اكتست مؤخرا جبال الشريعة بالبليدة حلة بيضاء، وكأنها تستعد لاحتضان زوارها أيام العطلة الشتوية، إذ تحولت الى قبلة تستقطب كل العائلات من كل حدب وصوب من الجزائر العميقة، الامر الذي جعلها تشهد حركية سياحية متميزة... سياح وزوار الشريعة الذين قصدوها أتوا إليها بكل الوسائل بالسيارات والحافلات، فرادى وجماعات، فهناك من قدم مع العائلة وهناك من جاء في اطار رحلة منظمة.. إذ تعددت أوجه الزيارة والهدف واحد، وهو الاستمتاع بالطبيعة العذراء، خاصة مع موجة الثلج التي تهاطلت على جبالها في الايام الماضية. وتجدر الاشارة إلى أن الوافدين على الشريعة هذه الايام قدموا من داخل الوطن كالبليدة، الجزائر العاصمة وبومرداس وتيبازة.. وحتى من خارجه، إذ عرفت المنطقة إقبالا واسعا لسياح من فرنسا وألمانيا، اختاروا الجزائر والشريعة قبلة بالتحديد للراحة والاستجمام وفضاء لقضاء العطلة، كما تميزت الأجواء بالحركة والنشاط والمرح، خاصة لدى الاطفال الذين جاؤوا للراحة بعد انقضاء فصل دراسي طويل وشاق، إذ استمتعوا بدورهم باللعب بالثلج ورمي كراته على بعضهم البعض، وتفننوا في صنع التماثيل الثلجية ليلتقطوا الصور رفقتها. وفي ظل سحر ورونق الطبيعة، اختار بعض الشباب والعائلات التمتع بجمال الغابة والتأمل في مناظرها وجبالها وأشجار التي ألبسها الثلج رداء أبيضا ناصعا، وما أكسب الاجواء رونقا وبهجة ونكهة خاصة، رائحة الشواء المنبعثة من الموائد التي تفننت بعض العائلات في تحضيرها. كما أعربت عديد العائلات عن ارتياحها واستمتاعها بجمال وسحر الشريعة، والفضل في ذلك يعود إلى السلطات المحلية وخاصة الامنية منها كالدرك الوطني ورجال الحرس البلدي، الذين يسهرون على توفير الامن بالمنطقة والسعي الى راحة السائح واعادته الى جو الماضي الذي أصبح يحن إليه. وتجدر الإشارة الى أن إقبال الزوار الكثيف الذي تجاوز الآلاف، أحدث زحمة في الطريق، وكذا مواقف السيارات، الأمر الذي صعب حركة المرور نوعا ما، لكن جمال الطبيعة وسحرها وحركة الاطفال وبهجتهم أقوى من كل شيء وهو سحر لا يقاوم، وتستمر الحركة بالشريعة وعلى مدار كل ايام الاسبوع حتى ساعات متأخرة من الليل.