يشهد محيط مسجد ابن فارس بالقصبة السفلى بالجزائر العاصمة حركية ونشاطا كبيرين لشباب ومراهقين من الراغبين في اقتناء المفرقعات والألعاب النارية التي يعج بها المكان عشية حلول المولد النبوي الشريف، فرغم تحذيرات وزارة الصحة والحماية المدنية المتكررة من خطورة استعمال المفرقعات والألعاب النارية على صحة وسلامة الأفراد وحجز كميات كبيرة منها من مختلف الأنواع والأحجام من قبل مصالح الأمن، إلا أن الطاولات عادت للانتشار ككل سنة لعرض مختلف أنواع المفرقعات والألعاب النارية من ساحة الموحدين على امتداد الشارع المؤدي إلى مسجد ابن فارس بالقصبة السفلى، وسط إقبال ملحوظ للشباب والمراهقين وحتى الأولياء رفقة أبنائهم. طاولات بيع المفرقعات تنتعش ومع تسجيل تراجع طفيف لعدد تلك الطاولات مقارنة بالسنة الماضية، إلا أن الظاهرة لم تخل من التفاصيل التي تتكرر مع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف والمتمثلة في أنواع عدة من المفرقعات وبأسماء مختلفة تجذب اهتمام المراهقين بالدرجة الأولى الذين يتنافسون على اقتناء كل ما هو جديد. من جانبهم، يحاول الباعة جلب اكبر قدر من الزبائن عن طريق شرح كيفية استعمال تلك المفرقعات وحث المراهقين بالخصوص على اقتناء سلعهم بالحديث عن حدة وقوة صوت الانفجار الذي تحدثه وهو المطلوب لدى هؤلاء المراهقين. ويبدو المكان لمن يدخله لأول مرة عبارة عن سوق للجملة لكل الألعاب النارية والمفرقعات التي تختلفت اسعارها باختلاف أحجامها لتتراوح بين 50 إلى 2800 دج. ولم يغب حضور السيدات بالمكان رغم خصوصيته، إلا أن اهتمام غالبيتهن كان موجها نحو مختلف أنواع الشموع التي يعرضها الباعة إلى جانب المفرقعات ناهيك عن أنواع المسك والعنبر التي لا تخلو منها بيوت الجزائريين في مثل هذه المناسبة. ولم تنزل أسعار الشموع بدورها عن سقف ال250 دج لتصل إلى حدود ال700 دج بالنسبة لبعض الأنواع بالنظر إلى أشكالها وألوانها المتنوعة. وزارة الصحة والحماية المدنية تحسس وتحذر من مخاطر المفرقعات وكانت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والحماية المدنية قد حذرتا من الاستعمال المفرط للمفرقعات والألعاب النارية، وذكرتا بأن حوادث خطيرة تسجل كل سنة تودي بحياة الأفراد وتحول الاحتفال إلى مأساة. وأوضحت وزارة الصحة ان من بين الأخطار التي تسببها هذه الألعاب النارية الحرائق والصخب الناجم عن انفجار المفرقعات والقذائف وآثاره السلبية على راحة الأفراد المادية والمعنوية، خاصة المسنين والمرضى والنساء الحوامل والأطفال. وأضافت أن أصوت الانفجارات قد تؤدي إلى إتلاف السمع وتتسبب في الإزعاج والقلق، وإصابة الأشخاص الذين يتعاملون مباشرة مع هذه المواد (إصابات ذاتية). وأعلنت مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر من جهتها عن وضع جهاز أمني وقائي لمجابهة أي حادث ينجم عن استعمال الألعاب النارية والشموع خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف. وأوضحت المديرية انه تم تسخير إمكانيات بشرية ومادية ضمن هذا الجهاز، مذكرة وذكرت بالحوادث المسجلة خلال السنوات الماضية والتي راح ضحيتها مواطنون وممتلكات جراء استعمال الألعاب النارية و المفرقعات التي هي أصلا ممنوعة بطريقة مفرطة وخطيرة.