طالما ردد المسؤولون الأمريكيون أن الطائرات من دون الطيار التي تقوم بمهام عسكرية حول العالم رمز التفوق الأمريكي، حيث أصبح القتال ممكناً على بعد آلاف الأميال، من دون إقحام العنصر البشري في ساحات المعارك. وبعد مرور تسع سنوات على بداية الحرب في أفغانستان، تبين أن السلاح الأمريكي المتطور أصبح محل شكوك، بعد إخفاقاته في إصابة الأهداف تارة، وتعرضه للأعطال والحوادث تارة أخرى. وتفيد التقارير بأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) حاولت إخفاء الحقيقة بشأن المشكلات الفنية والأخطاء البشرية. ومنذ 2001 تحطمت 38 طائرة من هذا النوع في مسرح المعارك بالعراق وأفغانستان، وتسع منها تحطمت خلال إجراء تجارب في قواعد عسكرية في الولاياتالمتحدة. تراوح تكلفة الطائرة الواحدة بين 3.7 ملايين وخمسة ملايين دولار. ويقول سلاح الجو الأمريكي إنه سجل 79 حادثاً، ويكلف الحادث الواحد مليون دولار أمريكي. ورغم أن عدد الحوادث تراجع في الآونة الأخيرة، فإن الأخطاء البشرية لا تزال تحدث. ورغم الخسائر المادية، فإنه لا يوجد ضحايا في صفوف الجنود، وهذا هو الأهم حسب المسؤولين الأمريكيين. وبالنسبة لهؤلاء فإن استخدام الطائرات من دون طيار من نوع "برتادور" و"رايبرز"، يشكل بعداً جديداً للحرب الحديثة، يحافظ بشكل أساسي على أرواح الأمريكيين. ويشير عدد الحوادث الكبير إلى مدى استخدام هذا السلاح من طرف القوات الأمريكية، ليصبح بذلك جزءاً مهماً في العمليات العسكرية. وتعمل هذه الطائرات بشكل متواصل في أجواء أفغانستان والعراق، بمعدل 38 طائرة في الوقت الواحد. وتضاعف عدد الطلعات الجوية فوق البلدين ثلاث مرات، في الفترة بين 2006 و2009. ويقول المسؤولون عن تشغيل الطائرات في أفغانستان إنهم تمكنوا من القيام بثلث المهام التي طلبت منهم، فقط، بسبب العدد المحدود لهذه الطائرات. ويتسبب تحطم الطائرات أو تعطلها في إعاقة سير العمليات العسكرية أو إيقافها، ويعرّض الجنود على الأرض للخطر. في غضون ذلك، اعترفت القيادة العسكرية في واشنطن، بأن الطائرات لم تكن جاهزة لخوض عمليات قتالية عندما تقرر زجها في الحرب ضد طالبان قبل تسع سنوات. حيث تقوم المؤسسة العسكرية بإجراء اختبارات وتعديلات على أي سلاح جديد لسنوات، قبل أن يصبح جاهزاً للاستخدام في أرض المعركة، الأمر الذي لم يحدث بالنسبة للطائرات من دون طيار. يذكر أن هذه طائرات غير مسلحة، قد بدأت العمل في التسعينات، إلا أن الطائرات القتالية انضمت إلى القوات الأمريكية في أفغانستان بعد تسعة أشهر من إدخال تعديلات عليها. يقول المسؤول في قيادة مهام الطائرات من دون طيار في سلاح الجو الأمريكي، المقدم ترافيس بوردين، لم تكن هذه الطائرات أبداً مصممة للمشاركة في الحرب عندما بدأت في مهامها القتالية. مضيفاً »لم يكن في وسعنا تذليل المصاعب المتعلقة بتشغيل الطائرات«. ورغم اجتهادات الخبراء العسكريين فإن بعض طائرات تحطمت بسبب نفاد الوقود، في حين يرى بعض العسكريين أن المشكلات التي تواجهها هذه التقنية تعود إلى استخدامها المفرط، حيث تطير مدة 20 ألف ساعة شهرياً، حسب المدير في أنظمة الطيران في سان ديغو، الأدميرال توماس كسيدي، "هذه فترة طيران طويلة، حيث يتم إسقاط بعضها من طرف العدو أو تتحطم بسبب سوء الأحول الجوية".