لا يزال سكان بلدية الشريعة بولاية البليدة التي يقصدها المئات من الزوار والسياح شتاء، يعيشون عزلة امتدت لسنوات في ظل الغياب التام لوسائل النقل خاصة بعد تعطل المصعد الهوائي الذي يعد وسيلة التنقل الوحيدة الرابطة بين الشريعة وعاصمة الولاية، في حين يغتنم أصحاب السيارات الخاصة الوضع لفرض تسعيرات على المواطنين الذين لا يجدون من حلا سوى قبولها لأجل اللحاق بأماكن عملهم وقضاء أشغالهم اليومية. أطلق سكان بلدية الشريعة نداء استغاثة لوالي الولاية ومديرية النقل بولاية البليدة جراء غياب وسائل النقل التي باتت كابوسا يورق يومياتهم، حيث اشتكى عدد من المواطنين في حديثهم ل السياسي العزلة المفروضة على بلديتهم بعد امتناع أصحاب الحافلات الخاصة عن التنقل إلى ذات المكان بسبب طابعها الجغرافي الجبلي، بالإضافة لغياب التهيئة عن طرقاتها والمسالك المؤدية إليها مما ينجر عنه عطب محركات المركبات. من جهة أخرى، استفسر محدثونا عن مصير المصعد الهوائي الذي بات خارج اهتمامات المسؤولين المحليين والمؤسسة المكلفة بإشغاله بعد توقفه عن الخدمة لأزيد من سنتين. في ذات السياق، أبدى المواطنون استيائهم وامتعاضهم الشديدين من التسعيرات الباهظة التي يمليها عليهم أصحاب السيارات الخاصة الكلوندستان ممن يعمدون لنقل السكان إلى وجهات مجاورة على غرار عاصمة الولاية وبلدية أولاد يعيش، والتي تتراوح بين 150 دج و300 دج، أين يجد المواطن البسيط نفسه مضطرا للتنقل عبر هذه الوسائل والرضوخ لأسعارها دون أي اعتراض نظرا لغياب البدائل المتمثل في حافلات النقل آو وسيلة التيليفيريك ، مؤكدين أن الوضع يؤثر سلبا على من لا يمتلك وسيلة نقل خاصة به. الشريعة بدون زوار.. الشتاء المقبل أكد العديد من زوار الشريعة ممن تحدثت إليهم السياسي أن المنطقة ذات طبيعة خلابة خاصة باكتسائها حجلة بيضاء شتاء، ما يجعلها القبلة الأولى التي يرغب الجميع بقضاء وقتت ممتع بها، غير أن مشكل النقل -يضيف المتحدثون- يحرمهم من زيارتها، قائلين أن من لا يملك سيارة خاصة به تكلفه الزيارة مبلغا هاما من المال مقابل نقله إليها، وما يزيد من الوضع سوءا هو تعطل التيليفيريك المستمر دون تدخل الجهات المعنية المكلفة بتصليح أعطابه، مناشدين بذلك السلطات المحلية والولائية للنظر في وضع ذات المنطقة السياحية الهامة والمعاناة التي يتكبدها قاطنوها وزاورها على مدار السنة خاصة بفصل الشتاء. المير : التيليفيريك سيكون في الخدمة قريبا ولأجل معرفة وضع النقل بمنطقة الشريعة، تحدثت السياسي لرئيس المجلس البلدي عمر بسكرة، الذي أكد أن البلدية لا تتوفر على أي وسيلة نقل عدا حافلتين خاصة بالنقل المدرسي، وهي الأخرى التي تعرف تعرضها لأعطاب مستمرة وبكل أسبوع بسبب الطابع الجغرافي الجبلي للمدينة الذي يعيق تحركاتها بشكل كبير. وفيما يتعلق بالتيليفيريك المعطل منذ سنتين، فقد أشار إلى انطلاق عملية إعادة تصليح ذات المصعد الهوائي في القريب العاجل، وهذا بعد تعطله بسبب شرارة كهريائية مسّت أحد الكوابل ما تسببت في حرمان السكان والسياح من التنقل عبر التيليفيرك لأزيد من سنتين، كما أرجع سبب تواصل هذه الأعطاب إلى سوء تسيير المؤسسة الكلفة بإصلاح المصاعد الهوائية.