تم إطلاق اسمي الشهيدين محمد عشبي وعبد الرحمن بن نونة، أمس، على مؤسستين عسكريتين تابعتين للناحية العسكرية الرابعة، في إطار الاحتفال بالذكرى ال55 لعيد النصر (19 مارس 1962). ويتعلق الأمر بمؤسسة صيانة وتصليح العتاد التي تحمل اسم الشهيد محمد عشبي والمؤسسة الجهوية للمعتمدية التي أطلق عليها اسم الشهيد عبد الرحمن بن نونة تطبيقا لقرار القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي. وقد أشرف على مراسم تسمية هاتين المؤسستين قائد الناحية العسكرية الرابعة اللواء عبد الرزاق الشريف بحضور عدد من ضباط وإطارات الناحية العسكرية الرابعة، بالإضافة إلى بعض أفراد أسرتي الشهيدين. كما جرى بمقري المؤسستين تسليم هدايا رمزية لعائلتي الشهيدين، حيث أبرز قائد الناحية العسكرية الرابعة بالمناسبة أهمية تسمية الهياكل التابعة للجيش الوطني الشعبي بأسماء شهداء الثورة التحريرية المظفرة من أجل استذكار بطولات وتضحيات هؤلاء الشهداء الأبرار التي سمحت للجزائر استعادة حريتها واستقلالها وسيادتها. وقد ولد الشهيد محمد عشبي سنة 1894 بتبسبست بتڤرت، حيث تعلم القرآن الكريم على يد مشايخ المنطقة أين عمل في شبابه في مجال تجارة التمور، ثم انضم إلى الحركة الوطنية وساهم في نشاطها إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية المجيدة (1 نوفمبر 1954)، قبل أن يلتحق بالمنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني. واصل الشهيد مسيرته النضالية ضد الاستعمار الغاشم إلى غاية اكتشاف أمره واعتقاله أواخر سنة 1957 قبل أن يسقط شهيدا برصاص قوات العدو، إثر محاولته الهرب من السجن في نفس السنة. وولد الشهيد عبد الرحمن بن نونة سنة 1922 بالزاوية العابدية بتڤرت، حيث اشتغل في شبابه في مخازن تموين القمح المتواجدة بالمنطقة قبل أن يلتحق بالمنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني سنة 1956 بمسقط رأسه. ولما اكتشف أمره من طرف السلطات الاستعمارية، غادر المنطقة رفقة صديقه بشير كدة نحو مدينة عنابة أين استأنف نشاطه الثوري من جديد كفدائي، قبل أن يغادرها نحو مدينة ليون بفرنسا أين واصل نشاطه ضمن فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا إلى أن طالته يد الغدر وسقط شهيدا في ميدان الشرف يوم 23 ماي 1958.