مواقف الجزائر من تسوية النزاعات ثابتة وسيادية ثلاث رسائل رغبت في توصيلها للعالم من خلال زيارتي إلى سوريا أكد عبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، أن مواقف الجزائر ثابتة وسيادية ولن تتغير من الأزمات التي تشهدها سوريا وليبيا واليمن أو أي بلد في العالم ولن تخرج عن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأنه لا بديل عن الحل السياسي بين الأطراف المتنازعة، وجدد ترحيب الجزائر بقرار مجلس الأمن بتمديد مهام بعثة المينورسو إلى غاية أفريل 2017. وأوضح مساهل، الذي حل ضيفا على القناة الثالثة، أمس، أنه رغم مناداة بعض الخبراء والمحللين الدوليين ورغم ما يدور في بعض السفارات المعتمدة بضرورة أن تغير الجزائر إستراتجيتها، فلن نحيد عن مبدأ تفعيل الحل السياسي وحل الأزمات عن طريق الحوار ، مؤكدا أن الجزائر أثبتت صدق رؤيتها وأحقيتها حينما حذرت من نتائج التدخل العسكري في ليبيا وانعكاسه على الوضع الأمني في ليبيا ودول الجوار بدليل تعرض الجزائر لاعتداء تيقنتورين والأحداث التي شهدتها مدينة بن قردان بتونس. وأشار مساهل إلى الجهود التي بذلتها الجزائر لأجل لم شمل الفرقاء الليبيين واستضافتهم بالجزائر وتمكينهم من الحوار المباشر، عكس البلدان التي استضافت جولات الحوار والتي كانت تتم عن طريق الوسطاء، مشيرا إلى أن زيارته الأخيرة إلى ليبيا تعبر عن دعم الجزائر لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج الذي كانت أولى زيارته على الجزائر قائلا زيارتي إلى ليبيا واجتماعاتي بالمسؤولين لم تكن داخل قواعد عسكرية ، مشيرا إلى إشرافه على فتح السفارة الجزائرية بطرابلس بعد 4 سنوات من الغلق وأعلن عن افتتاحها خلال الأسابيع المقبلة بعد استكمال الأشغال بها، وقال إن التنسيق الأمني يبقى قائما بين البلدين سيما على مستوى المناطق الحدودية. وقال مساهل إن قرار مجس الأمن الأخير يتوافق مع مواقف الجزائر من حيث أن قضية الصحراء الغربية تتعلق بقضية تصفية استعمار حيث أدرجت الأممالمتحدة الأراضي الصحراوية ضمن الأقاليم التي تقع تحت الاستعمار، مؤكدا أن استكمال تصفية الاستعمار وتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره يبقى على عاتق الهيئة الأممية ومجلس الأمن الدولي. رسائل الجزائر من سوريا أما عن زيارته لسوريا، فقال مساهل إنها حملت ثلاث رسائل، أولها أنها جاءت في الذكرى ال70 لاستقلال الدولة السورية سيما وأن أحفاد الأمير عبد القادر والشيخ المقراني يدركون معنى الاستقلال والتحرر من براثن الاستعمار والثانية أن الجزائر تدين الإرهاب مها كان شكله أو مصدره وأن الإرهاب واحد ندينه في كل أقطار العالم ، والرسالة الثالثة تتلخص في أنه لا بديل عن الحل السياسي والمصالحة الوطنية. وفي هذا السياق، رد مساهل على الأطراف التي طعنت في زيارته إلى دمشق، متسائلا هل يؤيد هؤلاء الإرهاب، وهل هم ضد المصالحة؟ ، مضيفا أنه حتى المعارضة السورية لم تطعن في زيارتنا إلى دمشق، والسوريون يريدون حلا لأزمة عمرها 5 سنوات . وأكد وزير الشؤون المغاربية والإفريقية، أن العلاقات بين الجزائر والسعودية جد مميزة وتعتبر من أهم شركاء الجزائر والجزائر ليست لها عداوة مع أي بلد ومستقلة في مواقفها سيما وأن والشعب الجزائري الذي دفع بمليون ونصف مليون شهيد وأكثر من 200 ألف قتيل في محاربة الإرهاب، اختار طريق السلم والمصالحة، مؤكدا أن الجزائر ليست في صراع جيوإستراتيجي أو تنافس مع السعودية أو غيرها من الدول وما يهم، يضيف مساهل، هو الجبهة الداخلية والعمل على تقويتها وأن يكون الجزائريون فخورين بانتمائهم إلى هذا الوطن وقيادة حكيمة تعرف إلى أين تقود البلد، فلن نخاف من أي أحد . تصرف فالس غير مسموح وحول زيارة رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، وما أعقبها من جدل، أكد عبد القادر مساهل أن المساس برموز الدولة الجزائرية ورئيس الجمهورية خط أحمر وغير مسموح وغير مقبول والجزائريون يدينون هذه التصرفات مهما كان مصدرها. وأكد ضيف الإذاعة الجزائرية، أن الجزائر تواصل جهودها لاستقرار الأوضاع في كل من مالي ودول الساحل، وتسهر على تطبيق اتفاق السلام بين الأطراف المالية الموقع بالجزائر على أرض الواقع رغم الصعوبات والتعقيدات التي تواجه العملية في ظل استمرار التهديدات الإرهابية ونشاط الجريمة المنظمة والتي تأخذها الجزائر بعين الاعتبار من خلال الجيش الوطني المرابط على الحدود، مشيرا إلى أن السلم والأمن في إفريقيا يبقى أمرا رئيسيا، فبدونها لا يمكن الحديث عن تنمية في القارة السمراء ما استدعى إنشاء المركز الإفريقي للدراسات زيادة على الإستراتيجية الإفريقية لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والعمل على تجفيف منابع الإرهاب سواء من الفدية التي نجحت الجزائر في تجريم منحها أو العائدات الأخرى من تهريب المخدرات والبترول، مضيفا أن عائدات الجرمة المنظمة في دول الساحل 800 مليون دينار سنويا.