أكد سفير دولة فلسطين في الجزائر، لؤي عيسى، أن عدم الاستقرار في المنطقة العربية هي مسألة مفتعلة لإلهاء هذه الأمة عن قضاياها، وإغراقها في مشاكلها الجانبية، مضيفا أن القوى الكبرى والإقليمية باتت تتعاطى مع القضية الفلسطينية وكأنها ورقة للعب ضمن التوازنات، لأن عدم تحقيق العدالة وقرارات الأممالمتحدة لم يستطع تحقيق الاستقرار والسلام كون أساس الإرهاب هو الكيان الصهيوني. وأوضح لؤي عيسى، أمس، خلال كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى ال 68 لنكبة فلسطين 1948 بدار الإمام بالعاصمة، أن إشغال الأمة بالفوضى والربيع العربي والصراعات الحزبية لم يترك مجالا للقيام بدور تجاه فلسطين، مضيفا فيما يخص الجزائر أن الثورة الفلسطينية هي تربية الثورة الجزائرية، ولازالت الجزائر تقدم كل ما لديها لدعم القضية الفلسطينية. وأضاف سفير دولة فلسطين في الجزائر، أن هذه النكبة لازال صداها وهزاتها الارتدادية متواصلة، موضحا أنه لا استقرار ولا سلم بهذا العالم، ولا مكان لمواجهة الإرهاب المصطنع إلا بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، وأولها حق العودة الذي هو حق فردي مقدس، ليس من حق أي منظومة دولية إنكاره، مشيدا بإعلان الجزائر دوما وأبدا من خلال قادتها وزعمائها أن لا حل لمشاكل الأمة ولا مستقبل لها دون تحرير فلسطين وأن المعارك الجانبية تفرق الأمة وتريح الصهاينة وحلفائهم، ويفتح الأبواب لخلق تحالفات جديدة تحت ستار محاربة الإرهاب المزعوم، مضيفا أن الوضع الخطر الذي تمر به القدسوغزة والحصار الاقتصادي والتهميش المتعمد للقضية، يؤكد أن حسم المعركة مرتبط بتراب فلسطين والشعب الفلسطيني من خلال تصعيد أساليب النضال مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الإقليمية والدولية، والمعارك الجانبية التي ألهت الأمة عن الالتفاف للقضية، مشيرا أن أخطر ما يواجه القضية الآن ليس انكفاء الأمة بعيدا عنها وإنما عزوفها عن تقديم ما يكفي من مستلزمات الصراع، والانقسام الفلسطيني الذي يستغله الأعداء ليحولوه إلى انقسام جغرافي يطرح مشروع إنشاء دولة في غزة ومشروع الدولة ذلت الحدود المؤقتة مقابل الهدنة. وأكد ذات المسؤول، أنه من المستحيل أن تقام دولة فلسطينية دون القدسوغزة، مضيفا انه لن يسمح بجر الفلسطينيين إلى معارك جانبية دولية كانت أم إقليمية أم مذهبية أم عقائدية، مؤكدا بتمسكهم بحقوقهم عبر المشروع السياسي المقرر في الجزائر عام 1988، وحق العودة، مشيرا أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الأمل والشرط الأساسي للنجاح، داعيا إلى تكاتف الجميع من اجل تحقيق هذه الوحدة، مناشدا القوى الخيرة في الجزائر وكل مكان لمساندة فلسطين وتحاشي الاصطفاف إلى جانب أي طرف، مشيرا إلى أن الحوارات لإزالة أوجه الخلاف مستمرة في غزة والضفة وستتوج نهاية الشهر الجاري بلقاء بين رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية أبو مازن والمكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أملا أن تتوج بما فيه الخير للشعب والقضية. وأضاف لؤي عيسى، أن الأمن القومي العربي والوحدة العربية وحق الشعوب العربية هو المستهدف بالأساس، وأن اغتصاب فلسطين ما هو إلا وسيلة لتفتيت الأمن القومي والسيطرة على مقدرات الأمة من المحيط إلى الخليج، مؤكدا أن مواجهة التحديات وتحصيل الطموحات لا يمكن تحقيقها دون الحفاظ على الأمن القومي وأن أفضل السبل هو التوجه الجماعي لمواجهة التحديات الكبرى.