سجل استهلاك الوقود العادي تراجعا شبه عام خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2016 مقارنة بنفس الفترة من 2015 في الوقت الذي عرف فيه استهلاك البنزين بدون رصاص ووقود غاز النفط المميع (سيرغاز) ارتفاعا محسوسا حسبما علم لدى مؤسسة نفطال، ولوحظ هذا التراجع منذ إعادة تقييم الضرائب والرسوم على الوقود في إطار قانون المالية لسنة 2016. وانخفضت مبيعات البنزين العادي بنسبة 2 بالمائة بين جانفي وماي في حين تراجعت مبيعات البنزين الممتاز بنسبة 11 بالمئة مقارنة بالأشهر الخمسة الأولى من 2015 حسب أرقام المؤسسة الوطنية لتسويق وتوزيع المنتجات النفطية (نفطال)، بالمقابل ارتفع استهلاك البنزين بدون رصاص بنسبة 11 بالمئة. وعلى العموم فقد تقلصت المبيعات الإجمالية لهذه الأصناف الثلاثة من البنزين بنسبة 2 بالمئة، أما بالنسبة للمازوت فقد سجل استهلاكه زيادة بنسبة 2 بالمئة بين فترتَي المقارنة، وبالتالي عرف الاستهلاك الإجمالي لجميع أصناف الوقود استقرارا خلال الفترة الممتدة من جانفي إلى ماي 2016 حيث سجل ارتفاعا طفيفا ب 3،0 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من 2015. من جهة أخرى، عرفت الكميات المسوقة من وقود سيرغاز خلال الفترة من جانفي إلى ماي 2016 ارتفاعا بنسبة 14 بالمئة، وحسب مسؤولي نفطال فان ارتفاع الكميات المسوقة من هذا الوقود البديل يرجع إلى ارتفاع أسعار الوقود العادية الأخرى في إطار قانون المالية 2016 إضافة إلى ارتفاع عدد تحويلات المركبات نحو هذا الوقود النظيف بعد افتتاح مراكز جديدة للتحويل بالموازاة مع إنشاء نقاط بيع جديدة موجهة حصريا لتسويق وقود سيرغاز. ويفسر نمو مبيعات البنزين بدون رصاص أساسا إلى تجديد الحظيرة الوطنية من السيارات، حيث تم تسجيل ارتفاع طفيف في عدد السيارات الفاخرة والتي يفضل أصحابها هذا النوع من الوقود، على صعيد آخر لوحظ أن شهر أفريل 2016 سجل اكبر انخفاض في الاستهلاك مقارنة بالأشهر الأخرى من السنة الجارية. ففي خلال هذا الشهر تراجعت المبيعات بنسبة 14 بالمئة بالنسبة للبنزين الممتاز وب 7 بالمئة بالنسبة للبنزين العادي و8 بالمئة بالنسبة للمازوت في حين ارتفعت مبيعات البنزين بدون رصاص بنسبة 7 بالمئة، هذه الأرقام تعكس انخفاضا عاما في استهلاك هذه الأنواع من الوقود وقدرت إجمالا بنسبة 8 بالمئة، أما بالنسبة لوقود غاز النفط المميع فقد سجلت مبيعاته ارتفاعا بنسبة 13 بالمئة. ويجدر التذكير أن مؤسسة نفطال - وفي إطار برنامجها لتعزيز استعمال الوقود النظيف الذي يمتد إلى غاية 2030- تعتزم بوجه خاص ترقية وتعميم استعمال وقود سيرغاز من خلال إنجاز ألف (1.000) محطة خدمات جديدة تضاف إلى 600 محطة أخرى قيد الخدمة وذلك بغية رفع التغطية الوطنية من شبكة محطات الوقود المجهزة بغاز النفط المميع إلى 73 بالمئة في آفاق 2030 مقابل 27 بالمئة حاليا. وتطمح نفطال كذلك إلى إنجاز 30 محطة خدمات جديدة توجه حصريا لهذا الوقود النظيف والتي تضاف إلى 6 محطات أخرى موجودة حاليا. ويتعلق الأمر كذلك بإنجاز 30 مركزا جديد للتحويل من أجل تعزيز القدرات الحالية المقدرة ب 36 مركز ما سيسمح برفع قدرات التحويل من طرف نفطال وحدها إلى 20 ألف سيارة في السنة. وتعول نفطال من خلال هذه العمليات على تحويل 340 ألف سيارة مع آفاق 2020 مقابل 89 ألف منذ سنة 1983 وهو تاريخ إطلاق وقود سيرغاز وتسويق ثلاثة (3) ملايين طن من هذا الوقود مقابل 7،4 مليون طن مجتمعة خلال ال30 سنة الماضية الى جانب اقتصاد 1،2 مليون طن من البنزين بالاضافة إلى تحقيق أرباح بقيمة 300 مليار دينار للاقتصاد الوطني. وفي هذا الإطار وقعت مؤسسة نفطال مع الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب شهر افريل الماضي على اتفاقية تقضي بتشجيع إنشاء مؤسسات مصغرة متخصصة في تحويل السيارات الى وقود غاز النفط المميع، وينص هذا الاتفاق أساسا على التكوين والمرافقة التقنية المقدمة من طرف مؤسسة نفطال لفائدة المؤسسات المصغرة المنشأة في إطار جهاز دعم تشغيل السباب والعاملة في النشاطات المرتبطة بتحويل السيارات لهذا الوقود البديل.