إفتتحت مسرحية النصف الضائع لجمعية الفنانين الأحرار بعزابة بسكيكدة، باب المنافسة الرسمية للطبعة التاسعة من المهرجان الثقافي للمسرح المحترف بڤالمة، للحصول على تأشيرة المشاركة في الطبعة القادمة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر العاصمة. واستعرضت هذه المسرحية، التي أخرجها وكتب نصها الأصلي الفنان منصوري مروان على مدار ما يقارب ساعة كاملة من العرض على خشبة المسرح الجهوي محمود تريكي ، الذي يحتضن التظاهرة إلى غاية 8 أفريل الجاري، الصراع الداخلي الذي يعيشه الكثير من الذين يكرسون حياتهم من أجل تحقيق هدف محدد ويضحون بالكثير من الأشياء وفي النهاية يصطدمون بحقيقة الواقع. وجاء العرض الذي قدمه كل من مخرج هذه المسرحية وكذا الممثل ناصري طارق وسط ديكور رمزي وبسيط وإضاءة خافتة في شكل محاكمة ما بين الرجل الكبير في السن وشبابه، ليسلط الضوء على بعض جوانب الصراع ما بين العقل والعاطفة أو الدراسة العلمية الجادة والمغامرات العاطفية وكذا جانبا آخر من الصراع ما بين الشيخ الأمي الذي يضغط على ابنه ليكون متعلما. وتضمنت المسرحية العديد من التعابير الجسدية كوريغرافيا لتصوير حقيقة الصراع النفسي الذي يسكن الفيلسوف المتقدم في السن بعدما أفنى حياته في الدراسة والعلم قصد تقديم خدمة للبشرية لكنه في النهاية يجد نفسه بأنه لم يحقق شيئا ليأتي بعد ذلك شبابه ويحاسبه عن حرمانه من أبسط اللحظات الجميلة التي كان من المفروض أن يعيشها ومنها ساعات النوم وقصة الحب مع زميلته في المدرسة. وإلى جانب هذا العرض الأول في المنافسة فقد تميزت مراسيم الحفل الافتتاحي للمهرجان بتقديم الممثل حميد عاشوري مجموعة من المقاطع الكوميدية عالج من خلالها غياب الاتصال داخل الأسرة الجزائرية وهي الظاهرة التي تحمل، حسبه، العديد من الأوجه وتكون لها في النهاية الكثير من السلبيات. كما تم خلال الحفل الافتتاحي تقديم لجنة التحكيم في هذه الطبعة التاسعة من الثقافي المحلي للمسرح المحترف التي ستشرف على تقييم وترتيب المسرحيات ال6 المشاركة في المنافسة الرسمية حيث سيتولى الفنان المعروف جمال بن صابر رئاسة هذه اللجنة إلى جانب أعضائها الآخرين وهم كل من سعاد سبكي وسميرة صحراوي، إضافة إلى عمار ثايري وجمال شادلي. وسيعرف المهرجان على مدار 6 أيام تقديم كل المسرحيات المتنافسة وهي في كل من مسرحية النصف الضائع لجمعية الفنانين الأحرار بعزابة بسكيكدة و الحقيبة لتعاونية الفضاء الأزرق بباتنة و الزيجة لتعاونية أنيس بسطيف، إضافة إلى ثامن أيام الأسبوع لجمعية المسرح الحر بميلة و المزبلة الفاضلة لتعاونية التاج ببرج بوعريريج ومسرحية رقص الكلاب لدار الثقافة بخنشلة. وإلى جانب المنافسة الرسمية، يتضمن البرنامج للتظاهرة الذي تمثل مهرجانا تصفويا للأعمال المنتجة من الجمعيات والتعاونيات الفنية والمسرحية الناشطة بولايات شرق ووسط شرق البلاد أيضا عروضا تنشيطية لفائدة الجمهور العريض بالساحات العمومية والأحياء الشعبية بمدينة ڤالمة، على غرار ساحة 8 ماي1945 وساحة الشهداء و الأمير عبد القادر وحي الإخوة رحابي وشارع سويداني بوجمعة. كما سيتم تقديم عدة محاضرات حول محور هذه الطبعة المتمثل في دور الجمعيات والتعاونيات في تنشيط الحركة المسرحية والجزائرية، وذلك من طرف أساتذة ومختصين في الفن الرابع.