تلقى ظاهرة بيع الحلويات والمرطبات ببعض الأسواق داخل الشاحنات، رواجا كبيرا بفعل الإقبال منقطع النظير لمواطنين ينكبون على اقتنائها، رغم تحذيرات جمعيات حماية المستهلك منها، نظرا لعدم توفر شروط النظافة بها. تشهد أغلب الأسواق الشعبية واليومية انتشارا كبيرا للشاحنات صغيرة الحجم، التي تصطف في الساعات الأولى من اليوم تزامنا ووقت الإفطار، لترويج أنواع مختلفة من الحلويات والمرطبات التي غالبا ما تكون مصحوبة بأنواع متعدّدة من المشروبات، لأولئك الذين يرغبون في تناول قطعة حلوى مع شراب أمام تلك الشاحنة. أسعارها ساهمت في زيادة الإقبال عليها وما شدّ انتباهنا للظاهرة، هو العدد الكبير للمواطنين الذين تجدهم مصطفين أمام هذه الشاحنات لاقتناء ما تعرضه من منتجات، اقتربنا منها وحاولنا تفقد الأسعار، فوجدناها تقل عن تلك المعروضة في المحلات بسعر يتراوح بين10 إلى 15 دينار، كما أن الشاحنة تحتوي على كل ما يطلبه الزبون من حلويات جافة أو غيرها، بالإضافة إلى الخبز وال كرواسون . تقدمنا لشراء كمية من الحلويات الجافة، لأجل استدراج البائع والتعرف على أسباب الخروج إلى الشارع، فقال لنا بأنه كان يمارس نشاط نقل الحلويات من المحل إلى المقهى، غير أنه قرر التعامل بشكل مباشر مع الزبون، حيث قام بتزويد شاحنته برفوف لصف أواني الحلويات، أين يتم عرضها في الشارع دون توفر أدنى شروط الحفظ أو النظافة، والقيام ببيعها للمواطن خاصة السيدات اللائي وجدنا عددا كبيرا منهن يرغبن في شراء كميات مختلفة وكبيرة من الحلويات الجافة قصد أخذها للبيت لأجل الضيوف أو الاستهلاك اليومي. ويقول أحد الباعة بأن نشاطه تطور بشكل سريع، وبات يتلقى طلبات من بعض الزبائن الدائمين، لتحضير كميات كبيرة من الحلويات للمناسبات أو لتوزيعها على بعض المراكز، معتبرا تجارته غير مضرة بعد أن أكد حرصه على النظافة وطرق الحفظ الصحي، وهو ما لم نشاهده في عربته التي كانت متسخة نسبيا ومركونة في مكان قذر. ويرى بعض من تحدثنا إليهم أمام إحدى الشاحنات، بأن هذه الحلويات لا تشكّل خطرا كونها جديدة، في حين يرفض آخرون تناولها ويعتبرونها من المواد الاستهلاكية الخطيرة على صحة المواطن. وفي ذات السياق، أضاف احد الباعة بإحدى المخبزات على مستوى العاصمة قائلا: إن المواطن هو من ساهم في الترويج لهذه التجارة، عكس ما كان يفترض أن يقوم به ، معتبرا بأن كثرة الإقبال هي التي ساعدت على توسّع الظاهرة بين الأسواق، والانتقال من طاولات البيتزا التي تعرض في ظروف غير صحية، إلى الحلويات التي تحتوي مواد كثيرة تتعرض للتلف بسرعة كالبيض وبعض المواد الكيميائية. وفي انتظار تفطن المستهلك الجزائري لحجم الأخطار التي قد يتعرض لها، نتيجة الاستهلاك العشوائي لبعض الأطعمة قبل التفكير في الاقتصاد، يبقى رهينة دنانير تفقد أكثر مما تكسبه من اقتصاد في الميزانية.