تعتبر أبراج قلعة الشيخ بوعمامة بمغرار، جنوب ولاية النعامة، بموقعها الطبيعي الخلاّب وتوسطها السهول والجبال وامتدادها في أعماق تاريخ منطقة النعامة وكذا ارتباطها بكرامة الأولياء الصالحين، فضاء مهما للزائرين والمتبركين وموقعا مؤهلا، ليتحول إلى قطب سياحي. وتقع هذه الأبراج بأعالي جبال بلدية مغرار وبالأسفل يوجد القصر الذي يبعد بدوره ب140 كلم من عاصمة الولاية النعامة. وتشير مصادر تاريخية إلى أن قلعة الشيخ بوعمامة شيّدت على مكان تحاط به السهول المحاذية لها، أما الأبراج، فكانت في مكان عال، وهو بهذا الموقع تحول إلى عين ساهرة آنذاك ترصد كل حركة وتسجل كل الوافدين ولعل في اختيار هذا المرتفع المطل على الحقول من طرف مؤسسيه، ما يوحى بأن القصر كانت له مهام برج حراسة متقدم أو نقطة حدودية أقيمت للمراقبة. ورغم ان قلعة الشيخ وأبراج المراقبة تحتل مكانة هامة، إلا انه لم يبق منها إلا الأطلال وبعض الشواهد، حيث ما زالت تحافظ على آثار وبقايا منازل تصلح للدراسة واستخلاص النتائج التاريخية المفيدة في صياغة أبعاد حضارية عربية، إسلامية عرفتها الجهة في فترة ما، وأكد الباحثون بالمنطقة، أن هذا الخط المتكسر من القصور يشكّل، فعلا، حدا فاصلا في مسار ثورة الجزائر. وتؤكد المصادر التاريخية بأن قصر وقلعة الشيخ بوعمامة ، رغم صور الإهمال التي طالته، لا يزال يحظى بقدسية متميزة لدى أهله من السكان المحليين الذين يكونون عرشا واحدا، وهو عرش يحظى بدوره بمكانة متميزة في المنطقة عموما ويمكن لهذا المعلم الأثري والتاريخي، الذي يتوفر على إمكانيات، أن يكون محل استثمار سياحي رائد.