أكد الخبراء المشاركون في ندوة الإذاعة الجزائرية التي نظمت حول موضوع الإسلام والهوية في المشروع التمهيدي لمراجعة الدستور ، أمس، بالنادي الثقافي عيسى مسعودي أن مشروع تعديل الدستور كرس حماية الهوية الوطنية المبنية على الإسلام الذي يعد الركيزة الأساسية للمجتمع الجزائري. وفي هذا الجانب اعتبر الباحث في التاريخ وفي قضايا الثورة الدكتور جمال يحياوي أن قضية الهوية هي الحجر الأساس لدى كل الشعوب وكل اسقاطات الهوية موجودة ضمنيا في مشروع تعديل الدستور من خلال الديباجة التي أعطت البعد التاريخي، حيث ورد أن الشعب الجزائري حر والحرية هنا تعني الانتماء والهوية –كما قال-. وحدد الدكتور جمال يحياوي ستة عناصر مكونة للهوية منها العنصر الجغرافي والعنصر التاريخي والعنصر الثقافي الذي يتضمن اللغة والدين والعنصر الاقتصادي الذي يتضمن المشاركة الجماعية في بناء الاقتصاد وكذا العنصر السياسي. وفي قراءته للمادة الثانية من مشروع مراجعة الدستور والتي تنص على أن الإسلام دين الدولة، أكد يحياوي أن ديباجة الدستور تبين أن الإسلام هو الركيزة الأساسية التي بنيت عليها الهوية الجزائرية وأي نقاش يثار حول هذه القضية المفصول فيها هو هامشي وبيزنطي نابع من غير المختصين في أماكن معينة على حد تعبيره. من جهته، أكد مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور بوزيد بومدين أن مشروع مراجعة الدستور كرس حماية الهوية الوطنية حيث تنص المادة 38 على الحفاظ على الجانب المادي واللامادي للتراث الثقافي، مبرزا ضرورة وجود مواثيق أخلاقية تضمن الحفاظ على مواد الدستور. كما يرى بوزيد بومدين أنه لا يوجد هناك نقاش حقيقي ومؤطر لمشروع مراجعة الدستور في المجال العمومي، حيث يجب أن تولي النقاشات المتعلقة بمشروع تعديل الدستور الأهمية للمسائل العرقية والمذهبية، في إشارة منه إلى المادة التي تنص على حرية المعتقد وحرية تنظيم الشعائر لغير المسلمين. وشدد بوزيد بومدين في السياق ذاته، على أنه من المفروض أن يتضمن مشروع مراجعة الدستور تجريم التكفير والإزدراء وسب الدين وذلك لمنع أي فتنة قد تحدث مستقبلا حتى لا تكون الهوية متكأ لأي نزاع سياسي ولاغلاق منافذ يمكن أن تحدث فرقة بأي شكل. أما مدير التعليم والبحث بالمحافظة السامية للأمازيغية الدكتور بوجمعة عزيري، فقد أوضح أن دسترة اللغة الأمازيغية وإنشاء أكاديمية لتجسيد هذه اللغة سيساهم في إغلاق كل المنافذ التي تدعو للفرقة. وأضاف بوجمعة عزيري أن ترسيم اللغة الأمازيغية والعمل على ترقيتها يعمل على تعزيز الوحدة الوطنية والانسجام الاجتماعي في الجزائر، مبرزا أن اللغة تعكس ثقافة الإنسان المادية واللامادية.