ما يقارب خمسة آلاف هكتار موجهة للاستثمار تراهن ولاية بومرداس على استعادة حيويتها في المجال السياحي بتثمين وترقية قدراتها المتنوعة في المجال تؤهلها لحجز مكان لائق ضمن المدن الجذابة المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط واستغلالها في خلق ثروة بديلة عن قطاع المحروقات. وتتلاءم هذه المؤهلات مع برنامج الحكومة المتطلع إلى خلق تنمية اقتصادية شاملة خارج مجال المحروقات عن طريق الاستغلال الأمثل لكل الإمكانات والخصوصيات المحلية لمختلف جهات الوطن، ولهذا الغرض سعت الولاية في السنوات الأخيرة من خلال البرامج التنموية المتعددة والأغلفة المالية المرصودة إلى توفير البنية التحتية الأساسية من طرق وكهرباء ومياه وغيرها الكفيلة بجلب اهتمام المستثمرين من داخل وخارج الوطن، وتتطلع الولاية من خلال ذلك إلى مستقبل واعد في هذا المجال خاصة وأنها استعادت حيويتها التنموية عقب تعرضها إلى زلزال مدمر سنة 2003 وكذا عافيتها من ويلات الإرهاب. قدرات ومؤهلات سياحية عذراء وطموحات كبيرة تم التوجه عبر سنوات متعددة نحو فتح آفاق تنموية جديدة بهذه الولاية التي تحصي ما يفوق عن 900.000 نسمة ترتكز على تثمين مؤهلاتها السياحية المتنوعة التي تزال معظمها على حالتها العذراء بغرض تحقيق طموحاتها الكبيرة المتمثلة في جعلها أحد أجذب المدن بساحل البحر الأبيض المتوسط، وتتمثل أهم هذه القدرات في ساحل جميل يمتد على طول يزيد عن 90 كلم مقسم إلى 57 شاطئا منه 35 شاطئا مسموحا فيها بالسباحة -لايزال خاليا من مختلف المشاريع السياحية- يجلب إليه في كل صائفة ما يزيد عن 11 مليون مصطاف. وتزين الشواطئ المذكورة وتزيدها رونقا وجمالا غابات عذراء خلابة تقع بمحاذاتها استفاد البعض منها من عمليات التهيئة وجزء متبقي ينتظر دوره على غرار غابة مويلحة ببودواو البحري وقورصو وزموري البحري و الساحل بسيدي داود و بوغربي بدلس و ميزرانة بأعفير. وللسياحة الجبلية مكانتها أيضا في الولاية، حيث أعيد الالتفات إليها في السنوات الأخيرة بعد تطهيرها من الإرهاب على غرار منطقة بوزقزة قدارة و القلعة ببني عمران و ذراع الحفا بالأربعطاش و إيغيل بالناصرية، إلى جانب ذلك تزخر الولاية بمواقع أثرية تاريخية وأخرى حموية متنوعة تنتظر الاستغلال الجيد وإعادة التأهيل تقع بضواحي بلديات يسر وزموري والناصرية وأعفير وتاورقة. ترقية الوجهة السياحية بإنشاء 4 مسالك سياحية وبيئية تم مؤخرا الانتهاء من إعداد الدراسات المتعلقة بإنشاء أربعة مسالك بكل من سد الحميز وقاعدة الحياة بالحميز ببلدية الأربعطاش وسد بني عمران وغابة أسوف بدلس، إضافة إلى تهيئة ميناء دلس القديم وتجهيزه بكل وسائل الراحة بغرض ترقية وتدعيم الوجهة السياحية والبيئية عبر الولاية حسب المديرية المحلية للقطاع، وسيتم تهيئة وتجهيز المسالك المذكورة لاحقا في إطار المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية بتزويدها بفضاءات خضراء مخصصة للعائلات وأخرى للعب الأطفال وتهيئة المسالك المؤدية إليها والإنارة العمومية والمياه وغيرها. ويرتقب تدعيم حظيرة الأسرة بالولاية في السنوات الخمس القادمة بنحو 20.000 سرير جديد من خلال إنجاز 101 مشروع سياحي اعتمد مؤخرا من طرف اللجنة الولائية للمساعدة على تحديد المواقع وترقية الاستثمار وضبط العقار. وفي هذا السياق، أكد زوليم نور، مدير السياحة، أن المشاريع السياحية المذكورة التي تم توطينها خارج مناطق التوسع السياحي هي قيد الانطلاق في الإنجاز وباقي المشاريع التي وطنت بداخل مناطق التوسع السياحي لم تنطلق بعد لأن العمل جاري حاليا لإنجاز المخططات التوجيهية، مضيفا أنه سيتم الرفع مستقبلا مع عدد الأسرة المذكورة من خلال رفع عدد مشاريع الاستثمار السياحي المعتمدة لتصل مع نهاية سنة 2015 إلى نحو 150 أو 160 مشروعا جديدا، كما يجري تدعيم حظيرة الأسرة كذلك من خلال إنجاز خارج مناطق التوسع السياحي حاليا 21 مشروعا سياحيا (فنادق) بطاقة استيعاب إجمالية تصل إلى 2700 سرير تضاف إلى المشاريع المستغلة حاليا والمقدرة ب 19 فندقا توفر 3000 سرير و9 مخيمات ب5000 سرير و14 مركز تخيم بطاقة 7000 سرير. زهاء خمسة آلاف هكتار موجهة للاستثمار ضمن مناطق التوسع السياحي عبر الولاية تضع الولاية تحت تصرف المستثمرين عقارا يناهز الخمسة آلاف هكتار ب 11 منطقة للتوسع السياحي ضمن خطة تتطلع الولاية من خلالها إلى جلب عدد كبير من المستثمرين للرفع من قدراتها الاستيعابية وترقية نوعية الخدمات حسب مدير السياحة. وبغرض توسيع الوعاء العقاري المقترح للمستثمرين وتنويع المنتج السياحي وترقيته في آفاق 2025 تم اقتراح إنشاء كذلك ثمانية مواقع ومنطقة في مساحة تتجاوز 17 ألف هكتار وفقا لذات المسؤول، ومن بين أهم مناطق التوسع السياحي المقترحة في هذا الإطار تلك المخصصة لتطوير السياحة الحموية ب عمال والأخرى المخصصة لترقية السياحة الجبلية والرياضية بخميس الخشنة والأربعطاش والناصرية، وسيتم بأعالي بلدية لقاطة وضواحي زموري تثمين المنتوج السياحي الثقافي نظرا لإمكانياتهما الأثرية والحضارية.