يلتأم غدا للمرة الثالثة في ظرف شهر واحد قياديو حزب تجمع أمل الجزائر فيما بدا أن رئيس الحزب عمار غول يسابق الزمن لتهدئة الاجواء الداخلية المشحونة بعدما شهدت الاسابيع الاخيرة تراشقات بالجملة و استقالات جماعية في بعض المكاتب الولائية ، و هو الوضع الذي بات يقلص من فرص هذه التشكيلة الفتية في الظفر بمقاعد مهمة في البرلمان المقبل و هي التي وضعت سقفا عاليا لطموحها عندما قالت إن رهانها في الإنتخابات المقبلة هو المراتب الثلاثة الأولى . و يجتمع أعضاء المكتب السياسي لحزب تجمع أمل الجزائر مع الرئيس عمار غول اليوم بمقر الحزب في العاصمة، وسط أجواء مشحونة ،فقبل حوالي أربعة اشهر من موعد الإنتخابات التشريعية يعيش حزب تاج على وقع حروب داخلية بين كوادره سببها الرئيسي يعود إلى اختلافات في التموقع و الآراء و الإتجاهات قد تميل إلى الإنشقاق و العصيان مثلما حدث مؤخرا أين أشعل السيناتور عبد الرحيم مندي فتنة حقيقية في المكتب الولائي لتلمسان بإعلان استقالته رفقة عدد من إطارات الحزب ، و أعقب هذه الخطوة بتصريحات نارية قال فيها أن التحاقه بحزب تاج جاء على أساس أنه حزب جامع، ليتفاجأ مؤخرا بتحوله إلى حزب يمثل تيارا واحدا فقط، حيث أن اتجاهه نحو التطرف جعله يفضل الاستقالة من الحزب، محملا المسؤولية الكاملة لرئيس الحزب عمّار غول . كلام السيناتور مندي جاء مطابقا للمستقيل قبل أسابيع كمال عبازي و هو رئيس الكتلة البرلمانية لتاج و الذي وجه لرئيس الحزب جملة من الاتهامات تتعلق ب التسلط والاستبداد بالفكر والقرار ، مما أدى به إلى الخروج عن نطاق العمل الديمقراطي في الحزب. و حسب مصادر من الحزب الفتي فإن عمار غول سيتباحث مع قياديي الحزب في اجتماع اليوم خطة طريق لوضح حد للمشاكل التي تعرفها بعض المكاتب الولائية على رأسها مكتب تلمسان و النعامة التي شهدت هجرة جماعية للمناضلين ،حيث لم يهضم غول الاستقالات التي باتت تتهاطل عليه من مختلف مكاتب الوطن ما جعله مصرا بحسب نفس المصادر على خيار اللجوء إلى الصندوق كحل ديمقراطي ونزيه يضمن الشفافية ويلغي القرارات _الفوقية_ في اختيار هياكل الحزب و المنتخبين تحسبا للتشريعيات المقبلة التي يطمح فيها إلى اعتلاء البوديوم . و من المرتقب أن يصدر تاج بيانا ختاميا لاجتماع المكتب السياسي ، حيث سيستغل الفرصة للرد على سلسلة الإتهامات التي طالت قيادة الحزب من ضمنها الدكتاتورية و فراغ البرامج ، كما سيضطر عمار غول كذلك لتبرير سلسلة الإستقالات التي طالت حزبه مؤخرا . و سيناقش عمار غول خلال نفس الجلسة تقريرا مفصلا أعدته الهيئة الوطنية لمتابعة هيكلة الولايات التي اجتمعت هي الاخرى أول امس بمقر الحزب،حيث يتضمن التقرير بحسب بعض التسريبات نظرة عن أداء بعض المكاتب الولائية و مدى استعدادها للرهان الإنتخابي المقبل، و لذا لا يستبعد بعد مناقشته اتخاذ سلسلة تغييرات في الرؤوس لضمان تموقع جيد قبل استدعاء الهيئة الناخبة لتشريعيات ربيع 2017.