سجلت القفة التقليدية على مستوى الصالون الوطني للسلال، الذي تحتضنه ولاية بومرداس على مدار أسبوع كامل، عودة قوية بتسجيل أعلى نسبة مبيعات وإقبال منقطع النظير بين مواطنين قرروا المساهمة في حماية البيئة عبر تطليق الأكياس البلاستيكية. الصالون الوطني الذي تشرف على تنظيمه الغرفة الولائية للحرف والصناعات التقليدية ببومرداس تحت إشراف وزارة السياحة والصناعات التقليدية، يعرف مشاركة كبيرة لحرفيين تجاوز عددهم ال45 حرفي قدموا من ولايات عديدة على غرار، بسكرة، تيزي وزو، البويرة، معسكر، إليزي، تمنراست، سيدي بلعباس، الجلفة، تيبازة، بومرداس و ولايات أخرى، نزلت بثقل منتوجاتها الكبير الذي أبهر الزوار من مواطني المدينة وكذا المصطافين الذين صنعوا الحدث بأعداد هائلة تزور الصالون يوميا. وعلى الرغم من تنوع المنتجات المعروضة والمصنوعة من مادتي الدوم التي يعتمدها سكان الوسط الجزائري في صناعة السلالة، وسعف النخيل بالنسبة لسكان الجنوب، إلا أن المشاركين يجمعون على أن أغلب الزوار يقتنون القفة التقليدية الخاصة بالتسوق اليومي للأسرة الجزائرية، حيث سجل هذا المنتج أعلى نسبة مبيعات سواء لدى منتجي الوسط أو الجنوب، بحسب ما أكده العديد من العارضين. ومن جهة أخرى، أكد بعض الزوار بأن زيارتهم للصالون كانت خصيصا من أجل اقتناء القفة، في محاولة للتقليص من حجم الاستهلاك الكبير للأكياس البلاستيكية التي شوهت المحيط وألحقت أضرارا كبيرة بالبيئة. فنانون يبدعون في مداعبة الدوم والسعف وآخرون يطورونه نماذج كثيرة احتواها المعرض الكبير مما أبدعت أنامل الحرفيين في إنتاجها، فتنوعت بين سلال، وكراسي الخيزران، و بين سلال امتزجت بألوان زاهية تجذب الناظرين، إذ وقفنا على الكثير من المنتجات التي أدهشت كل الزوار، كالأحذية التي تصنع بمادة الدوم، والتي زينت جناح السيد لخضر حسان من ولاية المدية، الذي أنتج أحذية صيفية أكثر صحية بسبب مواد طبيعية تساعد الرجل على التنفس بكل حرية وتقيه من مختلف الأمراض الجلدية التي قد تصيبه نتيجة ارتدائه لبعض الأحذية المستوردة من الصين خاصة. وتعكس طاولات العارضين من جانب آخر، عدم اعتماد الحرفيين على ما توارثوه من الأجداد، حيث ميزت اللمسة العصرية للكثيرين منهم تلك المنتوجات البارزة، كإدخال الكروشي ، الورود، والألوان الفضية والذهبية وكذا الأحجار على بعض القطع التي تجلب النساء كثيرا مثلما تعكسه منتجات الحرفيتين حورية بوشارب ونبيلة بن فضة، ما ساهم في رفع نسبة المبيعات.