يدخل الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 2010، على مشارف بلوغه الثمانين الأسبوع المقبل، (مكتبة البلياد) الفرنسية العريقة ليصبح أول أديب أجنبي ينضم خلال حياته إلى هذه المجموعة التي تضم صفوة الكتاب في الأدب العالمي. وقال يوسا (لم أكن لأجرؤ يوما بأن أحلم أن تنضم كتبي إلى هذه المجموعة. تحقيق هذا الحلم يثير الدهشة لدي ويغمرني فرحا وامتنانا إزاء الذين جعلوا هذا الأمر واقعا). وستنشر سلسلتان لماريو فارغاس يوسا غدا الخميس ضمن هذه المجموعة الصادرة عن دار (غاليمار) الفرنسية المعروفة. وتضم هاتان السلسلتان ثمان من الروايات الثمانية عشرة المنشورة حتى اليوم للكاتب الأمريكي الجنوبي بحسب التسلسل الزمني لإصدارها. وتشمل هذه الكتب روايات بينها (المدينة والكلاب) سنة (1963) و(البيت الأخضر) (1965) و(محادثة في الكاتدرائية) سنة (1965) التي أجمع النقاد على اعتبارها إحدى الروائع الأدبية باللغة الإسبانية في القرن العشرين، إضافة إلى رواية (امتداح الخالة) الصادرة سنة 1977 وهي من أكثر مؤلفات يوسا فرحا. أما السلسلة الثانية فتضم كتب (حرب نهاية العالم) (1981) و(حفلة التيس) (2000) و(الفردوس على الناصية الأخرى) (2003) و(شيطنات الطفلة الخبيثة) (2006). وقد اختار ماريو فارغاس يوسا بنفسه الروايات الثماني التي تتكون منها هاتان السلسلتان. وهذه النصوص كلها تقدم بترجمة إلى الفرنسية راجعها البير بنسوسان. وتترافق هذه الكتب -تطبيقا لقواعد مكتبة بلياد- مع مجموعة كبيرة من المحفوظات (مخطوطات ومذكرات ومراسلات وبيانات ومقتطفات صحفية) قدمها ماريو فارغاس يوسا لجامعة برينستن الأمريكية. الحنين إلى باريس ويقول مدير هذا الإصدار في دار (غاليمار) ستيفان ميشو إن (الكتابة لدى ماريو فارغاس يوسا بمثابة مغامرة حياة. هي مستبدة وحصرية وتتطلب وهبا كاملا للذات). هذا الأديب الذي يعتبر آخر ممثل عن جيل مخضرم من الكتاب الأمريكيين اللاتينيين بينهم الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز (الذي توفي سنة 2014) والمكسيكي كارلوس فوينتيس (الذي توفي سنة 2012)، (يمثل إتماما) لمسيرة هذه الكوكبة من الأدباء، بحسب ستيفان ميشو. وتتوزع أعماله على أنواع أدبية متنوعة بينها الروايات والقصص القصيرة والمقالات الأدبية والسياسية والمؤلفات المسرحية. وقد نشر يوسا أخيرا رواية (خمس زوايا)، إلا أنها لم تترجم بعد إلى الفرنسية. يعرف يوسا بإتقانه وحبه للغة الفرنسية، كما أنه يحفظ ذكريات طيبة من فرنسا بفعل إقامته في باريس في مطلع ستينات القرن الماضي. وقال يوسا في مقدمة وردت في السلسلة الأولى من كتبه المنشورة في مكتبة بلياد (هذه السنوات كانت حاسمة بالنسبة لي لأني حققت أحد أحلام الطفولة إذ أصبحت كاتبا). وقد كتب ماريو فارغاس يوسا في باريس روايته الأولى وقد استند فيها إلى كتاب (مدام بوفاري) للكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير الذي يرجع يوسا إليه الفضل في تعلم طريقة العمل الملائمة له لكي يصبح (الكاتب الذي حلم بأن يكون). ويقول الكاتب (الكتب في مجموعة بلياد التي اعتدت منذ زمن طويل على اقتنائها عند كل ذكرى لمولدي... تمثل بنظري هذا المكان الذي لا تطأه إلا الأعمال الأدبية التي قاومت الزمن وتم تكريسها على أنها أهل للانضمام إلى هذه المكتبة المثالية الدائمة الشباب والمتجددة أبدا حاملة رسالة حية للقراء من كل الأزمنة وبكل اللغات والثقافات). وقبل يوسا انضمت أعمال 16 كاتبا، جميعهم فرنسيون، خلال حياتهم إلى هذه المجموعة العريقة من الإصدارات الأدبية.