهة مفضّلة لمن يرغب بتغيير الجو، والترويح عن النفس وقبلة سياحية بامتياز