تعتبر جمعية الإرشاد والإصلاح إحدى الجمعيات الرائدة في العمل الخيري منذ وقت طويل، حيث تساهم في ترقية الأفراد من خلال عملها واحتكاكها بجميع فئات المجتمع ويعتبر فرعها بولاية جيجل أحد أنشط الفروع على المستوى الوطني، نظرا للجهود التي يبذلها أعضاء الجمعية في العمل الخيري، وللتعرف أكثر على مختلف الأعمال التي يقوم بها الأعضاء لخدمة المجتمع، حاورت السياسي نعيمة مختاري، مسؤولة الجمعية، التي أكدت على أهمية تفعيل دور المرأة الريفية خاصة في المجتمع. متى تأسّست جمعية الإرشاد والإصلاح بجيجل؟ - نحن جمعية جزائرية نسعى لتقديم خدمة اجتماعية للفئات المحرومة داخل الوطن، بدأنا عملنا في سنة 2012، كما نسعى لإنجاز مبادرات تضامنية حيثما كانت هناك حاجة وتوفرت لنا إمكانيات، سواء كان ذلك في محيطنا الإقليمي أو العالمي، تضم الجمعية ما يقارب ال30 عضوا جلهم شباب من خريجي الجامعات. ما هي النشاطات التي تقومون بها؟ - تهتم الجمعية بالطفل حيث تسعى الى حمايته من كل الأضرار وتخصص بذلك نشاطات مختلفة خاصة بالأيتام والمعوزين مثل خرجات ترفيهية الى المناطق السياحية والاحتفال باليوم العالمي للطفل، أين ننظم حفلا على شرف جميع الأطفال ينشطه اطفال الروضة التابعة لنا، كما نفتح خلال هذه المبادرات وعلى مدار يوم كامل ورشات للرسم والأشغال اليدوية، بالإضافة الى فتح أقسام لتعليم القرآن الكريم. كما نعمل على ترقية المرأة خاصة المتواجدة في الريف وتفعيل دورها الحضاري، وفي هذا الخصوص، فإن الجمعية تتوفر على ورشات للخياطة والطرز وتعليم الطبخ والحلويات وذلك على مستوى مقر الجمعية، أين نقدم هذه الخدمة للمعوزين والايتام مجانا، أما ربات البيت، فيكون المبلغ رمزيا ونقدم لهم دورات تكوينية في مجالات مختلفة، إضافة الى الوقوف على انشغالاتهم ومحاولة إيجاد حل لمشاكلهم. أما بخصوص الشباب، فإننا نطلق في كل مرة برامج تربوية وعلمية كتقديم الدروس الخصوصية للتلاميذ وفتح دورات في مختلف الرياضات مثل كرة القدم وتعود مداخيل هذه الدورات لإعانة المحتاجين والفقراء. على غرار ما سبق ذكره، هل من نشاطات أخرى تُذكر؟ - إلى جانب هذا، نعمل على خدمة المجتمع وحمايته من الآفات الاجتماعية من خلال الحملات التحسيسية التي نطلقها حول الآفات الاجتماعية وهناك نشاطات خيرية أخرى مثل قفة رمضان وتوزيع قفة شهرية على العائلات المحتاجة خلال السنة ويختلف عددها حسب الإمكانيات المتوفرة لدينا، كما نقوم مع اقتراب العيد المبارك بإطلاق مشروع كسوة العيد لفائدة اطفال العائلات المعوزة بالمنطقة، وبخصوص الدخول الاجتماعي الجديد، قمنا بإطلاق مشروع الحقيبة المدرسية وهو ما استحسنته العديد من العائلات. ومع حلول موسم الشتاء، أطلقنا حملة شتاء دافئ لفائدة سكان المناطق النائية حيث قام أعضاء اللجنة الاجتماعية بالتنسيق مع 6 بنائين بزيارة عائلة فقيرة ببلدية بوراوي بلهادف والعائلة مكونة من الأب المعاق حركيا والأم الماكثة بالبيت والجدّة، 90 عاما، و6 أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 سنة وعامين، وكل الأطفال مصابون بمرض حول العين، يعتمدون على إعانات الناس لهم تمثلت الإعانات في أفرشة وأغطية وملابس وبعض المواد الغذائية وآلة للطبخ وخزانة، كما تم ترميم البيت كله حتى يتسنى لهم العيش في مكان لائق. وتتوفر الجمعية على أقسام محو الأمية التي يقصدها المسنون خاصة، كما أننا نحتفل بجل المناسبات الدينية آخرها كان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أين قمنا بعدة نشاطات على مدار أسبوع تحت شعار الهدي النبوي في العطاء للمسكين والفقير ، حيث أبحرنا مع نفحات نبوية ربانية و أناشيد وقصائد في مدح النبي، صلى الله عليه وسلم، ومسابقة، لتختم الجلسة بتوزيع قفف على 27 عائلة محتاجة وتوزيع جوائز رمزية على الفائزين في المسابقة. إلى ما تهدفون من وراء هذه النشاطات؟ - نهدف الى ترقية المجتمع وخدمة الفرد وذلك من خلال هذه الأنشطة التي تمس كل شرائح المجتمع، إضافة الى ان الجمعية تهدف الى رفع الغبن عن كل محتاج أينما ووقتما وجد. من أين تتلقى الجمعية دعمها المالي؟ - نعتمد خلال أنشطتنا على مساهمات الأعضاء بالإضافة الى دعم المحسنين، حيث تملك الجمعية صيتا كبيرا وسط المجتمع إضافة الى سمعتها الطيبة ما يجعل الكثيرين يتعاونون معها. هل هناك مشاكل تواجهكم على الصعيد العملي؟ - المشكلة التي نعاني منها هي فقط عدم كفاية الإمكانيات لمساعدة المحتاجين حيث ان عددا كبيرا من الناس يحتاجون المساعدة، ولكننا نعجز في الكثير من الأحيان على توفيرها نظرا لقلة الإمكانيات وانعدامها أحيانا. هل من مشاريع تسعون إلى تحقيقها؟ - نسعى في الوقت الحالي الى التكفل بجهاز يتيمة وهي من بين إحدى الأعضاء الناشطين بالجمعية، حيث بفضل تبرعات المحسنين ومجهودات الأعضاء، استطعنا توفير نصف الجهاز ولازال العمل مستمرا من أجل إتمامه، أين سنقيم لها حفلا بسيطا خلال شهر مارس القادم، بإذن اللّه، تعالى. إلى ماذا تطمحون في المستقبل؟ - طموحنا كبير، ونظرتنا واقعية، إمكاناتنا ربما قليلة، لكن إرادتنا أكبر، بإذن اللّه، تعالى، وذلك بجهد المتطوعين، وسخاء المحسنين وسنظل حريصين على أن يكون التطوع والسخاء ثقافة جميع المواطنين. نحن ببساطة مجموعة تشبعنا بحب الآخرين واقتنعنا بفعل الخير، ووجدنا في منظومة القوانين التي تضبط سير المجتمع المدني المنظم فرصة لتحقيق آمالنا، فبدأنا المشوار حذرين لكن تبدّدت مخاوفنا بمجرد أن غمرتنا جهود المتطوعين ومؤازرة المحبين، فقررنا أن تظل جمعية الإرشاد والإصلاح فضاء خيريا وتربويا وثقافيا لكل من آمن بأهدافها واقتنع بأسلوبها في العمل. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي الداعمة دائما للعمل الخيري والتنموي، كما أشكر كل من يساهم في مساعدة الجمعية سواء من قريب او بعيد.