تعمل العديد من الجمعيات الخيرية والتطوعية على المساهمة في تنمية واقع ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، ومن بين هذه الجمعيات التي تسعى لتحقيق ذلك، جمعية حياة الناشطة ببسكرة، وللتعرف أكثر على نشاطات وأهم المشاريع التي تحضّر لها هذه الأخيرة، حاورت السياسي يحيى رشيد، رئيس الجمعية، الذي أكد على ضرورة تكاثف الجهود لإدماج هذه الفئة في الوسط الاجتماعي، مشيرا الى أهم العراقيل والأسباب التي ساهمت في ارتفاع نسبة المعاقين في المجتمع. بداية، عرفنا بجمعية حياة الناشطة ببسكرة؟ - جمعية حياة للمعاقين الناشطة ببسكرة، هي جمعية خيرية تعنى بفئة المعاقين بالجزائر عامة وببسكرة خاصة، تأسّست سنة 2013 وتضم حوالي 250 منخرط، ويقدّر عدد أعضاء مكتب الجمعية ب11عضوا، نهدف من خلال نشاطاتنا المتنوعة الى التكفل بهذه الفئة والدفاع عن حياتهم، بالإضافة الى السعي لإدماج المعاق وسط المجتمع. كما تعمل الجمعية على فتح فروع لها في بلديات أخرى داخل ولاية بسكرة وذلك بطلب من أولياء المعاقين بذات البلديات بالجزائر. فيما تتمثل الأنشطة التي تقومون بها؟ - بخصوص نشاطات الجمعية، فهي متنوعة إذ تصب إجمالا في هدف واحد وهو ترقية المعاق حيث قمنا بعدة نشاطات بعد توزيعها على المختصين بالجمعية كل حسب نشاطه، إذ نظمت الجمعية 3 أيام دراسية وكان لكل يوم موضوع مختلف عن سابقه، فقد تناول اليوم الأول موضوع التأهيل المهني والتربوي لذوي الاحتياجات الخاصة بحضور مختصين من التكوين المهني ومديرية التربية ودكاترة من جامعة محمد خيدر ببسكرة. أما عن فعاليات اليوم الثاني، فقد تناول كيفية معاملة الأولياء للأطفال المعاقين بحضور مختصين في المجال ومفتي من مديرية الشؤون الدينية بالولاية الشيخ شيخاوي محمد، في حين كان موضوع اليوم الثالث يوما دراسيا حول مرض اضطراب التوحد، العزلة عن المجتمع، والذي أصبح يشكّل مشكلة خطيرة في المجتمع، وقد أطر اليوم التحسيسي أطباء نفسانيون مختصون ومدير النشاط الاجتماعيو إضافة الى ذلك نحضّر قريبا لقافلة تحسيسية في الأسبوع الثاني من عطلة الربيع تحت شعار من أجل مجتمع خال من الإعاقة تجوب القافلة كل من سطيف، بجاية وجيجل، لنتطرق لمواضيع عديدة لا يخلو منها مجتمعنا كالعنف بأشكاله وأنواعه وغيرها من المظاهر التي تهدّد المجتمع، بالإضافة للتنويه الى المشاكل الناجمة عن زواج الأقارب التي تساهم في ارتفاع نسبة الإعاقة في الجزائر. كما ننظم عدة رحلات ترفيهية لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى غرار هذا، قمنا بتكريم المعاقين المتفوقين في دراستهم، وبالإضافة الى ما سبق ذكره سابقا، يقوم الشباب بتنظيم عدة نشاطات ترفيهية على الهواء الطلق بالتنسيق مع مديرية الشباب بهدف التكفل بهذه الفئة والعمل على تأهيلها وإدماجها، كما نعمل على مساعدة بعض الاولياء لتخفيف جزء من المصاريف والحاجيات للأطفال المعاقين والعمل أيضا على مبدأ المواطنة ونبذ العنف وتنمية واقع المعاق في المجتمع. ما مصدر الإعانات المتحصل عليها لمزاولة جل هذه الأنشطة؟ - تلقى الجمعية دعما ماليا من المجلس الشعبي الولائي الذي يخصص للجمعية ميزانية سنوية محدودة مقارنة بنشاطاتنا، دون أن ننسى مساهمات مديرية الشباب والرياضة التي تساهم مع الجمعية في القافلة التحسيسية التي نحضّر لها. احتفل ذوو الاحتياجات الخاصة بيومهم الوطني، فماذا عن نشاطاتكم الخاصة بهذا اليوم؟ - قامت جمعيتنا حياة أمس بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي وعدد من المتطوعين بتنظيم معرض لعرض إبداعات وحرف هذه الفئة، بالإضافة الى توزيع عدد من الملصقات حضرها عدد من الأطباء المختصين تعنى بكيفية التعامل مع المعاق لتسهيل عملية اندماجهم في الوسط الاجتماعي. كيف ترون واقع ذوي الاحتياجات الخاصة في الجزائر؟ - لا يزال المعاق يعاني من مشاكل كثيرة جعلته يعاني في صمت ومن بين المشاكل التي كان ولا يزال يعاني منها، غياب النقل، المنحة، وقلة فرص العمل من أهم ما يعيق ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، بالإضافة الى نقص المؤطرين والمختصين لتكوينهم بغية إدماجهم. كم تحصي الجمعية من معاق ببسكرة؟ - يتزايد عدد المعاقين سنويا، إذ تصل النسبة داخل الولاية الى 2 بالمائة من بين 950000 نسمة ببسكرة، كما تجدر الإشارة الى ان النسبة تفوق ذلك، فهناك أولياء لا يعلنون عن وجود حالات إعاقة في العائلة. حسب رأيكم، ما هي أسباب ارتفاع هذه الحالات في المجتمع؟ - لا يمكننا حصر ذلك لسبب واحد، فهناك أسباب عديدة، من بينها ارتفاع حوادث المرور وما تخلفه من وفيات وعدد رهيب من المعاقين مدى الحياة، بالإضافة الى زواج الأقارب وما ينجر عنه من أمراض وراثية دون ان ننسى الآفات الاجتماعية الخطيرة التي تهدّد شبابنا وشاباتنا كالمخدرات المخربة للصحة النفسية والجسدية للمتعاطي والعنف بأشكاله وأنواعه وما يتركه من آثار سلبية على نفسية الطفل قد تصل أحيانا للمساس بسلامته الجسدية. هل من مشاريع تحضّرون لها في الوقت الراهن؟ - نسعى لتنظيم ملتقى وطني حول التكفل النفسي بالفتاة المعاقة وسيكون هذا الملتقى سنويا، كما نحضّر لتنظيم ورشات تكوينية ومعارض لإبراز إبداعات هذه الفئة الهامة في المجتمع كما نحضّر لمشروع آخر المرأة المعاقة العاملة . كلمة أخيرة؟ - نشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الالتفاتة الطيّبة، كما نتمنى أن يتحسّن واقع المعاق في الجزائر، ونأمل من السلطات المعنية إعادة الاعتبار لهذه الفئة الهامة في المجتمع لتسهيل عملية اندماجها في الوسط الاجتماعي، دون ان ننسى ان مسؤولية هذه الفئة هي مسؤولية الجميع.