تفطن بعض المنحرفين ومروّجي المخدرات إلى طريقة جديدة ومبتكرة بغية ترويج سمومهم بين الشبان والمراهقين وحتى التلاميذ، وسط التجمعات السكنية وبالقرب من المدارس، فأضحوا يتخبؤون وراء غطاء اللعب ب"البابي فوت" و"البلياردو" لجلب زبائنهم والتمكن من بيع سلعتهم بعيدا عن أنظار رجال الأمن، ومن دون اشتباه المارة والسكان فيهم، الذين يخيل إليهم في الظاهر أن الأمر يتعلق بشبان جعلوا من هاتين اللعبتين مصدر رزق لهم، إلا أن الحقيقة تشكل خطرا على فلذات أكبادهم دون علمهم بذلك. واستفحلت ظاهرة تنصيب طاولات "بابي فوت" و"البليار" في الآونة الأخيرة وشغلت حيزا في بعض التجمعات السكنية، على غرار بعض أحياء بلدية حسين داي، القبة، باش جراح والدويرة حيث اهتدى بعض الشبان المدمنين على المخدرات والحبوب المهلوسة إلى طريقة جهنمية لترويج سمومهم في أوساط شباب الأحياء الشعبية وحتى في الوسط المدرسي بالقرب من المتوسطات والثانويات وكذلك المدارس الابتدائية، ووجدوا في فكرة تسلية شبان الأحياء العاطلين عن العمل والذين يبحثون عن وسيلة لشغل أوقاتهم، عن طريق لعبتي "بابي فوت" و"البلياردو" التي تجذب العديد من الشباب الباحث عن الترفيه والتسلية مقابل 50 دج للجولة الواحدة، ولكن أصحاب هذه الطاولات لا يهدفون لهذا الربح القليل بل يريدون أكثر من ذلك، من خلال عرض سلعتهم المتمثلة في المخدرات والحبوب المهلوسة. وقد أثارت تصرفات بعض الشبان المتعودين على السهر للعب في الأحياء الشعبية حفيظة الكثير من المواطنين الذين أضحوا ينزعجون من السلوكات غير الأخلاقية لهؤلاء الشبان، ناهيك عن الفوضى التي يسبّبونها حتى ساعات متأخرة من الليل. وتفطن الكثير من المواطنين إلى نوايا هؤلاء الشباب المروّجين للمخدرات تحت غطاء لعبتي "البليار" و"بابي فوت"، وطالب الكثيرون منهم بضرورة تدخل رجال الأمن للحد من هذه الظاهرة وردع الشبان المعولين على إفساد أخلاق أبنائهم وجرِّهم تدريجيا إلى ولوج عالم "الحمراء" و"الزرقاء" بدءا بتجريب بعض "الزطلة" التي يعدّ مفعولها أقل مقارنة بالحبوب المهلوسة التي تغيِّب العقل ودفعت بعضهم إلى قتل أقاربهم وأصدقائهم دون رحمة أو شفقة. وأثار بعض السكان الذين تحدثنا إليهم في حي "بوفون" بحسين داي الموضوع باستياء وامتعاض شديدين، حيث قالت السيدة "فاطمة" وهي أم لولدين في سن المراهقة، أن الظاهرة أصبحت تشكل خطرا على ابنيها وأبناء الجيران الذين أضحوا يقضون ساعات برفقة هؤلاء الشبان المنحرفين بحجة اللعب ب"بابي فوت"، إلا أنهم بذلك مهددون بالانحراف بسبب مصاحبتهم ثلة من المجرمين واللصوص على حد قولها. كما تدخل السيد "اعمر" وهو أب لثلاثة أطفال أكبرهم في السابعة عشر من العمر، قائلا إن هذا الأخير وبمجرد انتهاء الفترة الدراسية حتى يركض باتجاه "بابي فوت" التي وضعها أحد الشباب المعروف بإدمانه للمخدرات في الحي دون رخصة من مصالح البلدية، مضيفا أنه وفي كل مرة يأمر ابنه بالابتعاد عنه، يجيبه أنه لا يفعل شيئا سوى اللعب فقط، إلا أنه لاحظ أن شباب بعض الأحياء المجاورة المسبوقين قضائيا، أصبحوا يترددون على الحي وهو ما جعله يخشى على ابنه من دخول عالم المخدرات والإجرام، داعيا رجال الأمن إلى ضرورة التدخل لحماية شباب الحي من الضياع.