تشهد عدة مدن جزائرية، منذ أيام، بدء الاحتفالات الخاصة ب عيد الربيع ، أحد أهم الأعياد التقليدية المحلية. وتعتبر هذه المناسبة عيدا كبيرا للفرح والابتهاج بمقدم ما يُعرف بموعد يصطلح عليه باللفظ الأمازيغي ثافسوث في أجواء من المرح والانشراح، ويعدّ إحياء عيد الربيع من بين التظاهرات القديمة الخاصة بالمجتمع الأمازيغي العريق، ويتم الاحتفاء به سنويا تماما مثل عيد الشتاء الذي يتم إحياؤه في بداية فصل الشتاء تيمنا بربيع ناضج واستبشارا بمحاصيل زراعية في المستوى، لما لهذا الفصل من رمزية للخصوبة. وما زالت الكثير من العائلات الجزائرية تحتفل بعيد الربيع أو كما يطلق عليه ثافسوث في الكثير من المناطق، على غرار بجاية وباتنة وغيرها من المناطق التي لا تزال تحافظ على ذلك .إذ يحظى الاحتفال بهذا العيد باهتمام كبير من طرف العائلات البجاوية، التي تجد فيه رغم العصرنة مناسبة للفرح والابتهاج وكذا التواصل مع الطبيعة. وأهم ما يميزه، استحضار العادات والتقاليد المتوارثة أبا عن جد، والتي لم تسقط من الذاكرة الشعبية وظلت راسخة إلى اليوم، بل أصبحت تلقى رواجا حتى بين ساكني المدن وقاطني المناطق الحضرية. ويمتد الاحتفال أسبوعا كاملا، بعادات و تقاليد مميزة، كما تقترن هذه المناسبة بخروج العائلات إلى الحقول والمروج الخضراء للتمتع بجمال الطبيعة و هو ما أعرب عنه بعض المواطنين القاطنين بمنطقة العزيب ببجاية، ليقول في هذا الصدد نذير، أن ما يميّز الاحتفال ب عيد الربيع هذه السنة، كونه حلّ وقد ارتوت الأرض بكميات كبيرة من الأمطار والثلوج، التي ستساهم، بشكل كبير، في نمو الزرع ومختلف النباتات، وتجعل المروج والحقول تلبس رداء أخضر؛ مما يسمح للعائلات بالتمتع بالربيع وهكذا فإن ثافسوث لم يندثر وأصبح له حماته من الشباب وبعض الجمعيات الثقافية، على غرار الكثير من العادات الأصيلة بالجهة، التي تحتفل سنويا ب عيد الربيع في أجواء بهيجة؛ مما يضفي جوا مميزا على المناسبة التي يعتقد الكثير من أبناء المنطقة أن الفراعنة بمصر استمدوا منها عيد شم النسيم ، المصادف لبداية الربيع خلال حقبة حكم الملك شيشناق الأمازيغي.