تعرف ظاهرة بيع الحلويات الشرقية والزلابية و الشاربات على أرصفة الطرقات في ظروف منافية لمتطلبات الصحة، انتشارا واسعا خلال شهر رمضان، بالرغم من تخصيص مصالح قمع الغش لفرق مراقبة، إلا أن هذه الأخيرة تمكنت من فرض منطقها في العديد من الأحياء الشعبية، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية التي قادتها إلى بعض الأحياء على مستوى العاصمة، وهو ما قد ينذر بالإصابة بتسممات حادة، خاصة وأنها تعرض تحت أشعة الشمس وبعيدا كل البعد عن معايير وشروط النظافة، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية. طاولات بيع الشاربات و قلب اللوز تغزو العاصمة يتوافد أغلب الناس، في شهر رمضان، على شراء أنواع وأصناف من الحلويات التي تعرض في ظروف مشبوهة، لا تحترم فيها أدنى شروط النظافة، لكن هذا لا يمنع العدد الهائل من الصائمين الذين يلتفون حول تلك الحلويات لاقتناء نصيب منها مهما كان ثمنها مثل الزلابية و قلب اللوز والبقلاوة و البريوش ومشروب الشاربات ... إلخ، دون مبالاتهم لا بتعرضها للأوساخ والغبار والذباب والناموس والحشرات أو إلى صلاحيتها وطريقة تحضيرها والمواد التي تحتويها. هذا ما يؤدي، في الكثير من الحالات، الى إصابات عديدة عند هؤلاء الأشخاص الذين يشتكون فيما بعد من أعراض شتى، على غرار الأوجاع، والغثيان والتقيؤ والإسهال...إلخ وغيرها من التسممات التي قد تنتج إثر تعرض هذه الاخيرة لأشعة الشمس وهو ما حذرت منه جمعية حماية المستهلك. وفي ظل هذا الواقع الذي وجد فيع الكثيرون فرصة للربح، يقول سفيان في هذا الصدد بأنه يبيع الشاربات و قلب اللوز خلال شهر رمضان رفقة أصدقائه ليضيف المتحدث بأن هذا نشاطه منذ حلول شهر رمضان المبارك ويشاطره الرأي فاتح ليقول في السياق ذاته بأنه يصنع الشاربات يوميا بمكونات طبيعية ويقوم ببيعها، وتكون الشاربات عادة مصنعة بملونات اصطناعية ومنكهات اصطناعية وهو ما أطلعتنا عليه سهام لتقول في هذا الصدد بأنها اقتنت شاربات من إحدى الطاولات واستطعمت بها ذوق ملونات غذائية اصطناعية. ويقبل كثيرون على اقتناء قلب اللوز و الشاربات وحتى الزلابية من الطاولات المعروضة في الهواء الطلق وذلك لأسعارها الزهيدة مقارنة بما يباع بالمحلات، وهو ما أطلعتنا عليه زهية لتقول في هذا السياق بأنها تقتني يوميا قلب اللوز و الشاربات من هذه الطاولات لما توفره من أسعار متدنية لتضيف المتحدثة بأن طعم الشاربات التي تشتريها طيب وطبيعي وتشاطرها الرأي نجاة لتقول في السياق ذاته بأن الشاربات التي تقتنيها من عند هؤلاء الباعة ذات طعم لذيذ وطبيعي ويقول رياض، وهو بائع ل الشاربات ، بأنه يحضر الشاربات طبيعيا ولا يضيف إليها النكهات الاصطناعية ويضيف بائع آخر بأن الشاربات التي يحضرها تتم بطريقة طبيعية. ولا يقتصر الأمر على الشاربات ، بل يمتد إلى حلوى قلب اللوز التي تعرض بطرق أقل ما يقال عنها عشوائية حيث يعمد بعض بائعيها إلى عرضها تحت أشعة الشمس الحارقة، إضافة على الجو الملوث بدخان السيارات وتطاير الغبار وهو ما قد يصيبها بالتلف، ومع ذلك، فإن قلب اللوز يعرف رواجا كبيرا خلال رمضان كما يعرف الإقبال من طرف المواطنين وخاصة إذا ما نظروا إلى سعره المغري وهو ما أطلعتنا عليه سمية لتقول في هذا الصدد بأنها تقتني قلب اللوز من الطاولات بصورة شبه يومية وذلك لذوقه الرفيع وتضيف المتحدثة بأن مكوناته لذيذة وأسعاره مغرية، وتشاطرها الرأي زهيرة لتضيف بأن أسعار قلب اللوز الخيالية دفعتها لاقتنائه بصفة يومية من الطاولات التي تعرض خارجا لتضيف المتحدثة بأنه إضافة إلى أسعاره، فطعمه لذيذ، ويقول نبيل، وهو بائع ل قلب اللوز ، بأنه يقوم بشرائه من عند مختص في المجال ويضيف بائع آخر بأنه يحضره شخصيا بالمنزل ويقوم بحفظه عن أشعة الشمس وتغطيته ب السيلوفان ويضيف المتحدث بأن ما يبعه من شاربات و قلب اللوز يلقى إقبال المواطنين وذلك لالتزامه بشروط النظافة والحفظ الجيد. 80 بالمائة من السلع المغشوشة تسوق في الشوارع حذرت جمعية حماية المستهلك المواطنين من تناول مشروب الشاربات ، الذي يباع في الأرصفة والشوارع والذي يكثر استهلاكه خلال شهر رمضان، موضحة أن هذا الأخير لا يتضمن المقاييس والشروط الصحية وقد يتسبب في الإصابة بمرض السرطان نظرا لاحتوائه على نسبة جد عالية من حمض الستريك المضر بالصحة، كما اكدت ايضا جمعية حماية المستهلك في نفس السياق، ان 80 بالمائة من السلع المغشوشة تسوق في الشوارع. لقصوري: هذه هي مخاطر المواد المعرضة تحت أشعة الشمس أكد سمير لقصوري، نائب الامين العام لجمعية حماية المستهلك، في اتصال ل السياسي ، أن الشاربات التقليدية المصنوعة من الليمون والسكر لم تعد هي نفسها التي تباع وتعرض في الأسواق، مضيفا أن هذه الأخيرة هي مجرد مشروب مصنوع من الماء ويضاف له حمض السيتيريك، مؤكدا أن عدم احترام الكمية اللازمة لهذا الحمض، يتسبب في الإصابة بمرض السرطان. وأضاف ذات المتحدث أن الملوِّنات الصناعية التي تضاف إلى صناعة الشاربات ، تشكل بدورها خطرا على صحة المستهلك، في حال لم تحترم الجرعات المضافة، مضيفا أن الاستهلاك المتكرر لها يسبب هو الآخر مرض السرطان، إلا أن ذلك لا يظهر على الفور، مشيرا إلى أن بعض التسممات لا تظهر أعراضُها إلا بعد مرور مدة زمنية معينة. وفي ذات السياق، أضاف لقصوري بأن ظاهرة بيع قلب اللوز عرفت خلال السنوات الاخيرة انتشارا كبيرا حيث تباع هذه الحلوى دون مراعاة نوعيتها وآثارها على صحة المستهلك حيث استغل منتجوها جهل المستهلك وصنعها بمكونات مغايرة لمكوناتها الأصلية حيث يوجد من يصنعها بالخبز المحمص واليابس وإضافات نكهات اصطناعية للوز، فيخيل للمستهلك بأنه فعلا يتناول قلب اللوز وهناك من يستعمل البلوط لثمنه الزهيد حيث يقومون بتحميصه وإضافة المنكهات الاصطناعية والأخطر في الظاهرة هي طريقة العرض العشوائية تحت أشعة الشمس الحارقة والغبار حيث أن أشعة الشمس الحارقة تحول مكونات هذه الحلوى إلى مواد سامة وهناك من الباعة من يضعون السيلوفان لتغطيته من الغبار لكن هذا لا يمنع أشعة الشمس من التسلل إليه، إضافة إلى هذا، فإن هذا المنتوج يكون عرضة للجرذان والحشرات بمختلف أنواعها. من جهة أخرى، حذر لقصوري، من ارتفاع هذه الظاهرة المهددة لصحة المستهلك خلال الشهر الفضيل، أين يقدم معظم التجار على تحويل نشاطاتهم إلى بيع الحلويات والعصائر واللحوم وغيرها، مع عرضها على قارعة الطريق وهي بيئة غير نظيفة، تحت أشعة الشمس وعرضة للغبار، مما يؤدي إلى تلفها أو حدوث تفاعلات خطيرة على الصحة. ودعا ذات المتحدث، إلى عدم استهلاك السلع التي لا تحترم فيها المقاييس والشروط الصحية والتأكد من صلاحيتها قبل اقتنائها مع الابتعاد عن شراء المنتجات المعروضة على الأرصفة.