صادقت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، على مخطط لإقامة حي سكني إسرائيلي، على أنقاض مقبرة إسلامية تاريخية في القدس الغربية. وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الإثنين، إن لجنة التنظيم والبناء المحلية، التابعة للبلدية، صادقت الأسبوع الماضي على مخطط لإقامة 192 وحدة سكنية وفندق مكون من 480 غرفة، ومركز تجاري، في موقع استخدمه المسلمون المقدسيون كمقبرة على مدى مئات السنين. ولفتت إلى أن المخطط الأصلي كان يقضي بتشييد مباني للمحاكم الإسرائيلية على هذه الأرض، وهو ما تم العدول عنه بقرار من المحكمة العليا الإسرائيلية. وأشارت إلى أن سلطة الآثار الإسرائيلية أجرت عمليات تنقيب في 6 مواقع في المنطقة، عثرت في 5 منها على آثار قبور وهياكل عظمية. وتقع المقبرة التي سيقام عليها الحي السكني، بالقرب من مقبرة مأمن الله ، التي أنشأت البلدية الإسرائيلية خلال السنوات الماضية، متحفا على أنقاضها، رغم الاحتجاجات الكبيرة التي نفذها الفلسطينيين المقدسيين والحركة الإسلامية في إسرائيل. من جانبها قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث (مقربة من الحركة الإسلامية في إسرائيل) إن بلدية القدس تهدف من خلال هذا المشروع إلى استكمال خطواتها لتهويد مقبرة مأمن الله. وأضافت المؤسسة التي تعد من أكبر المدافعين عن المقدسات الإسلامية في القدس وإسرائيل، في تصريح مكتوب: ستبقى المقبرة إسلامية المقبرة بالرغم من محاولات الاحتلال طمس الحضارة والتاريخ العربي والإسلامي في القدس . وناشدت كافة الهيئات والجهات المعنية والمجتمع الدولي ، بالتدخل من أجل وقف ما قالت إنه مشاريع القرصنة التي تتعرض لها مقبرة مأمن الله والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك . وكانت المؤسسة قد ذكرت في بيانات سابقة أن الحفريات في منطقة مقبرة مأمن الله الإسلامية دمرت أغلب مساحتها التي كانت تصل مساحتها عام 1948 إلى 200 ألف متر مربع، وتضم بين جنباتها رفات عدد من الصحابة والتابعين والفقهاء والعلماء والشهداء . وقالت المؤسسة في إحدى بياناتها إن بلدية القدس حولت جزءا كبيرا من مقبرة مأمن الله، إلى حديقة عامة، وساحات عروض غنائية، وملتقى للعشاق والشواذ، وشقت الشوارع وشبكة المجاري والكهرباء والمياه وغيرها من الاعتداءات، بهدف تغييب الوجود والدليل الحضاري الإسلامي في المدينة المقدسة، ومحاولة تهويد كل ما هو إسلامي وعربي .