شارك المئات من طلبة وأساتذة كلية العلوم الدقيقة بجامعة بجاية في مسيرة سلمية في شوارع المدينة للتعبير عن رفضهم لترحيل مؤسستهم الجامعية نحو القطب الجامعي الجديد أميزور الواقع على بعد 25 كلم جنوببجاية. وجاب المحتجون أرصفة الشارع الرابط بين الحرم الجامعي أبوداوود بالضاحية الغربية للمدينة وصولا إلى مقر الولاية أين نظموا وقفة احتجاجية عبروا خلالها عن رفضهم نقل مؤسستهم وأسباب ذلك. وبرر أحد المحتجين من الطلبة رفضهم بالقول بأن الحرم الجامعي لأميزور لايزال ورشة ويفتقر للعديد من الضروريات كما أنه غير مهيأ بعد وفق ما تتطلبه كلية العلوم الدقيقة، مشيرا إلى أنه كان مقررا من البداية أن يحتضن هذا الحرم كلية العلوم القانونية. من جهته ذكر أحد الأساتذة أن هذا القرار اتخذ من جانب واحد وفي فترة العطلة ومن دون استشارة. كما أنه اتخذ بعد رفض باقي الكليات التوجه إليه (الحرم) مشيرا إلى أن أمر تحويل يمس معاهد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والإعلام الآلي والتجارب العملية والطبيعة من المرجح أن يفصل كلية عن التكنولوجيا. وأضاف أنه وفي مختلف الولايات تتواجد كلية العلوم والتكنولوجيا معا وفي كيان واحد على غرار جامعة هواري بومدين بالجزائر العاصمة ونفس الشيء بالنسبة لوهران وكذا بالنسبة لأكاديمية العلوم والتكنولوجيا التي يجري استحداثها بالعاصمة. غير أن الأمر يختلف بالنسبة لولاية بجاية أين يود فصل هاتين عن بعضهما البعض وهو الأمر الذي يعد حسبه منافيا علميا وبيداغوجيا، موضحا أن الحرم الجامعي لأميزور غير مهيأ بعد لاستقبال كلية العلوم الدقيقة التي لا تتوفر لا على مخبر ولا وحدة حساب ولا حتى وسائل عمل أخرى. كما امتعض الطلبة من جهتهم من فكرة نقلهم وتلقيهم الفصول التدريبية بأميزور في حين تتم التطبيقات على مستوى تارقة أوزمور أين تتواجد المخابر وقاعات العمل. ولدى الاتصال بعميد جامعة بجاية سعيداني بوعلام ذكر أن القرار ينتظر المصادقة عليه من طرف المجلس الإداري والمجلس العلمي في خطوة مستقبلية لتطوير الكلية. وأضاف أن كل الحرم الجامعي خصص للعلوم الدقيقة التي عانت من الضيق بتارقة أوزمور ونقص شروط الراحة، مؤكدا أن كل الظروف هيأت لضمان السير الحسن وانطلاقة لنشاطات علمية وبيداغوجية لائقة. وأوضح سعيداني أن قرار التحويل اتخذ من طرف الدولة نظرا لحالة التشبع التي وصل إليها الحرم الجامعي تارقة أوزمور الذي لم يعد باستطاعته استقبال أكثر 18.000 طالب المسجلين حاليا، مشيرا إلى أن أمر اختيار كلية العلوم الدقيقة التي تضم زهاء ال 4000 طالب و200 أستاذ كان صائبا.