يعلق العنابيون آمالا كبيرة حول مشروع إنجاز المحطة البحرية الجديدة لمدينتهم الذي انطلقت أشغاله مطلع السداسي الثاني من السنة الماضية (2016) حيث سيسمح خاصة بإعادة انفتاح الميناء على محيطه. ويتفق الجميع على أنه سيكون للمشروع -الذي انطلقت تهيئة أرضيته 8000 متر مربع بتمويل ذاتي من طرف مؤسسة ميناء عنابة وفق تصميم عصري يستجيب للمقاييس الدولية- دور هام في بعث النقل البحري للمسافرين في شرق البلاد. وسيكلف إنجاز الشطر الأول من المحطة التي أسندت أشغال بنائها لمؤسسة باتي ميطال 2,5 مليار د.ج. وقد صممت المحطة البحرية الجديدة التي حددت آجال إنجازها بسنتين (24 شهرا) لإسْتيعاب 125 ألف مسافر سنويا مقابل 16 ألف مسافر بالمحطة البحرية الحالية لعنابة التي تتربع على 1100 هكتار، حيث يتضمن هذا المشروع تجسيدا نهائيا خاصا بالمسافرين قابل لإسْتقبال 100 باخرة لنقل المسافرين سنويا. وبشأن هذا المشروع الواعد، قال فريد (45 سنة) أحد أبناء عنابة مقيم بفرنسا والذي غالبا ما يختار الرحلات البحرية في سفرياته للعودة إلى أرض الوطن، إن هذا المشروع لؤلؤة بعد أن تعززت عنابة مؤخرا بالمحطة الجوية الجديدة. وكذلك هو الحال بالنسبة لسعيد أحد سكان مدينة عنابة المقيم بالواجهة المقابلة للميناء الحالي الذي لم يخف شغفه برؤية هذا المشروع يتجسد على أرض الواقع، ومن خلاله -كما أضاف- تتحقق أحلام من يحنون إلى زمن كان فيه الميناء منفتحا على المدينة. من جهته، أبدى نور الدين أحد المتعاملين الناشطين بقطاع السياحة بالولاية تفاؤلا كبيرا بمستقبل السياحة بعنابة التي ستعزز-حسبه- من خلال هذا المشروع، وذلك بفضاءات للراحة والاستجمام والتسوق من الطراز العالي. من أجل خدمات سياحية نوعية فإلى جانب الطابق الأرضي، يتضمن مشروع المحطة البحرية الجديدة لعنابة ثلاثة طوابق تربطها سلالم ميكانيكية ومصعد ورواقين خاصين بالمراكب مدعمة بمداخل مباشرة للسيارات من المدينة باتجاه المحطة البحرية ومنها إلى داخل الباخرة بالإضافة إلى ممرين خاصين بالمسافرين و إجراءات السفر ونقل الأمتعة. كما تتوفر المحطة البحرية الجديدة على فضاءات للخدمات البنكية والتأمين والتمريض وأخرى للتسوق والترويج للمنتجات التقليدية المحلية، وخصص الطابق الثالث لهذه المنشأة لخدمات سياحية نوعية ستكون مفتوحة أمام الجمهور من خلال فضاءات للتسوق وأخرى للاستراحة والتنزه تتمثل في مقاهي ومطاعم مطلة على البحر تنجز وتسير من طرف المؤسسة العمومية للاستثمار الفندقي، وذلك في إطار اتفاقية استغلال عن طريق الإمتياز أبرمت ما بين هذه الأخيرة وصاحبة المشروع المؤسسة المينائية لعنابة. وتهدف هذه الاتفاقية التي أبرمت بمناسبة فتح ودخول فندق شيراطون عنابة حيز الاستغلال إلى تقديم خدمات سياحية نوعية ومتنوعة ترقى إلى مصف المحطة البحرية الجديدة وتمنح للعنابيين وزوار المدينة والسياح فضاءات للراحة والمتعة. وضمن تصور مندمج يطمح إلى تحويل منطقة الميناء إلى فضاء مفتوح على المدينة ووجهة سياحية راقية بخدمات نوعية، سيشرع بالموازاة مع أشغال إنجاز المحطة البحرية الجديدة في تهيئة المدخل الجنوبي لمدينة عنابة المؤدي إلى الميناء، وذلك بتوسعة الطرقات وإعادة تأهيلها لترقى إلى مواصفات الطرق السياحية. وبالإضافة إلى ترقية نوعية خدمات النقل البحري للمسافرين بميناء عنابة، يحمل كذلك هذا المشروع الواعد آثارا اقتصادية إيجابية على المدينة بحيث سيمكن من استحداث ما لا يقل عن 200 منصب شغل مباشر، كما سيضفي حركية ترفيهية بميناء عنابة لا يزال يحن إليها الكثير من سكان المدينة.