ودّع الجمهور العربي عام 2014 وكله أمل بأن يكون العام التالي زاخرا بأعمال سينمائية متميزة كسابقه، الذي شهد إنتاج العديد من الأفلام الناجحة في مهرجانات دولية يضاف لنجاحها الجماهيري. فقد برزت في العام المنصرم 2014 مجموعة من الأعمال السينمائية المتميزة، التي شاركت في مهرجانات دولية ونافست للحصول على جوائز مرموقة وفازت بالكثير منها، بالإضافة إلى أفلام أثارت ضجة وجدلا واسعا سواء في أوساط الجمهور أو النقاد. من أهم الأفلام العربية في عام 2014 هناك 3 أغلام نافست على جائزة الأوسكار، منها الفيلم اليمني (ليس للكرامة جدران) الذي أدرج في فئة الأفلام الوثائقية القصيرة المرشحة للجائزة المرموقة، ويتحدث عن أحداث شارك فيها شباب يمني طالب برحيل رئيس البلاد في حينه على عبد صالح، وبذلك سجل هذا الفيلم اسمه في تاريخ السينما اليمنية كأول عمل يدخل مضمار السباق على الأوسكار. في مسابقة الأوسكار ذاتها نافس فيلم (الميدان) من مصر في فئة الأفلام الوثائقية، وهي المرة الأولى التي تترشح فيها مصر لهذه الجائزة، علما بأن هذا العمل السينمائي حصل في عام 2013 على جائزة أفضل فيلم من الرابطة الدولية للأفلام التسجيلية. أما الفيلم الروائي العربي المنافس على الأوسكار- 2014 في فئة (أفضل فيلم أجنبي) فهو الفيلم الفلسطيني (عمر) لمخرجه هاني أبو أسعد، الذي سجل بمشاركته هذه ثاني منافسة على الجائزة الأهم في عالم السينما، فقد قصت فلسطين شريط الأوسكار الأحمر في عام 2006 بفيلم (الجنة الآن). يُذكر أن (عمر) شارك في مهرجان (كَانْ) لعام 2014، وفاز بالجائزة الأولى المقدمة من لجنة التحكيم في فئة (نظرة خاصة)، كما فاز بجائزة أفضل فيلم بمهرجان (دبي) وكذلك بالتانيت الذهبي في مهرجان قرطاج 2014. كما حاز فيلم (عيون الحرامية) على اهتمام النقاد وحصل على شهادات تكريم، علما بأنه فيلم عربي بامتياز إذ أدى دوريّ البطولة الممثل المصري خالد أبو النجا والممثلة، المغنية الجزائرية سعاد ماسي، وهو من إخراج الفنانة الفلسطينية نجوى النجار، وتمّ تصويره في فلسطينالمحتلة، كما تم ترشيحه في التصفيات الأولية لجائزة الأوسكار المقبلة. ومن الأفلام العربية المرشحة بقوة للمشاركة في الأوسكار المقبل فيلم المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساغو (تمبكتو)، الذي يسلط الضوء على التشدد الديني، والذي حقق نجاحا باهرا بفوزه بالعديد من الجوائز السينمائية المهمة. وحظي بالإعجاب وبالإقبال المميز أيضا الفيلم الأردني (ذيب) وهو من إخراج ناجي أبو نوار، ويلقي الضوء على حياة مجتمع مغلق في الصحراء الأردنية، وتدور أحداثه أثناء الحرب العالمية الأولى. حصل هذا الفيلم على العديد من الجوائز منها جائزة أفضل فيلم من العالم العربي في مهرجان (أبو ظبي) 2014، وفاز كذلك بجائزة أفضل فيلم روائي من الاتحاد الدولي لنقاد السينما، وكذلك جائزة أفضل مخرج من الشرق الأوسط للعام ذاته في مهرجان (البندقية). بالإضافة إلى الأفلام العربية المذكورة، وغيرها من الأعمال التي حققت نجاحات سينمائية كبيرة في العام الماضي، خصصت الصحافة المصرية والعربية حيزا كبيرا للفيلم الأكثر استقطابا للاهتمام الإعلامي في السنوات الأخيرة، فيلم (حلاوة روح)، سيما وأنه حمل أسماء اثنين من أكثر الأسماء إثارة للجدل في عالم الفن العربي، هما المنتج محمد السبكي والفنانة اللبنانية هيفاء وهبي. وقد بلغ حد الاهتمام بهذا الفيلم إلى تدخل رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب، إذ طلب إعادة الفيلم إلى (هيئة الرقابة على المصنفات)، علاوة على إحالة الفيلم إلى القضاء.