يتوقع أن تنتهي عملية غرس أشجار النخيل التجميلية، التي انطلقت منذ أسبوعين، على المساحة الفاصلة بين رواقي الطريق السيّار شرق-غرب عند مدخل البليدة قبل نهاية شهر أكتوبر الحالي، حسبما أكده مدير مؤسسة المساحات الخضراء للولاية، محمد وادفل. وذكر أن هذه العملية التي تمتد على مسافة عشرة كيلومترات من مدخل بني مراد إلى حدود ولاية الجزائر تدخل في إطار برنامج عمل وضعه الوالي، عبد القادر بوعزقيي، الذي يرمي الى تجميل كافة مدينة البليدة بما فيها المسالك المؤدية إليها. وأضاف أنه تم تخصيص أزيد من 30 مليون دج لهذه العملية التي تخص غرس أكثر من ألف نخلة تزيينية على طول 10 كلم تم اقتناؤها من مشتلة ببني مراد. ومن جهته، ذكر المكلف بخلية الاتصال للولاية، كمال علي باشا، أن عدة عمليات أخرى من هذا القبيل ينتظر القيام بها من أجل بسط مساحات خضراء على مستوى مختلف مداخل ومخارج المدينة وذلك طبقا لتوجيهات الوالي. مواطنون يرون أن أشجار النخيل تتنافى وطبيعة المنطقة ولم تلق عملية غرس النخيل على مستوى هذا الشطر من الطريق الإجماع لدى أصحاب المركبات وسكان مدينة الورود، حيث أن أغلبهم يرون فيها تزيينا يتنافى وطبيعة المدينة. وانتقد مستعملو هذا الطريق مشاهدة هذا العدد المذهل من النخيل مما يوحي، كما قالوا، بأننا في مدينة من جنوب البلاد ، مشيرين إلى أن هذا الاختيار لا يتطابق مع خصوصيات سهل متيجة. كما أعربوا عن أسفهم العميق من عدم الأخذ بعين الاعتبار الطابع الأصيل للبليدة في إعداد هذا البرنامج الخاص بالتجميل. ولم تلق هذه العملية الترحاب أيضا من قبل البليديين، الذين يعتبرون أن هذا النوع من التجميل الجديد من شأنه تشويه الصورة الأصيلة للمدينة وهم يخشون مرة أخرى نفس السيناريو الذي باء بالفشل، عندما تم غرس منذ بضعة سنين أشجار نخيل بشارع عمارة بن يوسف لمدينة البليدة. وقال هؤلاء أن منطقة متيجة مشهورة بشتى أنواع الأشجار، لا سيما منها الحمضيات، وهي الآن بهذه العملية الجديدة في مرحلة التخلص من طبيعتها الأصيلة لتصبح مثل مدن مناطق جنوب البلاد. النخيل من أجل عدم عرقلة حركة المرور وأوضح وادفل في هذا الصدد، أن الإختيار الذي وقع على النخيل لغرسها هو من أجل عدم عرقلة حركة مرور المركبات وبالأخص عدم تشكيل أي خطر على مستعملي الطريق، مشيرا إلى أن النوع من أشجار النخيل الذي تم اختياره (واشينطونيا) لا ينبت أغصانا، وبالتالي، لا يعرقل بتاتا في المستقبل حركة المرور. وعلى العكس من ذلك، فإن أشجار متيجة الأصيلة، كما أضاف، يمكن أن تشكّل خطرا على الأرضية، علما أنه، علاوة على الفروع التي تحملها، تنمو بها جذورا قادرة على التسبّب في انهيار الطريق.