يعتبر حي علي عماري بفوكة ولاية تيبازة من الأحياء التي تجتمع فيها مظاهر البؤس والمعاناة في ظل الواقع المرير الذي يتخبط فيه السكان نتيجة إقصاء الحي من أجندة المشاريع التنموية المتعلقة بالتهيئة الحضارية وقطاعات أخرى من شأنها رفع الغبن عن أهالي حي الكومينال الذي لا يبعد عن وسط مدينة فوكة سوى بضعة أمتار. في زيارة ميدانية قادت السياسي إلى حي علي عماري أو ما يعرف بحي الكومينال بفوكة ولاية تيبازة، رصدنا أهم الانشغالات والمشاكل التي تنتظر التفاتة استعجالية من السلطات المحلية. التهيئة الحضارية في خبر كان والسلطات تتفرج من الأمور التي شدت انتباهنا أثناء تواجدنا بحي علي عماري الكومينال الطابع الحضاري للطرقات والأرصفة التي ميزتها التشققات والمطبات في حين غابت التهيئة عن أغلب طرقاتها الترابية، إذ تزداد حدة معاناة أهالي الحي في فصل الشتاء أين تتحول هذه الأخيرة إلى برك من الأوحال تمتد إلى غاية البيوت، كما اشتكى مواطنو الحي من انعدام الأرصفة رغم مناشدتهم المستمرة للسلطات المحلية بإعادة تهيئة الحي وإضفاء الطابع الحضاري عليه وهو ما لم تبدِ له الهيئات المسؤولة أي اهتمام. المفرغة العمومية خطر يهدد صحة السكان اشتكى سكان حي الكومينال بفوكة أيضا من خطر المفرغة العمومية المتواجدة بمدخل الحي والتي باتت مكانا ملائما للرمي العشوائي للنفايات من مختلف الأحياء المجاورة وحتى من طرف المارة حسب شهود عيان من ذات الحي داعين إلى ضرورة تحويل مكان المفرغة إلى مكان آخر بعيد عن التجمعات السكانية، خاصة بعد أن تحولت إلى مصدر لانبعاث الروائح الكريهة وتجمع الحشرات السامة والكلاب الضالة والقوارض التي باتت تهدد صحة وسلامة المواطنين القاطنين قربها، متهمين السلطات المحلية بعدم تنظيم عملية جمع النفايات المنزلية بصفة منتظمة وجهلها لمدى خطورة الوضع البيئي المحيط بهم. من جهة أخرى، أثناء تواجد السياسي بحي علي عماري شد انتباهنا الكم الهائل للنفايات المنزلية المترامية عبر أغلب طرقات وأرصفة الحي خاصة المتواجدة بمدخله الرئيسي قرب الملعب البلدي بالإضافة إلى نفايات الأسواق الفوضوية التي باتت ملازمة دائما لأرصفة المكان وهو ما أثار استياء السكان الذين طالبوا بتنظيم عملية رفع النفايات من طرف أعوان النظافة على مستوى البلدية التي تغيب عن العمل جل أيام الأسبوع مما تسبب في انتشار الروائح الكريهة خاصة في فصل الصيف. الطريق الرئيسي يحصد الأرواح والسلطات مطالبة بإنشاء ممهلات أعرب العديد من أهالي حي علي عماري عن امتعاضهم الشديد من التزايد الكبير في حوادث المرور التي يشهدها الطريق الرئيسي الممتد من بلدية القليعة إلى غاية فوكة وسط المدينة خاصة قرب حي الكومينال، فبالرغم من المراسلات المتواصلة والمطالبة بإنشاء ممهلات من شأنها التخفيف من إرهاب الطرقات إلا أن السلطات المحلية غائبة عن الرد ولا تبدي اهتماما لمناشدة السكان. تذبذب الكهرباء هاجس يؤرق المواطنين من الأمور التي رصدتها زيارتنا إلى ذات المنطقة، تذمر السكان من سلسلة الانقطاعات المتكرر للتيار الكهربائي طيلة فصل الصيف والتي تكون في أغلب الأحيان خلال الفترة الليلية مما يتسبب في تلف أجهزتهم الكهرومنزلية، كما اشتكى أصحاب المحلات التجارية من تلف منتجاتهم خاصة السريعة التلف وما تمخض عنه من خسائر مادية فادحة جراء تكرار مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، في حين أشار البعض إلى ضعف التيار الكهربائي الذي إن وجد فإنه لا يكفي لتشغيل مصباح مما يضطرهم للبقاء في الظلام الدامس أو اللجوء إلى ضوء الشموع، آملين بتدخل السلطات المحلية التي لم تحرك ساكنا رغم المراسلات المتواصلة ذات الصلة بالمشكلة والاحتجاجات المتكررة التي شهدها الطريق المحاذي لحي علي عماري والتي كان آخرها شهر جوان المنصرم. أهالي الكومينال يستهلكون مياهاً ملوّثة أثارت مشكلة المياه الملوثة التي تصل إلى حنفيات أبناء علي عماري استياء العديد منهم، مشيرين في ذات السياق إلى الخطر الصحي الذي يتربص بهم، كما أفاد أحد المواطنين ل السياسي أن أغلب أهالي الحي يلجؤون إلى اقتناء قارورات المياه المعدنية أو حنفيات الأحياء المجاورة تجنبا للإصابة بالأمراض المتنقلة عبر المياه، مؤكدا أن الحي شهد حالات من التسمم التي رجح العديد أن تكون بسبب المياه المستهلكة، لتبقى سلامة وصحة السكان خارج اهتمامات السلطات المحلية. الركن العشوائي في ظل غياب الحظائر تعد مشكلة الركن العشوائي عبر شوارع الكومينال نقطة سوداء تعرقل حركة سير المارة ومستخدمي الطرقات، إذ يلجأ العديد من أصحاب المركبات لاعتماد الأرصفة مكانا ملائما لها دون مراعاة الازدحام المروري الناجم عن استغلال المساحات المخصصة للراجلين بالإضافة إلى انسداد كلي للسير المروري في أغلب الطرقات خاصة المتواجدة مدخل الحي وأخرى بالجهة الجنوبية منه، وتبقى ذات المشكلة مطروحة في ظل غياب تدخل السلطات المعنية لتنظيم الحركة المرورية. الاستفادة من السكن حلم قاطني البيوت القصديرية لايزال حلم الاستفادة من المشروع السكني الجديد يراود قاطني البيوت القصديرية الذين أعربوا عن امتعاضهم الشديد من الوعود الكاذبة التي تمليها عليهم السلطات المحلية والمتعلقة بمشروع 1600 وحدة سكنية جاهزة إذ تمتد لسنوات دون إدراك السبب الحقيقي لتماطل الهيئات المحلية في توزيعها، في حين أشار العديد من سكان البيوت القصديرية المتواجدة بذات المكان عن الظروف القاسية التي يعيشونها في ظل غياب أدنى شروط العيش الكريمة كما تطرق ذات المتحدثين ل السياسي إلى خطر الحشرات والزواحف التي تمتد إلى غاية بيوتهم خاصة المحاذية للمفرغة المتواجدة مدخل الحي، متوعدين بالتصعيد والخروج إلى الشارع في حال لم يتم الاستفادة من السكنات على المدى القريب. الملعب البلدي في طي النسيان لايزال الملعب البلدي بحي علي عماري خارج أجندة المشاريع التنموية ببلدية فوكة والذي يعتبره شباب الحي المتنفس الوحيد والفضاء الترفيهي الذي يشغل أوقات فراغهم، إلا أن هذا الأخير لم تيم تهيئته من طرف السلطات المحلية في الوقت الذي طالب فيه الأهالي بتغطية الملعب بالعشب الاصطناعي وتخصيص أماكن للجلوس. ومن أهم الانشغالات التي رصدتها زيارتنا إلى حي الكومينال انعدام شبه تام للمرافق العمومية والمساحات الخضراء على غرار الملعب البلدي، حيث طالب شباب الحي إنشاء قاعات رياضية ودار الشباب لاستغلال أوقات فراغهم خاصة في فصل الصيف والعطل السنوية دون حاجتهم للتنقل إلى البلديات المجاورة التي تحوي مثل هذه المرافق. السكان يطالبون بخدمة الشبكة العنكبوتية عبر أهالي حي علي عماري بفوكة عن استيائهم الشديد من تجاهل وكالة اتصالات الجزائر تزويدها بخدمة الأنترنت التي امتدت مراسلاتهم لأزيد من أربع سنوات دون أن تبدي هذه الأخيرة اهتماما لها، كما تطرق احد السكان عن عناء التنقل إلى وسط المدينة والبلديات المجاورة كبلدية القليعة والدواودة بغرض التوجه إلى قاعات الانترنت خاصة فئة المتمدرسين والجامعيين بالإضافة إلى اعتمادها وسيلة للترفيه والقضاء على أوقات الفراغ.