(مأمن اللّه).. حرب الاحتلال على الأموات خمّارة للصهاينة على مقابر الفلسطينيين كشف الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلّة عام 1948 أن مقبرة (مأمن اللّه) الوقفية في القدس (تقلّصت مساحتها الأصلية البالغة 200 دونم لتصبح 20 دونما فقط) موضّحا أن مساحة ال 180 دونما الأخرى (أقام الاحتلال عليها حديقة عامّة ومباني سكنية ومطاعم وفنادق ومركز شرطة وحمّامات عامّة ومشاريع أخرى). الشيخ كمال الخطيب أضاف أنه (رغم إعاقة المشروع لبضع سنوات فإن الاحتلال شرع بإقامة ما يسمى بمتحف التسامح في المقبرة والذي تقوم عليه عائلة يهودية أمريكية تسكن في لوس أنجلس). وقال الخطيب إن المصير الذي ينتظر ال 18 دونما المتبقية من المقبرة (لن يكون إلا كمصير سابقاتها فالاحتلال يستهدفها بشكل مستمر من خلال إقامة العديد من المشاريع التهويدية التي كان آخرها افتتاح خمارة على أرضها) وأوضح أن (الاحتلال ما زال يستهدف المقدسات والإنسان والتاريخ والجغرافيا) مشيرا إلى أن (غياب قوة ردع الحكومات والأنظمة العربية الرسمية تمنحه فرصة ذهبية للمضي قدما في هضم ما تبقى من أراضي مقبرة مأمن اللّه). وحول تعامل الاحتلال مع رفات الأموات حينما يشرع في إقامة المشاريع التهويدية على أرض المقبرة قال الخطيب إن الاحتلال (يعمل على اجتزاز القبور وهدم الشواهد وإخراج عظام ورفات الأموات من باطن الأرض) واصفا إيّاه بأنه (همجي يتعامل بنفسية المتأله المتجبّر ولا يراعي حرمة لا للأحياء ولا للأموات لأنه لا يعرف القيم أو المبادئ وغرور القوة هو الذي يحكم تصرّفاته). من جانبه أوضح مسؤول وحدة البحث الأثري في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث عبدالرازق متاني أن مقبرة (مأمن اللّه) التي تقع بالقرب من البلدة القديمة بالقدس هي (أعرق وأهمّ وأكبر مقبرة إسلامية في مدينة القدس المحتلّة وهي أحد المعالم الإسلامية البارزة فيها). ورجّح متاني أن تكون مقبرة (مأمن اللّه) قد ضمّت في بطنها رفات العديد من صحابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مؤكّدا أنها (آوت قبور مسلمين منذ مئات السنين وفيها قبور لآلاف الشهداء). * انتهاك مستمرّ قال متاني إن المؤسسة الاحتلالية بأذرعها المختلفة (لم تتوقف عن استهداف كل ما هو عربي وإسلامي وكعادتها فإنها تنتهك وتحارب وتطمس الآثار والمعالم التاريخية العربية والإسلامية) وأضاف: (ما يحصل في مقبرة مأمن اللّه هو جزء من المخططات الرسمية التي تسعى إلى تهويد المدينة المقدّسة وفرض الرواية اليهودية التي تزعم أن القدس مدينة يهودية). ورأى متاني أن تزايد الاعتداءات على كل ما هو مقدس عند المسلمين والتي توّجت بحرق الرضيع علي الدوابشة وعائلته من قِبل المستوطنين اليهود هو (تعبير عن موجة العنصرية التي تجتاح الجمهور الصهيوني وبالتالي فإننا لا نستغرب ما يحدث من انتهاك مستمر للمقدسات والمقابر لأن هذا أمر طبيعي يحصل بهدف تهويد كل ما هو فلسطيني).