تسابق العائلات الزمن من أجل التحضير للعيد المبارك ما جسده إقبال الكل على اقتناء بعض الحاجيات والضروريات مما خلق حركية واسعة واكتظاظا كبيرا تشهده الأسواق، وهي الفرصة التي انتهزها بعض الباعة الفوضويين من أجل الغدر بالزبائن وبيعهم سلعا فاسدة أو مقلدة تخاطر بصحتهم. فهوس الشراء الذي أصاب البعض في هذه الفترة جعلهم لا يقوون على التفريق بين ما يصلح وما لا يصلح مما أوقعهم في فخ تلك السلع الفاسدة التي اختار البائعون تمويه الزبائن بها وعرضها بأبخس الأثمان على الرغم من أنها ماركات عالمية على غرار العطور، وأنواع الشامبوهات وحتى المواد الغذائية لم تسلم من الغش في هذه الفترة التي اقترنت بالإقبال اللاعقلاني للمواطنين على مختلف السلع تحضيرا للعيد المبارك مما أنساهم تفقد بعض الشروط الضرورية. تشهد أغلب الأسواق الشعبية اختناقا وتدافعا حيث امتلأت بالزبائن سواء في ساعات اليوم أو خلال السهرات الرمضانية، مما أتاح الفرصة أمام بعض التجار من عديمي الضمير، كونها فرصة لا تعوض بسبب الإقبال الكبير على مختلف السلع من طرف الزبائن مما أوقعهم في الغش الصادر من بعض الباعة والذي أضحى من عاداتهم المنتشرة والسيئة التي يلتزمون بها خلال المناسبات بل في كل يوم، ويتضاعف غشهم تزامنا مع المناسبات الدينية التي يكثر فيها الشراء مثلما عهدت عليه أعراف مجتمعنا. قالت إحدى السيدات إنها اصطدمت مؤخرا باقتناء قارورتين من العطور من طاولة على مستوى ساحة الشهداء بسعر مغري وكانتا مغلفتين بإحكام، وما إن مشت بضعة خطوات حتى راحت تتفقد الرائحة فظهر لها سائل رغوي بلون الحليب وما كان عليها إلا إرجاع السلعة للبائع حتى إنه لم يدخل معها في نقاش وسلمها المبلغ وكأنه تخوف من كشف خداعه للزبائن الآخرين الذين وقعوا في مكيدته. وحتى لوازم الحلويات التي يكثر عليها الإقبال في هذه الفترة لم تسلم من الغش الحاصل فيها، حيث وفرت تلك الطاولات مستلزمات تدخل في تحضير حلويات العيد نفد تاريخ صلاحيتها على غرار الملونات الغذائية وكذا المركزات العطرية من دون أن ننسى الزبدة، بحيث يتم عرض تلك المواد من طرف الباعة بنصف ثمنها لجلب الزبائن لكن معظمها لا يصلح للاستهلاك ويحمل خطورة على المستهلكين. لكن اللافت للانتباه أن الكثيرين يسيل لعابهم للثمن البخس فيقبلون على تلك السموم التي يهدرون بها في الأول أموالهم وبعدها صحتهم، لذلك وجب توخي الحذر في مثل هذه الفترات التي يكثر فيها تدليس الزبائن بسلع مغشوشة.