يبدو أن شهر رمضان لهذه السنة بجيجل مختلف نوعا ما، إذ أن أيام الشهر الفضيل تتوالى بصفة عادية بعيدا عن مظاهر الفوضى التي عادة ما تصنعها الأسواق الموازية التي لطالما شوهت عاصمة الولاية وضواحيها. فالمواطنون أعربوا عن سعادتهم لتمضية أيام هذا الشهر ضمن إطار صحي وشفاف، مؤكدين في هذا الشأن، بأن الأمر يتعلق بشهر صيام ليس كسابقيه. ولقد أضحى السوق المركزي بجيجل، حيث يباع ويشترى كل شيء، منظما حيث أن جميع النشاطات التجارية مراقبة ومنظمة. ففي الوقت الراهن، لا مكان للفوضى السائدة منذ سنوات التسعينيات والتي تشوه وجه مدينة ساحلية كانت تعتبر مرجعا في مجال النظافة. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن عمل السلطات العمومية كلل بالنجاح حيث لم تعد أي سوق موازية موجودة بهذه الولاية، إذ تم كسب الرهان ميدانيا وانتهى الأمر بدخول أكثر التجار تهورا في الصف، حسبما لاحظه كثير من المواطنين. أسواق تضامنية للحفاظ على القدرة الشرائية ففي مجال الأسعار، استهل شهر رمضان بتسجيل زيادة طفيفة في أسعار بعض السلع حيث أضحت هذه الزيادة التي تسجل عند حلول كل شهر من رمضان طقسا من الطقوس التي لا مفر منها بدلا من تخفيض الأسعار لمساعدة الطبقات الاجتماعية الأكثر عوزا. فبجيجل، تم انتقاء 4 أسواق تضامنية (2 بعاصمة الولاية و2 آخران بكل من الطاهير والميلية) في إطار البرنامج الوطني الذي يضم 70 سوقا خاصة عبر التراب الوطني من أجل تحسين ظروف تموين المواطن بالمواد الغذائية والحفاظ على قدرته الشرائية، حسبما أوضحته مصالح الولاية. وفي هذا الجانب، تتعين الإشارة إلى توفر ووفرة جميع المنتجات. ولم يجذب شهر رمضان لهذه السنة، الذي انطلق في أجواء حارة تزامنت مع موسم الحر، عددا كبيرا من المصطافين حيث قل أو تراجع عدد الوافدين على شواطىء الكورنيش الجيجلي لكن عددا كبيرا منهم يفضل الجلوس على الشاطئ و التمتع بالبحر طوال ساعات، إذ يبدو أن الديكور الملائم الذي عززه الهواء البحري المنعش يشكل علاجا جيدا ومهدئا ينصح به للتغلب على آثار الصوم. فبشاطىء كتامة المركزي ، (كازينو سابقا) أو المنارة الكبرى ، غرب جيجل، تجلس العائلات على الرمال الناعمة وتتأمل الأفق، حيث يمكن لهذا التخييم أن يدوم إلى غاية الدقائق الأخيرة التي تسبق رفع الآذان (كسر الصيام). برنامج تنشيطي ثري لإضفاء البهجة على السهرات الرمضانية استفاد شهر رمضان 2016 من برنامج تنشيطي، ثقافي وفني ثري علاوة على السهرات الدينية بالمساجد وأماكن العبادة. ويعد ميناء الصيد والتنزه بوالديس ، الذي يجدد العهد مع السهرات بعد غياب طويل، جرعة أوكسجين بالنسبة لعديد الصائمين لاسيما محبي أنغام الشعبي والأندلسي. وتعد دار الثقافة أيضا موقعا آخرا تم انتقاؤه من طرف المديرية الولائية للثقافة لاحتضان السهرات الترفيهية والموسيقية والثقافية. ويجري كل شيء بصفة عادية وفي كنف الهدوء حيث يعد المخطط الأمني الخاص برمضان لضمان أمن وسلامة المواطنين بجيجل جليا مثلما يبرزه تواجد قوات الأمن عبر جميع الأماكن. لكن الشيء الأكيد هو أنه بعد انقضاء رمضان، سيكون الكورنيش الجيجلي القبلة الكبرى للمصطافين من أجل موسم اصطياف ينبئ بأنه لن يكون كسابقيه بتوقع استقبال ما لا يقل عن 9 ملايين مصطاف.