بلغ التعفن بجامعة بجاية ذروته نهار أمس، لما قرر العشرات من الطلبة الخروج إلى الشارع في مظاهرة حاشدة، عبّروا من خلالها عن رفضهم قرار رئيس الجامعة بتحويل كلية العلوم الدقيقة من الحرم الجامعي تارڤة أوزمور إلى الحرم الجامعي الجديد بأميزور، بدعوى بعد المسافة وعدم جاهزية الحرم الجامعي بأميزور لاستقبال الكلية وعدم توفره على التجهيزات الضرورية للدراسة مثل عتاد المخابر وغيرها، وطالبوا خلال المسيرة بتحويل كلية العلوم الإدارية والقانونية بدلا من كلية العلوم الدقيقة. الطلبة رفعوا خلال المسيرة عدة شعارات معادية لرئيس الجامعة، البروفيسور سعيداني بوعلام، واعتبروا قراره باختيار كلية العلوم الدقيقة بمثابة ”حڤرة متميزة”، وطالبوا برحيله كما ناشدوا والي الولاية الذي سبق أن التقى به الأستاذ الجامعي المؤطر للحركة الاحتجاجية، التدخل بتوجيه أمر لرئيس الجامعة بإرسال كلية العلوم الإدارية إلى أميزور بدلا من كلية العلوم الدقيقة. وتأتي هذه المسيرة بعد عدة أسابيع من اعتصام عدد محدود من أساتذة كلية العلوم الدقيقة بجامعة تارڤة أوزمور ورفضهم الالتحاق بجامعة أميزور، وقرروا مقاطعة الدخول الجامعي ورفض إجراء الامتحانات الاستدراكية، قبل أن يوجهوا دعوة للطلبة للالتحاق بالحركة الاحتجاجية وتجنيد أكبر عدد منهم عبر الموقع الشخصي للأستاذ المؤطر للحركة الاحتجاجية في ”الفايسبوك”، الذي وصف رئيس الجامعة عبر الموقع نفسه بأقبح الأوصاف ولم يتردد في المطالبة برحيله. من جهته، أقدم رئيس الجامعة، البروفيسور سعيداني، قبل أسبوع، على سلسلة من التغييرات في مناصب المسؤولية بكلية العلوم الدقيقة، التي تتضمن إقالة جميع العمداء الذين رفضوا الالتحاق بأميزور. وحسب مصدر من رئاسة الجامعة، فإن الطاقم الجديد المسير لكلية العلوم الدقيقة شرع في مهامه والأساتذة والطلبة شرعوا في الامتحانات الاستدراكية بأميزور. وأضافت المصادر ذاتها أن الحركة المعارضة لترحيل كلية العلوم الدقيقة يديرها تنظيم سياسي غايته إيجاد فرصة للخروج إلى الشارع. للتذكير، فقد سبق لرئيس الجامعة، البروفيسور سعيداني، أن برر اختيار كلية العلوم الدقيقة لنقلها إلى الجامعة الجديدة بأميزور بكونها الوحيدة التي بها عدد أقل من الطلبة، وأن المخابر الجاهزة بالحرم الجامعي الجديد تناسب طبيعة الدراسة لجميع معاهد كلية العلوم الدقيقة.