تحولت المؤسسات الاستشفائية من مصدرا للدواء والصحة ، ومكانا لممارسة مهنة الطب النبيلة التي يتغلب فيها الأطباء على أنواع الأمراض منها القاتلة، إلى مصدر للداء ، نتيجة حالة الإهمال اللامحدود للنظافة ورداءة التعقيم الذي يجعل من الجراثيم والفيروسات جيوشاً فتاكة تتربص بالمرضى خاصة في غرف العمليات وغيرها وفي مقدمة الضحايا أطفال وشيوخ، رجال ونساء التقطوا فيروسات ومكروبات تسببت لهم في مضاعفات أدت إلى أمراض قاتلة وأخرى وصلت إلى حد بتر عضو من أعضاء الجسم وربما الوفاة، حيث تؤكد منظمة ضحايا الأخطاء الطبية، أن 50 بالمائة من الأخطاء الطبية تحدث على مستوى غرف العمليات نتيجة غياب النظافة ما يتسبب في نقل الفيروسات والبكتيريا للمرضى. نصف الأخطاء الطبية تحدث في غرف العمليات باتت المؤسسات الاستشفائية والمصالح الطبية اليوم أكبر بؤرة لانتقال الأمراض التي تعود إلى الوضع المأساوي الذي تعيشه بعض مصالح المستشفيات، خاصة ما تعلق منها بغرف العمليات المتخمة بالفيروسات والميكروبات المسببة لانتشار عدوى الأمراض بأنواعها، نتيجة غياب النظافة الضرورية وتعقيم غرف إجراء العمليات الجراحية واللوازم المستعملة بالشكل الصحيح بسبب الإهمال وعدم المبالاة بحياة المرضى، حيث تتسبب هذه الظاهرة الصحية الخطيرة بإصابة المئات من المرضى أسبوعيا، وكثيرا ما يعود انتقال الأمراض للمرضى بعد إجرائهم للعمليات الجراحية نتيجة عدم تعقيم أدوات الجراحة بالإضافة إلى عدم استعمال الممرضين لمواد تعقيم الأيدي، حيث يبرز محي الدين أبو بكر، الامين العام لمنظمة ضحايا الأخطاء الطبية أن نصف الأخطاء الطبية في الجزائر تحدث داخل غرف العمليات. 10 بالمائة من المرضى يلتقطون فيروسات بالمستشفيات واكد محي الدين أبو بكر، الامين العام لمنظمة ضحايا الأخطاء الطبية، في تصريح ل السياسي أن 50 بالمائة من الأخطاء الطبية تحدث على مستوى غرف العمليات نتيجة غياب النظافة ما يتسبب في نقل الفيروسات والبكتيريا للمرضى، مشيرا الى ان الدراسات التي تناولها ملتقى دولي للصحة في الجزائر شهر اوت الماضي اثبت وجود 10 بالمائة من المرضى الذين يلتقطون فيروسات بالمستشفيات بالجزائر، محملا المسؤولية الى الممرضين وعمال النظافة ورؤساء اللمصالح الطبية الذين لا يؤدون مهامهم على اكمل وجه. غياب النظافة يكلف مريض إزالة قطعة من الرئة وأشار محي الدين أبو بكر، الى عدة حوادث ناتجة عن غياب النظافة والتعقيم من بينها شخص اصيب بمرض على مستوى الرئة ما استدعي القيام بعملية جراحية وإزالة قطعة من الرئة لإجراء بعض التحاليل، وخلال اجرائها التقط المريض مكروب تسبب له في مضاعفات وأمراض أخرى على مستوى الكلى، مضيفا وجود حالة لطفل خضع لسحب الدم وخلالها تعرض لنقل مكروب وبسبب الاهمال تعرض الطفل بعد ثلاث اشهر لبتر رجله. سوء التسيير وراء غياب النظافة بالمستشفيات في سياق ذي صلة، حمل غاشي الوناس، رئيس النقابة الوطني لشبه طبي، مسؤولية غياب النظافة ببعض المستشفيات عبر الوطن إلى المسؤولين والمشرفين على هذه الأخيرة، بسبب سوء التسيير إلى جانب بعض الأطباء منعدمي الضمير الذين يرضون بممارسة مهامهم في جو يسوده العفن وغير لائق باستقبال وعلاج المرضى. وأضاف غاشي الوناس، ل السياسي أن بعض المؤسسات الاستشفائية تشهد العديد من النقائص رغم توفير وزارة الصحة للإمكانيات اللازمة، على غرار مواد التعقيم الجديدة والفعالة التي يتم استعمالها لتنظيف الأيدي إلا ان سوء التسيير وراء غياب النظافة، محملا المسؤولية للاطباء والممرضين الذين يرضون العمل بوضعية بعيدة كل البعد عن النظافة الى جانب الادارة التي لا تعمل على رفع نقائص ومشاكل المستشفى للجهات المسؤولة. للتذكير، كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، أن 2015 ستكون سنة للنظافة الاستشفائية إلى جانب تحسين الخدمات الصحية وظروف الاستقبال والتوجيه وذلك ضمن إستراتيجية النهوض بقطاع الصحة، مشددا على أن توفير مقياس النظافة عبر وحدات الصحة بمختلف مستوياتها يعتبر شرطا ضروريا ومقياسا موضوعيا للنقلة النوعية التي ينتظر تحقيقها قي قطاع الصحة.