فاز فيلم الدراما التاريخية مولد أمة الذي تدور أحداثه على ثورة العبيد في فرجينيا في القرن التاسع عشر، باثنين من أبرز جوائز مهرجان صندانس السينمائي هذا العام. وقد حصل الفيلم، الذي كتبه وانتجه وأخرجه، النجم نات باركر، على جائزة لجنة التحكيم للدراما الأمريكية وجائزة الجمهور للدراما الأمريكية أيضا، يوم السبت. وجاء توقيت هذا الفوز وسط الجدل الدائر هذه الأيام بشأن التنوع في جوائز الأكاديمية الأمريكية الأوسكار . ومن بين الفائزين بجوائز مهرجان صندانس الأخرى، كان فيلم وينير الذي حصل على جائزة الفيلم الوثائقي. وحصل فيلم جيم: قصة جيمس فولي على جائزة الجمهور في فئة الفيلم الوثائقي أيضا. ويسلّط فيلم باركر الضوء على مثال صادم في قضية عدم المساواة، ويتزامن التذكير بها مع تصاعد الجدل والغضب بشأن نقص التنوع هذا العام في الترشيحات لنيل جوائز الأوسكار بل وفي تركيبة الأكاديمية التي تمنح الجائزة نفسها. وتزامنت جوائز مهرجان صندانس هذه مع حفل جوائز نقابة ممثلي الشاشة الذي حرص على التركيز، على تنوّع خلفيات الممثلين في الاحتفال العريق الذي أقيم في عطلة نهاية الأسبوع. ومن بين المكرمين كان الممثل البريطاني إدريس البا، الذي فاز عن دوره في الدراما البوليسية لوثر وعن دوره كممثل مساعد في فيلم وحوش بلا وطن ، الذي يتناول لوردات الحرب وتجنيد الأطفال في إفريقيا. وقال باركر، لحظة استلام جائزته إن المشاركة في صندانس مثل تجربة مخيم صيفي رائعة . وأضاف كانت تلك لحظة عظيمة في حياتي المهنية، وهي تعني لي الكثير . ثورة قادها تيرنر عام 1831 استمرت 48 ساعة ويحكي فيلم مولد أمة قصة العبد نات تيرنر، وقساوة النظام الذي يخضع له مع الآخرين، وفي النهاية الثورة التي استمرت 48 ساعة التي قادها تيرنر عام 1831. وقال باركر، متحدثا بعد العرض الأول للفيلم في المهرجان الأسبوع الماضي، إن الفيلم كان تجربة عاطفية مؤثرة بالنسبة له. وأضاف لقد صببت كل ما نفسي في صنعه . وأكمل باركر لقد صنعت هذا الفيلم لسبب واحد، على أمل خلق عوامل تغيير، وأن يمكن للناس مشاهدة الفيلم والتأثر به . توقيت هذا الفوز وسط الجدل الدائر هذه الأيام بشأن التنوع في جوائز الأكاديمية الأمريكية الأوسكار ، وقد احتل فيلم باركر عناوين الصحف قبل حفل الجوائز، بعد الكشف عن شراء شركة فوكس سيرغلايت للفيلم بمبلغ 17.5 مليون دولار، والذي يعد رقما قياسيا في المهرجان. وزاد الاقبال على مشاهدة الفيلم، إذ بات من أكثر الأفلام طلبا للمشاهدة في المهرجان، وأفادت تقارير أن بطاقتة بيعت خارج شباك التذاكر بمبلغ 100 دولار للبطاقة الواحدة. وقد استعار باركر عنوان فيلمه من فيلم الدراما التاريخية الصامت المثير للجدل عن الحرب الأهلية الأمريكية الذي أخرجه المخرج الشهير دي دبليو غريفيث عام 1915. وقد أثار فيلم غريفيث انتقادات لقيام ممثلين بيض بأداء أدوار بعض شخصيات السود فيه، وتصويره الرجال السود بأنهم غير أذكياء وعدوانيين جنسيا تجاه النساء البيض، فضلا عن تمجيده جماعة الكوكلوكس كلان العنصرية. ويتابع فيلم وينير الفائز بجائزة الفيلم الوثائقي قصة انتوني وينير وزوجته هوما أبدين عندما فشل في الترشح لعمودية مدينة نيويورك بسبب فضيحة رسائل نصية بذيئة. بينما يتناول فيلم جيم ، الذي حصل على جائزة الجمهور في الفئة ذاتها، عملية قتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي ذبحا على أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014. وفاز دانيال شينيرت ودانيال كوان بجائزة الأخراج الدرامي عن فيلمهما رجل الجيش السويسري الذي قام بدور البطولة فيه دانيال رادكليف إلى جانب بول دانو. ويلعب دانو في الفيلم الذي أثار بعض الانتقادات، دور رجل تقطعت به السبل في جزيرة نائية يعثر على جسد غريق تلقيه الأمواج على الشاطئ، يؤدي دوره رادكليف، ويحرص كليا على إنقاذ حياته.