ودع عشاق السينما والأدب والفن في الجزائر سنة 2015 أبرز الوجوه الذين كان لهم الاثر البالغ على الساحة الثقافية الوطنية، على غرار صاحب فيلم دورية نحو الشرق ،المخرج الكبير عمار العسكري الذي ارتبط به الجزائريون من خلال أفلامه الثورية الراقية والتي جسد فيها بطولات الشهداء وخلد صورهم في الذاكرة الحية للجزائرين، كما ترك ايضا رحيل الممثلين القديرين علي كويرات وفتحية بربار فراغا رهيبا وسط عشاق الفن السابع بالجزائر، فاذا كان هذا هو حظ الموت من السينما، فان حظه في عالم الموسيقى تجلى في رحيل عميد الأغنية الشعبية بوجمعة العنقيس الذي أخمد صوت أغنية راح الغالي راح ، أما في عالم الأدب والرواية فقد ودع القراء على المستوى الوطني والعالمي، صاحبة رائعة قصائد للجزائر السعيدة ، للاديبة الكبيرة أسيا جبار، التي خلفت ميراثا أدبيا كبيرا رفع اسم الجزائر عاليا في سماء الادب. لم يكون تغيب الموت للعديد من الوجوه السينمائية والادبية والفنية في الجزائر وحده أبرز الاحداث سنة 2015، بل رقص الجزائريون للحياة على وقع انغام قسنطينة عاصمة الثقافية العربية، التي كانت حدثا مهما خلال السنة، فضلا عن المعرض الدولي للكتب سيلا في طبعته العشريين الذي سجل رقما قياسيا من حيث الزوار الذين بلغو مليون ونصف المليون زائر ونسف بذلك نظرية الجزائري لا يقرأ، ووضع التظاهرة في تصنيف متقدم كثاني أكبر المعارض من حيث الزوار في العالم. قسنطينة عروس الثقافة العربية وفلسطين في القلب دائما شهدت سنة 2015، حدثا ثقافيا هاما على الساحة الوطنية، حيث توجت فيه قسنطينة عروسا للثقافة العربية، متخذة من يوم افتتاح هذه التظاهرة، المصادف لليوم الوطني للعلم 16 افريل احياء لذكرى وفاة رائد الحركة الاصلاحية في الجزائر العلامة عبد الحميد بن باديس، التظاهرة التي شهدت حضور، مئات الشخصيات والفنانين من الوطن العربي، شهدت يوم افتتاحها ملحمة قسنطينة تروي فترات ضاربة في عمق تاريخ المدينة،هذه الاخيرة شارك في كتابة فصولها العديد من الشعراء والأساتذة وسهر على تحضيرها مئات الفنانين والمخرجين، والملحمة تؤرخ لفترات ضاربة في عمق تاريخ المدينة على مدى 3000 سنة، ومن المحطات والنشاطات الهامة في هذه التظاهرة هي منحت دولة فلسطين شرف تنظيم الأسبوع الثقافي الأول في التظاهرة لدولة فلسطين وهذا مايؤكد ثبات الجزائر دولة وشعبا مع الشعب الفلسطيني وهذا الموقف يجسد مقولة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين الجزائر مع فلسطين ظالمة او مظلومة ، وفي هذا الشأن أوضح وزير الثقافة الفلسطيني زياد أبو عمرو حينها أن وجود فلسطين في هذا الحدث الهام هو رسالة موجهة لأشقائنا في الجزائر،وتأتي المشاركة حسبه في إطار تقديرنا لدور الجزائر ليس فقط في مجال الثقافة ولكن في كافة المجالات و خاصة فيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية.
قانون ينظم أنشطة وسوق الكتاب بالجزائر حقق الكتاب ودور النشر خلال سنة 2015، مكسبا هاما، حيث تمت المصادقة بالأغلبية في البرلمان على مشروع القانون المتعلق بأنشطة وسوق الكتاب بعد إقرار التعديلات التي أدخلت على نص المشروع، وقد اعتبرت وزيرة الثقافة السابقة انذاك، نادية لعبيدي قبل ان يخلفها عزالدين ميهوبي على راس القطاع، أن هذا القانون يرمي إلى بعث و تطوير الصناعة الوطنية للكتاب والإبداع الأدبي و تقريب الكتاب من القراء و سد الثغرات و فتح آفاق جديدة قصد تحسين واقع الكتاب في الجزائر، وأضافت لعبيدي أن مشروع القانون الذي يستجيب لتطلعات مهنيي الكتاب يتكفل بجدية بمسألة المكتبات التي وصفتها ب الحلقة الضعيفة في سلسلة الكتاب. ويأخذ بعض الملاحظين على القانون الجديد غموضه في بعض المواد خاصة ما تعلق بالمادة 4 التي تعتبر الأنشطة المتعلقة بالكتاب أنشطة صناعية وتجارية ذات طابع ثقافي وتربوي حيث يصبح الكتاب المعرفي أو العلمي البحثي المتخصص خارج هذا الإطار، ويعتقد آخرون أن القانون لم يمنح الموزع والمكتبي باعتبارهما جزأين فاعلين في سلسلة الكتاب الاهتمام الواجب في حين يسجل غياب المؤلف الذي لم تهتم المواد بوضعه ودوره وحقوقه . 1.5 مليون زائر لمعرض الجزائر الدولي للكتاب الحدث الابرز ايضا خلال هذه السنة، هو معرض الجزائر الدولي للكتاب سيلا في طبعته ال 20، الذي نسف الحكم المسبق عن الجزائريين انهم لا يقرؤون، حيث شهدت التظاهرة اقبال منقطع النظيير بلع 1.5 مليون زائر، طيلة أيام المعرض، وهذا الرقم المسجل حسب العديد من الاحصائيات يعد أكبر رقم تم تسجيله في تاريخ الجزائر، ولذلك تم تصنف معرض الجزائر كثاني معرض دولي في العالم من حيث استقبال عدد الزوار، وقال مدير المعرض مسعودي حميدو إن عدد الزوار بلغ مليوناً ونصف المليون زائر، بمعدل 150 ألفاً كل يوم، وهم من آفاق متنوعة بالنظر لطبيعة الكتب الكثيرة التي تم بيعها، وقد شاركت أكثر من 900 دار نشر من 53 بلداً، وشاركت باكستان و إندونيسيا وماليزيا للمرة الأولى، بينما كانت فرنسا ضيف شرف هذه الدورة، وعرض الناشرون أكثر من 25 ألف عنوان من مختلف مجالات المعرفة، وتحفظت "لجنة القراءة" التي تشرف على الرقابة عن 106 عناوين كانت مخالفة للمقاييس المحددة سلفاً، كما تم إلغاء مشاركة دار نشر سورية، وتم شطبها من المشاركة مستقبلاً بسبب بيع معروضها من الكتب بالجملة وهو فعل محظور قانونياً.
واسيني الأعرج يتوج بجائزة كتارا للرواية العربية توج سنة 2015 ،الروائي الجزائري واسيني الأعرج بجائزة كتارا الأدبية للرواية العربية عن عمله مملكة الفراشة وحاز واسيني على جائزة كتارا في فئة أفضل رواية منشورة قابلة للتحويل إلى عمل درامي وهي الفئة الأهم بين جوائز كتارا للرواية العربية بالإضافة لجائزة فئة أفضل رواية منشورة (مناصفة مع 4 روائيين آخرين)، وتبلغ قيمة جائزةأفضل رواية منشورة قابلة للتحويل إلى عمل درامي 200 ألف دولار(مقابل شراء حقوق تحويل الرواية إلى عمل درامي) بينما تبلغ قيمة جائزةأفضل رواية منشورة 60 ألف دولار. وحضىيت رواية واسيني من جهة أخرى بترجمات إلى الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والصينية والهندية، ويعتبر واسيني الأعرج من أهم الأقلام الروائية في العالم العربي حيث ترجمت أعماله للعديد من اللغات وحازت العديد من الجوائز على غرار كتاب الأمير: مسالك أبواب الحديد (2004) المتوجة بجائزة المكتبيين الكبرى (الجزائر) و أصابع لوليتا (2012)الفائزة بالدورة ال7 لجائزة الابداع الأدبي لمؤسسة الفكر العربي ببيروت. سفيتلانا أليكيسيفيش ترصع بنوبل للآداب وتعيد جدل الجائزة الى الواجهة افتكت الكاتبة البيلاروسية سفيتلانا أليكيسيفيش جائزة نوبل للاداب، من بين 220 مرشحا، وخلفت جدلا كبيرا حول الجائزة، في ظل القامات الادبية العالمية المشاركة على غرار اليابانى هاروكى موراكامى والكاتب المسرحي النرويجى نجوجى واثيونج والكاتبة الأمريكية جويس كارول اوتس والروائى الأمريكى فيليب روث والكاتب الأيرلندى جون بانفيل، حيث لم تسلم الاديبة البيلاروسوية من سوط النقاد، واعتبرو ان الجائزة منحت لها بخلفية سياسية على اعتبار الصراع المحتدم بين الغرب وروسيا الذي ميز سنة 2015. هؤلاء غادرونا في سنة 2015 سجل عام 2015، رحيل عمالقة الكتابة والادب والسينما ليس على الساحة الثقافية الوطنية بل ايضا على الساحة العربية والعالمية ايضا، تجلت في PreviousNوفاة المجاهد و المخرج الجزائري الشهير عمار العسكري عن عمر يناهز ال 73، بعد صراع طويل مع المرض، كما غيب ايضا الممثلين القديرين فتيحة بربار عن عمر يناهز ال 76 عاما، وعلي كيورات عن عمر يناهز 82سنة، هذين الممثلين لازالت اعمالهما راسخة في اذهان الجزائريين بصفهة عامة وعاشق السينما بوجه أخص، الموت أيضا حط رحاله في مجال الأدب الجزائري، برحيل الاديبة الكبيرة أسيا جبار، لذلك فقدت الجزائر صوتا روائيا عملاقا كتب في القصّة والروّاية والمسرحيّة والدّراسة الأكاديمية واشتغلت أيضاً بالسّينما، وخلفت عدة عناوين راقية اشهرها رواية العطش ، التي جسدت بحق فقدان عشاق أدبها ليس على المستوى الوطني فقط بل على الصعيد العالمي ايضا. ولم يستثني الموت أيضا عالم الفن في الجزائر حيث، غيب صاحب رائعة راح الغالي راح ،عميد الاغنية الشعبية الجزائرية بوجمعة العنقيس عن عمر ناهز 88 سنة، وكذلك المطرب القبائلي طالب رابح بعد مرض عضال عن عمر يناهز 85 سنة ، ويعتبر المرحوم من بين ركائز الأغنية القبائلية إلى جانب المرحومين الشريف خدام الحسناوي سليمان عازم. اما على المستوى العربي، فقد غادرنا ايضا ابرز الادباء والأكادميين والممثلين على غرار الاديب المصري الكبير جمال الغيطاني، الذي ينتمي إلى جيل الكتاب الذين برزوا على الساحة الأدبية بعد نكسة 1967، والذين يعود إليهم الفضل في تطوير أسلوب الكتابة والثّورة على الأشكال التّقليدية السّائدة آنذاك، وكذلك إدوارد الخراط الذي بيلقب برسول الكتابة الجديدة في العالم العربي، كما غادر محبوب عشاق السينما العربية الممثل المصري عمر الشريف العالمي عمر الشريف عن 83 عاما بعد معاناة من مرض ألزهايمر في السنوات الأخيرة.اضافة الى فقدان العالم العربي شهرزاد السرد المغربي، الاديبة والاكاديمية فاطمة المرنيسي، توفيت يوم 30 نوفمبر 2015، وكذلك الكاتب الاردني جمال أبو حمدان الذي يعتبر رائد الحداثة القصصية في العالم العربي، في 6 من أبريل الماضي، كما رحل ايضا العديد من الادباء على المستوى الافريقي والعالمي خلال سنة 2015.