تهتم العديد من الجمعيات الخيرية بالمحتاجين للتخفيف من معاناتهم وسد حاجياتهم، ومن بين الجمعيات التي تعمل على ذلك، جمعية النور الخيرية الناشطة بالبليدة والتي تحرص على تنويع نشاطاتها وتقديم مختلف المساعدات للعائلات المعوزة، خاصة المتواجدة بالمناطق النائية، وهو ما أكده مصطفى لقرع، رئيس الجمعية في الحوار الذي جمعنا به، أين شدّد على ضرورة تكثيف العمل التطوعي وسط الشباب خاصة. بداية، متى تأسّست جمعية النور الخيرية؟ - جمعية النور الخيرية من بين الجمعيات حديثة النشأة، بدأت نشاطها في 2013 ببلدية قرواو بالبليدة، أين كنا ننشط في حيز ضيق قبل حصولنا على الاعتماد ولكن بعد اعتمادنا رسميا كجمعية خيرية، بدأنا عملنا بشكل قانوني ومنظم، وتضم الجمعية ما يقارب ال32 عضوا دائما كما أنها تستقبل متطوعين خلال النشاطات المختلفة. فيما تتمثل الأنشطة التي تقومون بها؟ - نعمل وفق برنامج مسطّر من قبل أعضاء الجمعية، حيث نقسّم أعمالنا الى قسمين منها ما تقوم به النساء ومنها ما نقوم به نحن الرجال، فمن الأعمال التي تخص الأخوات تنظيف المساجد، قسم النساء، تحفيظ القرآن الكريم للأمهات وزيارة المرضى في المستشفيات والوقوف على راحتهم، بالإضافة الى زيارة دار العجزة ومساعدة كبيرات السن في الاستحمام ومختلف الأعمال الأخرى. احتفلنا مؤخرا بالمولد النبوي الشريف، فماذا عن نشاطاتكم الخاصة بهذا اليوم؟ - بخصوص نشاطنا بمناسبة المولد النبوي الشريف، قمنا بتنظيم زيارة خاصة الى دور العجزة أين قامت فتيات الجمعية بربط الحناء للأمهات، كما نظمنا سهرة خاصة لهن وهو ما استحسنته الكثير من الأمهات المتواجدات بالدار. على غرار ما سبق ذكره، هل من نشاطات أخرى تُذكر؟ - على غرار الأنشطة سابقة الذكر، هناك عدة أعمال أخرى من بينها توزيع الوجبات الساخنة على المتشردين خلال موسم البرد وخلال شهر رمضان المبارك، أين وزعنا عليهم خمس مرات وجبة السحور، بالإضافة الى فطور خفيف خلال شهر كامل وهناك من الأعمال المشتركة بين جل أعضاء الجمعية مثل زيارة المرضى ودور الأيتام وتوزيع قفة رمضان، حيث وزعنا خلال الموسم الفارط ما يقارب ال100 قفة ونفس العدد بالنسبة للحقيبة المدرسية التي وزعناها على الأطفال الأيتام وأطفال العائلات المحتاجة. أما بمناسبة عيد الأضحى، فقمنا بعميلة جمع اللحوم وتوزيعها على 5 عائلات محتاجة في المنطقة، على غرار هذا، نقدم مساعدات مختلفة كتوفير الدواء للمرضى ومساعدتهم في التنقل للمستشفى، خاصة القادمين من مناطق بعيدة. وماذا عن مشاريعكم الخاصة بفصل الشتاء؟ - تسعى جمعيتنا الى الالتفاف حول جميع الفئات المحرومة خاصة في فصل الشتاء، أين يتأزم وضع الكثير من المحتاجين، لذلك قمنا بحملة معا لمساعدة المحرومين ، حيث وزعنا ما يقارب ال30 غطاء على سكان المناطق النائية، إضافة الى توزيع وجبات ساخنة على المتشردين ومازالت هذه الحملة متواصلة حتى نهاية شهر أفريل المقبل. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه الأنشطة؟ - الهدف الأساسي هو مساعدة الغير وتحفيزهم على حب العمل الخيري من أجل السير على المبادئ الإسلامية السمحة، فخلال خرجاتنا، نتقرب أكثر من الفئات المحرومة مما يقوي روابط المحبة والأخوة بيننا. من أين تتلقى الجمعية دعمها المالي؟ - نعتمد خلال جملة النشاطات التي نقوم بها على دعم أعضاء الجمعية الذين يبذلون قصارى جهدهم لإنجاح المشاريع المسطّرة وتحقيق الأهداف الأساسية للجمعية بدون ان ننسى مساهمات المتبرعين المحسنين من أهل الخير الذين يقدّرون قيمة العمل التطوعي في المجتمع. على غرار نقص الإعانات، هل من مشاكل تعيق عملكم التطوعي؟ - نحن في بداية الطريق، وككل جمعية، فإن البداية تكون صعبة، فجل المشاكل التي تواجهنا تكمن في صعوبة الحصول على ترخيص للقيام بأنشطتنا مما يعطّل أعمالنا. بصفتكم جمعية حديثة النشأة، كيف ترون إقبال الشباب على العمل الخيري؟ - نحن مجتمع مسلم مهما كانت اختلافاتنا الاجتماعية، إلا أننا نتوحّد في المواقف الصعبة وقد أثبت الشعب الجزائري تضامنه ووقوفه بجانب أخيه، ومن خلال احتكاكنا بالشباب خلال خرجاتنا، لاحظنا حبه واهتمامه بهذا الجانب، إلا ان نقص الإمكانيات وصعوبة الظروف الاجتماعية جعلته يمتنع عن ذلك، لكن منذ تأسيس جمعيتنا، لاحظنا ان عدد المتطوعين والمنخرطين يزيد يوما بعد يوم وهو ما يؤكد ان الشباب الجزائري واع وحريص على خدمة مجتمعه ووطنه. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هده الالتفاتة الإعلامية التي تعد دعما لأعضاء الجمعية، كما أتوجه بشكري لكل من ساندنا من قريب او بعيد ونأمل من السلطات المعنية ان تقدّر عمل الجمعيات الذي يهدف الى تنمية المجتمع.