غادر وزير الطاقة نور الدين بوطرفة الجزائر في جولة أخيرة إلى موسكو أعقبت زيارة إلى طهران و لقاء مع وزير نفط فنزويلا ، بهدف الاطمئنان على مدى التزام كبار منتجي المنظمة باتفاق الجزائر التاريخي الذي بدا من خلال تصريحات وزراء نفط أوبك و جمعية البلدان الإفريقية المنتجة للنفط أنه يسير نحو التجسيد خلال اجتماع فيينا المصيري المرتقب غدا الاربعاء ، حيث اشار خبراء و مراقبون أن الخلافات الجديدة حول الحصص و الإستثناءات لن تؤثر على قرار المنظمة التي تصر على وضع حد لنزيف أسعار الذهب الاسود في الاسواق العالمية. أعلنت وزارة الطاقة، أن الوزير بوطرفة سيلتقي نظيره الروسي أكسندر نوفاك ، وذلك في إطار مشاورات يجريها مع الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك عشية اجتماع المنظمة في فيينا غدا الأربعاء. ووفق ذات المصدر، فإن الوزير الجزائري سيتنقل مباشرة نحو فيينا، أين سيجري محادثات أخرى مع نظرائه من السعودية وقطر والعراق. وزار بوطرفة، السبت، طهران أين أجرى محادثات مع نظيره الإيراني بيجن زنجنه، حيث كشفت وكالة وزارة البترول الإيرانية شانا أن الوزير الجزائري، اقترح تقليص إنتاج النفط بمعدل 1.1 مليون برميل يوميا على أن تقلص دول من خارج المنظمة مثل روسيا إنتاجها ب 600 ألف برميل يوميا. وكان وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، قد صرح سابقا، أن لجنة خبراء منظمة الدول المصدرة للبترول قد تبنت مقترح الجزائر ليتم عرضه في الندوة الوزارية للمنظمة المزمع عقدها في 30 نوفمبر الجاري بفيينا. بدوره قال الكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي السبت، بشان هذه المحادثات نحن نؤيد الموقف الآتي: على دول أوبك ان تصل إلى تفاهم داخل المنظمة قبل ان تنضم الدول غير الأعضاء إلى إتفاق . وأضاف ان روسيا تتعامل بروح إيجابية في ما يتعلق بإتفاق وتواصل المشاركة في المباحثات مع شركائها . و يبدو التفاؤل الحذر هو سيد الموقف مع اقتراب اجتماع الدول المصدرة للنفط المزمع عقده الأربعاء في مقر منظمة أوبك بفيينا، حيث تبدي بعض الدول قلقها من احتمال مفاجأت قد تعيق الاتفاق على خفض إنتاج النفط لرفع أسعاره. وتطمح أوبك إلى إكمال اتفاق الجزائر ، عبر تعاون واسع يشمل روسيا أيضا، لإنقاذ سوق النفط من تهاوي الأسعار الذي أثر على اقتصاد البلدان المصدرة للخام الأسود، وما يثير المخاوف هو المناورات التي تشهدها ساحة التفاوض، خاصة أن بعض الدول ترسل بإشارات تظهر فيها عدم اهتمامها بضبط السوق. بالمقابل يرى مراقبون أن اتفاق الدول المنتجة للنفط على خفض الإنتاح سيسهم في رفع أسعار النفط بشكل ملحوظ، إذ من المتوقع أن يرتفع سعر برميل الخام الأسود إلى 55 دولارا، مع توقعات بأن يبلغ مطلع عام 2017 إلى 60 دولارا، وهو ما سيؤثر على اقتصاد بلدان العالم، كل حسب ظروفه ومعطياته. و حظي اتفاق الجزائر أول امس بدعم 18 دولة إفريقية منتجة للنفط ، حيث أعلنت وزارة الطاقة أن وزير البترول الإيفواري ورئيس الدورة الحالية لجمعية البلدان الإفريقية المنتجة للنفط، أداما تونغارا، بعث برسالة إلى وزير الطاقة نورالدين بوطرفة يؤكد فيها دعم الجمعية لاتفاق الجزائر، وجاء في الرسالة، أن الدول الإفريقية المنتجة للنفط التي اجتمعت في كوتونو بدولة البينين في 13 و14 أكتوبر الفارط بمبادرة من الجزائر، انخرطت في الجهود التي المبذولة من منظمة أوبك والتي تهدف للوصول إلى استقرار أسعار النفط. و لعل هذا التوافق هو الذي جعل خبراء من بينهم عبد المجيد عطار، الرئيس المدير العام السابق لسوناطراك متفائلين التوصل إلى نتيجة إيجابية خلال اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك المقرر عقده بالعاصمة النمساوية ، واعتبر عطار أن كل دول أوبك متضررة بنفس الطريقة ، وهي أمام طريق مسدود ، مشيرا في هذا السياق إلى لجوء المملكة العربية السعودية إلى الإستدانة والوضع في فينزويلا والجزائر وغيرها التي قال إنها مطالبة بإيجاد اتفاق.