لازالت لعبة البلياردو أو كما تعرف عند عامة الناس ب البيار تستهوي الكثير من الشباب والأطفال، رغم أن الكثير منهم توجهوا الى ألعاب الفيديو، إلا أنها لازالت تلقى شعبية وسط الكثير من الشباب، الأمر الذي دفع بالبعض منهم الى نصب هذه الطاولات في المحلات وفي الساحات العمومية وحتى بالأحياء السكنية، وهو الأمر الذي بات يثير إزعاج للعائلات بسبب الشجارات والصراخ التي يثيره الشباب، بسبب هذه الألعاب، ما أجبر بعض المواطنين إلى غلق نوافذهم وشرفاتهم طوال اليوم، وهو ما لاحظته السياسي خلال تواجدها بأحد الأحياء السكنية على مستوى العاصمة، على غرار تلك المتواجدة بالمناطق المجاورة. الأحياء السكنية تتحول إلى ساحات للعب البيار وفي خضم هذا الواقع الذي تذمر منه العديد من المواطنين، قادتنا جولة الى أحد الأحياء الشعبية بالبليدة، أين كانت هذه الأحياء تعج بطاولات البيار بمحاذاة نوافذ المنازل، مما جعل الكثيرين يستاؤون من هذا الأمر، وهو ما أعرب عنه عمي الزبير الذي قال، انه في الفترة المسائية تزيد الحركة في الحي بسبب إقبال الأطفال والشباب عليها، فيصدرون ضجيجا كبيرا يستمر حتى بعد آذان المغرب مما يزعجه ويزعج زوجته، وفي ذات الصدد، تقول فتيحة من العاصمة، ان ابنها الرضيع لا يستطيع النوم بسبب الضجيج الذي يصدره الشباب. وغير بعيد من هنا، تقربنا من رياض، احد مالكي هذه الطاولات، الذي قال أنها تجارة مربحة، فالكثيرون يودون الترفيه عن أنفسهم بعد ساعات العمل، كما أنها تجمع الأصدقاء وسعرها محدود بمدة اللعب، كما انه غير باهض مقارنة بالألعاب الاخرى، على غرار الألعاب الالكترونية كما أنها تعد ملاذ الكثير من الشباب في ظل غياب مرافق الترفيه بالأحياء السكنية. الفوضى والأصوات المتعالية للشباب تثير استياء المواطنين من جهة أخرى، فإنه كثيرا ما تنتهي هذه الألعاب بمشاجرات بين الأصدقاء، حيث يقول لنا مهدي الذي اعتاد لعب لعبة البيار ، ان وجود هذه الأخيرة في الشارع وخارج مكان منظم او قاعة، يجعلها عرضة لكل شيء، حيث يقول انه في احدى المرات وقع سوء تفاهم بينه وبين صديقه فتتطور الامر بهما الى نشوب شجار وصل الى استعمال الأسلحة البيضاء، ولو لا تدخل الأصدقاء، لانتهى الامر بنا الى ما لا يحمد عقباه . ومن جهته، يقول رضوان، الساكن في إحدى العمارات على مستوى العاصمة أين يضع احد الشباب طاولته التي تستقطب العشرات من الشباب يوميا، انه وهو متواجد داخل بيته يسمع كلاما بذيئا وهو الامر الذي دفعه الى غلق نوافذ منزله وحضرها نهائيا، لأنه طلب في الكثير من المرات من صاحب الطاولة إبعادها من أمام العمارة، إلا انه لم يستجب لطلبه مبررا انه في حيه ويحق له التصرف كما يشاء. من جهة أخرى، يقول محفوظ، وهو ساكن في نفس الحي ايضا، ان أصحاب طاولات البيار تمادوا في تصرفاتهم بسبب عدم وجود الردع، فهذا عمل غير قانوني ويجب على السلطات المحلية اتخاذ إجراءات في حقهم حتى يكفوا عن هذا الإزعاج ، ليضيف في ذات السياق محدثتنا: إن الفوضى والأصوات المتعالية الناجمة عن لعب الشباب، أصبح يثير استياءنا، فقد أصبح من غير الإمكان لا للمريض ولا للرضيع النوم .