بعد الجدل الذي أثير في أوساط مختلفة عقب تأخير غرة شهر محرم للسنة الهجرية الجديدة 1438، باعتراف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أصدرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فتوى تعلم فيها عامة الجزائريين أن صيام عاشوراء يكون يوم الثلاثاء وليس الأربعاء. وجاء في منشور للجمعية في الفايس بوك : بما ان ثبوت الهلال اعتبر يوم الأحد، فإن صيام عاشوراء يوافق الثلاثاء المقبل ويسن صيام يوم قبله او يوم بعده مخالفة لليهود وهذا، للأسف، خلاف ما أعلنته وزارة الشؤون الدينية حيث اعتبرت أول محرم يوم الاثنين قبل أسبوع من ختام شهر ذي الحجة، مع ان العبرة بالرؤية وإتمام العدة، وبررت ذلك بأنه إجراء إداري ، ولهذا، يقول تهامي بن ساعد، المكلف بالدعوة والإرشاد والفتوى بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين: الأصل ان أول محرم يوم الأحد وعاشوراء يوم الثلاثاء، والله أعلم . وكانت الجمعية التي يرأسها الشيخ قسوم انتقدت قرار وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي أعلنت أن الاثنين الفارط هو أول أيام شهر محرم بدلاء من الأحد، فخالفت الجزائر معظم الدول الإسلامية، وبرر الوزير، محمد عيسى، بعد ذلك باعتبارات إدارية مضيفا أنه يمكن تجاوز الرؤية الشرعية. قرار الوزير تلقى انتقادات كبيرة من طرف فلكيين ورجال دين، حيث طالبوا بضرورة تصحيح التاريخ الهجري بعد تخلف الجزائر عن أغلب الدول العربية في تحديد الفاتح من محرم، ما تسبب في جدل كبير في الشارع الجزائري، خاصة وأن الخلاف يشمل أيضا تحديد يوم عاشوراء، الذي لن يصومه الجزائريون هذا العام مع بقية الدول الإسلامية، ما أثار مخاوف الأئمة من حدوث فتنة. وفي السياق، قال الشيخ علي عية، إمام المسجد الكبير بالعاصمة، إن بداية حساب الأشهر القمرية لا تثبت إلا بعد رؤية الهلال، ولا يجوز القطع فيها بالحساب فقط، مضيفا أنه كان على الوزارة تحري رؤية الهلال كما تجري العادة في شهر رمضان وشوال. وتساءل الشيخ في تصريحات إعلامية عن دور لجنة الأهلة بالوزارة التي كان من الأحرى أن تترقب الهلال ويتم الإعلان الرسمي عن ذلك بعد رؤية الهلال، في نهاية الأشهر القمرية، وليس بالاعتماد على الحساب الفلكي، متسائلا إن كانت اللجنة تعمل في شهر رمضان فقط؟. أما رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أبو عبد الله غلام الله، فدافع عن قرار محمد عيسى، قائلا: إن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف اعتمدت على الأشهر القمرية، وبناء على ذلك، أعلنت عن أول أيام محرم قبل رؤية الهلال . وأكد الوزير السابق للشؤون الدينية، أن القطاع يحوز على رزنامة خاصة بحساب الأشهر القمرية ويتم الاعتماد عليها، وبالتالي، فإنه لا حرج في الإعلان الرسمي عن ذلك قبل رؤية الهلال.