الدخان يتسبّب في إصابة أكثر من 3500 شخص بسرطان الرئة

جمعية البدر تحسّس المسافرين بمخاطر التدخين
تعرف ظاهرة التدخين في وسطنا الاجتماعي استفحالا كبيرا ما جعل هذه الأخيرة موضة تستهوي أطفالنا، وهو الأمر الذي بات يهدّد كيان المجتمع من أساسه وهو ما ساهم أيضا في انتشار العديد من الأمراض وارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الرئة لدى الرجال، وهو ما كشف عنه العديد من المختصين في الأمراض الصدرية.
إحصاء أكثر من 3500 مصاب بسرطان الرئة سنويا
أكد سليمان رشام، نائب الفيدرالية الوطنية لمكافحة الإدمان على المخدرات ل السياسي ، ان عدد الإصابات بسرطان الرئة بالجزائر في تزايد مستمر، وفي هذا الإطار، أكد العديد من المختصين في الأمراض الصدرية، أن الأرقام تشير إلى إحصاء أكثر من 3500 حالة جديدة سنويا وأن 80 بالمائة من الحالات ميؤوس منها لاكتشاف المرض في حالاته المتقدمة. ويرى الخبراء أن السبب المباشر لانتشار هذا الداء، أي سرطان الرئة، الذي يعد السرطان الأول لدى الرجال، هو التدخين إلا أنه لا يقتصر على هذه الفئة التي تتعاطاه، بل يتعداه، حسبه، إلى الأطفال والمحيط عموما من خلال ما يعرف ب التدخين السلبي وذلك بنسبة إصابة تقدّر ب40 بالمائة، ويشير رشام الى نسبة الأطفال المدخنين والتي تصل الى 60 بالمائة من مختلف الأطوار الدراسية، بالثانويات والمدارس والمتوسطات. وقد عبّر رشام عن مدى استيائه من تدخين المواطنين بالأماكن العمومية قائلا: إن منع التدخين بالأماكن العمومية شعار فقط في الجزائر، حيث لا يزال الكثيرين يدخنون بالأماكن العمومية كالمستشفيات والحافلات وأماكن عمومية أخرى ، وأكد العديد من المختصين في مصلحة الأمراض التنفسية والصدرية على ضرورة التصدي لآفة التدخين من خلال إجراءات صارمة، كما دعوا الى تكثيف الحملات التحسيسية للمواطنين وتوعية المدخنين حول مخاطر التدخين على صحتهم وآثارها السلبية على غير المدخنين لمساعدتهم على التخلي عن هذه الآفة. وسيتم التركيز في بداية الأمر، حسب المختص، على مكافحة التدخين بالأماكن العمومية، على غرار المطارات ومحطات المسافرين، مؤكدا مواجهة بعض الصعوبات في بداية الأمر نتيجة الطبيعة الاجتماعية والثقافية للفرد الجزائري.
هذه هي الأمراض الناجمة عن التدخين وفي ذات السياق، قال البروفسور سليم نافتي، رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة، إن التدخين يتسبّب في حوالي 25 مرضا تصيب المدخنين، فضلا عن سرطان الرئة، والسكتة القلبية ومرض انسداد الشريان، إضافة إلى سرطان الحنجرة، الفم، الشفتين والجلطة الدماغية. وشدّد البروفيسور نافتي على تغريم المدخنين في الأماكن العمومية، مؤكدا أن الدول التي فرضت غرامة مالية على المدخنين بالأماكن العمومية نجحت في تقليص نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين التي تتسبّب فيها هذه الآفة بنسبة كبيرة. وشدّد المختص على ضرورة توسيع الجوانب الوقائية والتحسيسية لا سيما بالوسط التربوي الذي يجب، حسبه، أن يكون قدوة في حماية المجتمع من الآثار الوخيمة للتدخين.
غرامة مالية على المدخنين بالأماكن العمومية ولمكافحة هذه الظاهرة والآثار السلبية الناجمة عنها، قررت السلطات المعنية فرض غرامة مالية على المدخنين بالأماكن العمومية، وهو ما أكد يوسف ترفاني من مديرية الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، ان السلطات العمومية قررت فرض غرامة مالية على المدخنين بالأماكن العمومية تتراوح بين 2000 إلى 5000 دج في إطار قانون الصحة الجديد، كما يتعرض هؤلاء، في حال قيامهم بنفس العملية مرة أخرى، إلى ضعف هذه الغرامة.
مشاركة الجمعيات للتحسيس ومكافحة التدخين.. ضرورية ومن جهته، أكد رئيس الخلية الولائية لمرافقة وتوجيه مرضى السرطان وعضو الجمعية الولائية فجر للأشخاص المصابين بالسرطان، الدكتور محمد حليم قارة، خلال يوم إعلامي حول أضرار التدخين بتيسمسيلت، على أهمية مشاركة الجمعيات والنوادي في التظاهرات التحسيسية الرامية لتقليص عدد المدخنين كونها على احتكاك دائم مع الشباب وهي كفيلة بإقناعهم على الابتعاد عن هذه العادة السيئة والمسبّبة للأمراض السرطانية والتنفسية. وكشف المتحدث بأن غالبية المصابين بسرطان الرئة والمعدة بالولاية من فئة المدخنين، مبرزا بأن 90 بالمائة من المدخنين بوطننا يموتون جراء التدخين وأن التدخين السلبي قد يكون من أهم المسبّبات لإصابة النساء بسرطان الثدي. ومن جهتها، دعت مسؤولة الخلية الولائية للإصغاء بديوان مؤسسات الشباب المختصة في علم النفس، كسار حميدة، الجمعيات ذات الطابع الشباني والرياضي إلى لعب دورها في مجال تحسيس الشباب بأخطار التدخين، مضيفة بأن الاتصال ينبغي أن يكون مباشرا وحتى صارما تجاه الشباب من أجل توعيتهم بالآثار الهدّامة للتدخين. وشكّل هذا اللقاء فرصة للمدير الولائي للشؤون الدينية والأوقاف، محمد الواسطي، لتوجيه دعوة للأئمة الحاضرين بضرورة التركيز على العمل الجواري، التحسيسي اليومي لمكافحة ظاهرة التدخين.
جمعية البدر تحسّس المسافرين وتزامنا واليوم العالمي لمكافحة التدخين المصادف ل31 ماي من كل سنة، أطلقت جمعية البدر لمرضى السرطان عدة حملات تحسيسية على مستوى محطات القطار والسكك الحديدية، وذلك بكل من محطة البليدة ومحطة الآغا ومحطة العفرون وبجاية ووهران، كما ستنطلق قافلة تحسيسية داخل القطار من الجزائر إلى بجاية والجزائر وهران، وستكون هناك نشاطات متلفزة ومقاطع فيديو للتحسيس بمخاطر التدخين، حسبما أكده موساوي، رئيس الجمعية ل السياسي . ومن جهتها، سطّرت الإذاعة الجزائرية عبر أمواج إذاعتي البهجة و جيل آف. آم وفي إطار هذا اليوم، برنامجا ثريا باستضافة أطباء ومختصين إلى جانب روبورتاجات وحوارات ترصد شهادات مؤثرة لمواطنين عانوا من أمراض خبيثة نتيجة تعاطيهم لهذه المادة القاتلة. ويهدف هذا اليوم المفتوح إلى التوعية والتحسيس بأخطار استهلاك التبغ على الصحة العمومية وكذا التعقيدات الصحية التي يتسبّب فيها الإدمان على هذه السموم بدءا بالأمراض التنفسية كالربو وصولا الى الإصابة بسرطان الرئة الذي بات يتصدر قائمة أنواع السرطانات الخبيثة عند الرجال في الجزائر.
مكافحة التدخين.. تحدّي مجتمع محور لقاء علمي وسيشكّل موضوع مكافحة التدخين.. تحدّي مجتمع موضوع لقاء علمي سينظم اليوم بوهران بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، حسب المكلفة بالاتصال لدى مديرية الصحة والسكان. وينتظر أن يعرف اللقاء، الذي ستحتضنه المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 ، مشاركة مختصين في الوقاية وأطباء من مصالح الأمراض التنفسية والقلب والسكري لمختلف الهياكل الصحية، حسبما أضافت الدكتورة حاسي فايزة. وبرمجت خلال هذه التظاهرة المنظمة من قبل مديرية الوقاية لوزارة الوصية بالتعاون مع مديرية الصحة والسكان لوهران والمؤسسة الاستشفائية المذكورة سلسلة من المحاضرات تتناول أخطار التدخين على الصحة وعرض نتائج البرنامج الوطني لمكافحة التدخين ومناقشة المخطط الجديد لمكافحة التدخين، وفق ذات المصدر. كما سيسمح بعرض تجربة مديرية الصحة والسكان لوهران في محاربة ظاهرة انتشار تدخين الشيشة في الوسط الشباني وتحسيس السلطات على اتخاذ قرار منعها في الأماكن العمومية، على غرار المقاهي والمطاعم وتوعية مختلف مصالح المراقبة على تشديد الرقابة على هذا النوع من التدخين المضر بالصحة. وبالموازاة مع اللقاء الذي يقام تحت رعاية وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، سيتم تخصيص أحد أجنحة المعرض المنظم في إطار أسبوع للوقاية الذي سينتظم بساحة أحمد بن عبد الرزاق لعرض بعض الملصقات حول أضرار التدخين على الصحة وظاهرة انتشار الشيشة بوهران، حسب نفس المصدر. وسيقدّم هذا المعرض، الذي ستتواصل فعالياته إلى 4 جوان القادم وبمشاركة مختلف المؤسسات العمومية للصحة الجوارية بوهران، معلومات حول الوقاية من التسممات الغذائية ومن بعض الأمراض المنتقلة عبر الحشرات والحيوانات تحسبا لموسم الاصطياف، حسبما أضافت الدكتورة حاسي.