وجه الجيش الوطني الشعبي خلال الأشهر الفارطة، ضربات موجعة متتالية لبقايا الجماعات الإرهابية وشبكات التهريب، حيث أثبت مجددا قوته واحترافيته في مكافحة الإرهاب التي أصبحت تجربة رائدة محل اهتمام دولي، ويبقى رجال الجيش وافقون لحماية الوطن وحفظ أمنه وسلامته عن طريق تضحيات جسام، تظهر ملامحها بقوة خلال المناسبات وبالأخص أيام الأعياد، حيث يستغني رجال الجيش عن متعة الجلسات العائلية في أهم المناسبات، لأن الواجب دعاهم والالتزام تجاه الوطن ناداهم، هؤلاء الرجال الذين يفضلوا أن يضحوا بفرحة العيد وأن يبقوا واقفين وعيونهم مشدودة لأمن المواطن والوطن، بل وأكثر، ففي مثل هذه المناسبات تزداد الحيطة والحذر وتُرفع درجة التأهب والاستعداد لمواجهة كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار البلاد، وفي الوقت الذي تلتف فيه العائلات حول بعضها البعض، يقف فيه خيرة أبناء الجزائر لضمان طمأنينتنا فننام وتبقى عيونهم ساهرة. رجال يضحون بفرحة العيد من أجل الوطن ولا يمكننا الحديث عن تضحيات أفراد الجيش الوطني الشعبي دون أن نخص بالذكر أولائك المرابطين على الحدود الذين لا تثنيهم صعوبة المناخ ولا التضاريس ولا تزيدهم أيام الأعياد سوى إصرارا على حماية الوطن من أي تهديدات، فهم رجال واقفون بمبدأ العين التي لا تنام لضمان طمأنينة الشعب الجزائري وحماية الوطن من أي نوع من التهديدات، وفي وقت تلتمّ الاسر للإحتفال بعيد الاضحى المبارك يقفون هم في وجه شبكات التهريب ومحاولة المساس بالإقتصاد الوطني، وفي وجه المحاولات الإرهابية لضرب استقرار هذا البلد، فعزيمة وإرادة عناصر الجيش الوطني الشعبي أحبطت مخططات أخطر الجماعات الإرهابية بعد أن نجحت في منع دخول كميات كبيرة وهامة من الأسلحة بمختلف أنواعها، حيث لا تمر أيام دون أن يتمكن أفراد الجيش من اكتشاف مخبأ للأسلحة وتدميره، وهي العمليات التي سمحت في زيادة عزل بقايا الجماعات الإرهابية في ولايات الشمال، هذه الأخيرة التي تلقت ضربات موجعة من خلال عمليات تمشيط ناجحة تمكنت من خلالها عناصر الجيش خلال شهر واحد من القضاء على 8 من أخطر الإرهابيين الذين كانوا يتولّون مناصب قيادية في الجماعات الإرهابية، وذلك مواصلة للقضاء على العشرات من الإرهابيين منذ بداية السنة. عزيمة دائمة لحماية حدود البلاد وفي وقت تحاول فيه شبكات الجريمة المنظمة تكثيف نشاطها على الحدود تجد في مقابلها تشديد أعمال المراقبة واليقظة الدائمة للدفاع عن حرمة وسيادة التراب الوطني من قبل قوات الجيش الوطني الشعبي، فالحركة الدائمة للعربات العسكرية رباعية الدفع وحوامات القوات الجوية على طول الشريط الحدودي لا تتوقف وتأمين الشريط الحدودي من خلال نشر وحدات فرعية ونقاط ملاحظة للتحكم في المناطق ومنع تسلل المجرمين وكذا دوريات وكمائن مختلفة بالتنسيق بين حرس الحدود والجمارك الجزائرية، لذلك فالعلامة الكاملة لخيرة أبناء الجزائر الذين وهبوا أرواحهم في سبيل هذا الوطن بقناعات نوفمبرية وبطولات وتضحيات لا توصف إلا في خانة البطولات، حاملين أكفانهم على أيديهم للذود عن شرف هذا الوطن والموت في سبيل أن تبقى الجزائر شامخة كريمة فشغلهم الشاغل محصور في حماية تراب هذا الوطن والدفاع عن حدوده وسيادته وألا ينحني ولا ينكسر.