أكد الأستاذ محمد بجاوي أستاذ محاضر في طب الأطفال بكلية الطب بجامعة تونس ورئيس مصلحة أمراض الدم والخلايا الجدعية بمركز زرع النخاع العظمي بنفس البلد، أمس، بالجزائر العاصمة أن نسبة 2 بالمئة من سكان الدول المغاربية تعاني من مرض الثلاسيميا (مرض فقر الدم في حول المتوسط). ودعا نفس المختص خلال يوم دراسي حول كيفية التحسيس والتكفل بمرض الثلاسيميا بمنطقة المغرب العربي، إلى تعزيز الوقاية من هذا المرض الذي وصفه بالمزمن والخطير لأنه يعرض المصاب به إلى الوفاة خلال العشرية الثانية من حياته في حالة غياب التكفل الجيد به. يعتبر مرض الثلاسيميا ويسمى أيضا مرض فقر الدم بحوض البحر الأبيض المتوسط، مرضا وراثيا يؤثر على كريات الدم الحمراء نتيجة خلل في الجينات بسبب فقر الدم، حيث تكون مادة الهيموغلوبين في هذه الكريات غير قادرة على القيام بوظائفها. وشدد الأستاذ بجاوي في نفس الإطار على ضرورة تحسين التكفل بهؤلاء المرضى على غرار ما هو معمول به في الدول المتقدمة لتجاوز الصعوبات التي تواجه العائلات المغاربية نتيجة تعقيدات المرض الغددية مما يجعله يتطور إلى بقية أعضاء الجسم النبيلة فضلا عن عدم نمو الأطفال بشكل عادي وتسببها في عدم الإنجاب مستقبلا. وبخصوص تكلفة هذا المرض الوراثي فإنها تصل -حسب الدكتور بجاوي -في حالة التكفل بها جيدا إلى 25 ألف أورو سنويا، مؤكدا على ضرورة إجراء دراسات واسعة حول هذا المرض إلى جانب تحاليل للمقبلين على الزواج، مشيرا إلى صعوبة إقناع هؤلاء للقيام بهذه التحاليل بمنطقة المغرب العربي نتيجة العادات الإجتماعية والثقافية السائدة بهذه المنطقة. وأشار بالمناسبة إلى انتشار المرض بحوض البحر الأبيض المتوسط نتيجة تعاقب واختلاط الحضارات بهذه المنطقة، مؤكدا انتشاره كذلك ببعض الدول الأسيوية منوها بالمجهودات التي بذلتها قبرص للتخفيض من نسبة الإصابة بها بفضل التوعية. أما رئيس مصلحة أمراض الدم ومركز نقله بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية حساني اسعد لبني مسوس الأستاذ محمد السعيد نكال، فقد دعا من جانبه إلى وضع تنظيم محكم للتكفل بالمرض وإنشاء مراكز جوارية لنقل الدم للتخفيف من عبء العائلات وإقناع البعض منها بإجراء تحاليل للكشف عنه قبل وبعد الزواج لتفادي إنجاب أطفال يعانون من هذه الإختلالات. واعتبر نفس المختص الاهتمام بالوقاية يخفض من تكاليف العلاج بعشرة مرات ويساهم في تحسين حياة المرضى وذويهم، مذكرا بإحصاء حوالي 1000 مصاب بالثلاسيميا بالجزائر. ويبقى التكفل الجيد بمرض الثلاسيميا بالإضافة إلى التوعية والتحسيس وتوفير الدم لهؤلاء المرضى -حسب الدكتورة نادية زيداني من نفس المؤسسة الإستشفائية- هو زرع النخاع العظمي الذي يتم نقله من إخوة المصاب فقط إذا توفرت فيهم الشروط. ودعت نفس المختصة إلى فتح مراكز لزرع النخاع العظمي ببعض مناطق الوطن، مؤكدة بأن المركز الوحيد الذي يقوم بهذه المهمة في الوقت الحالي هو مركز بيار وماري كوري لمكافحة السرطان والذي لا يستطيع -حسبها -الاستجابة لكل الطلبات نتيجة الضغط الذي يعاني منه.