لا يزال مشكل غياب النظافة مطروحا على مستوى المؤسسات والمصالح الاستشفائية مما يقلل من فرص الشفاء إلى النصف، خاصة المرضى الخاضعين لفترات علاج طويلة والذين هم عرضة بشكل مباشر للإصابة بأمراض استشفائية قاتلة، على غرار مرضى سرطان الدم، حيث يتم تسجيل تعرض نسبة تتراوح بين 7 إلى 10 من حالات سرطان الدم إلى الإصابة بالبكتيريا والفيروسات المنتشرة بالوسط الإستشفائي نتيجة ضعف جهاز المناعة لديهم، وعدم قدرتهم على المقاومة، ويرجع الأمر لغياب وسائل التعقيم لوقاية المرضى والتصدي للفطريات. أوضح غاشي الوناس، رئيس النقابة الوطنية للشبه الطبي، أمس، في تصريح ل السياسي أن غياب النظافة على مستوى المؤسسات الاستشفائية راجع لسوء التسيير والتنظيم وغياب التكوين للعمال المهنيين المشرفين على النظافة، مشيرا إلى أن النقابة سبق لها وتطرقت إلى مشكل عدم تكوين عمال النظافة على مستوى المصالح الاستشفائية، موضحا وجود مواد نظافة خاصة تستعمل بالمستشفيات على غرار المؤسسات الأخرى، نظرا لما تشهده هذه الأخيرة من حساسية وانتشار للأمراض ما يتطلب عناية خاصة بمواد خاصة، لتفادي انتقال البكتيريا والفيروسات للمرضى، مؤكدا أن غالبية عمال النظافة بالمستشفيات يجهلون كيفية استعمال هذه المواد نظرا لعدم إخضاعهم لتكوين خاص، ما يجبرهم على الاستغناء عنها والاكتفاء باستعمال المواد التقليدية ك ماء الجافيل و الصانيبو وهو ما دفع بالمستشفيات بدورها إلى التخلي عن اقتنائها. غاشي : زيادة حالات الاصابة بالبكتيريا والفيروسات بالمستشفيات وأضاف غاشي الوناس، أن النظافة الاستشفائية أمر لا يجب الاستهانة به، موضحا أن هذه المواد المخصصة لنظافة المستشفيات يقتصر استعمالها فقط على غرف الإنعاش، وليس في المصالح الاستشفائية، بالإضافة إلى تشغيل عمال غير مهنيين لم يخضعوا للتكوين اللازم، مرجعا المسؤولية الكاملة للزيادة الحالات المصابة بالبكتيريا والفيروسات التي انتقلت نتيجة غياب النظافة بالمستشفيات إلى المدراء وأساتذة المصالح وحتى الشبه طبيين، مؤكدا أن المسؤولية يتقاسمها الجميع. عشرات الحالات لانتقال فيروسات لمرضى سرطان الدم بدوره، أكد حسين أيت علي، رئيس مصلحة أمراض الدم بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية لتيزي وزو، خلال لقاء علمي جمع مختصون في طب الأطفال والإنعاش وسرطان الدم من عدة مؤسسات إستشفائية جامعية للوطن تعرض نسبة تتراوح بين 7 إلى 10 بالمائة من حالات سرطان الدم إلى الإصابة بالبكتيريا والفيروسات المنتشرة بالوسط الإستشفائي، خاصة بعد خضوعهم إلى العلاج الكيميائي الذي يتسبب في ضعف جهاز المناعة لديهم. وأوضح نفس المختص أنه غالبا ما يصاب هؤلاء المرضى بحمى شديدة لا يمكن إثبات سببها بالتحاليل البيولوجية مما يدفع بالطبيب إلى وصف مضادات حيوية للقضاء على شبح البكتيريا المتفشية بالوسط الإستشفائي والتي تنتقل بسرعة إلى مختلف أعضاء جسم المريض الذي كان قد أثقله السرطان من قبل، مضيفا من جهة أخرى، أن الطبيب قد يتوصل إلى التحكم في الإصابة بسرطان الدم ويتماثل المريض إلى الشفاء لكن تعرضه إلى الإصابة بالبكتيريا والفطريات والفيروسات المنتشر ببيئة غير معقمة قد تودي بحياته. ضرورة الاهتمام بجوانب النظافة بالأوساط الاستشفائية من جهته، شدد محمد طاهر عباد، رئيس مصلحة أمراض الدم بمركز مكافحة السرطان بالبليدة، على ضرورة الاهتمام بجوانب النظافة بالأوساط الاستشفائية سيما بمصالح سرطان الدم وزرع الأعضاء والإنعاش التي اعتبرها أكثر عرضة إلى إصابة المرضى بالفطريات والفيروسات المنتشرة بهذه الأوساط، مشيرا إلى أن مختلف مصالح المؤسسات الاستشفائية الوطنية لا تتوفر على وسائل تعقيم لوقاية المرضى أو التصدي لهذه الفطريات. ومن جانب آخر أكد سمير أغروال من جامعة ميري البريطانية بأن القلة جدا من الدول المتقدمة تتوفر على الوسائل اللازمة للتصدي للأمراض المنتشرة بالأوساط الاستشفائية، مشيرا إلى صعوبة تشخيص هذه الأمراض وغياب التحاليل الكاشفة عنها، مشددا على جوانب النظافة والتعقيم الذي يبقى أحسن وسيلة للوقاية من هذه الأمراض.