استهجنت، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس في حوار مع السياسي ، تصرفات المغرب بخصوص اللاجئين السوريين و صنفتها في خانة إستغلال ماساتهم الإنسانية للتهجم على الجزائر ،مؤكدة في السياق بان كل من لجأ الى الجزائر قد تم استقباله على حسب التقاليد الجزائرية ، و فتحت الوزيرة السابقة ملف التشريعيات المقبلة لتؤكد بان هيئتها التي تمثل الذراع الإنساني للدولة الجزائرية ستتصدى لدعوات المقاطعة لانها تمس الوحدة الوطنية و تماسك المجتمع الجزائري ، و على مقربة من حلول شهر رمضان الكريم كشفت بن حبيلس عن برنامج الهلال الاحمر الجزائري للتكفل بالفئات الهشة في المجتمع مشددة على ضرورة احترام كرامة المحتاجين و تسليمهم للتبرعات عن طريق البريد. ما تعليقك على الإتهامات الباطلة التي وجهها النظام المغربي للسلطات الجزائرية بترحيل مجموعة سورية نازحة تتكون من 55 شخصا، بينهم نساء وأطفال في وضع وصفوه ب بالغ الهشاشة ، باتجاه حدود المملكة ؟ تصرفات المغرب بخصوص اللاجئين السوريين مؤسفة و منافية لحسن الجوار، لأن الجزائر كما هو مشهود طالما عملت على توفير كافة الشروط الضرورية لينعم اللاجئون السوريون بحياة كريمة، و لذلك فالقضية تعد استغلالا مفضوحا لملف إنساني لأغراض سياسوية من طرف النظام المغربي . أنا كمناضلة في مجال حقوق الانسان أطالب باحترام اللاجئين السوريين و الكف عن استغلال مأساتهم الإنسانية للتهجم على الجزائر،و اؤكد كرئيسة الهلال الأحمر الجزائري و هو الذراع الإنساني للدولة الجزائرية ان كل من لجأ الى الجزائر قد تم استقباله على حسب التقاليد الجزائرية ، و انا هنا لا أقول المعايير الدولية لانها كانت تقاليدنا منذ الاستقلال كمهد لحركات التحرر في العالم. هل لك أن تضعينا في صورة التدابير المتخذة للعناية بالسوريين على أرض الوطن ؟ الجزائر دولة لها خبرة طويلة في المجال و هي التي تستقبل اللاجئين الصحراويين منذ عشرات السنين على أراضيها،و نركز على احترام كرامة ضيوف الجزائر،و طبعا الملاحظون الدوليون أثنوا على وضعية اللاجئين السوريين في بلادنا و الذين اندمجوا بكل سهولة مع الجزائريين، و نفخر بأن السوريين اليوم يقطنون في مراكز إيواء فيها كل وسائل الراحة بسيدي فرج و بولايات أخرى و لا يعيشون في مخيمات . و من اهم التدابير المتخذة لصالح الضيوف السوريين قرار من اعلى هرم الدولة لتمدرس ابناءهم و ضمان مستقبل ضحايا الحروب و المؤامرات،و الوثيقة الوحيدة المطلوبة هي تصريح بشرف الولي يثبت مستوى المتمدرس ،كما أن التغطية الصحية مضمونة ،و أيضا الملابس و الكتب المدرسية توزع مجانا عليهم . و تستذكرني هنا زيارة النجمة السورية الناشطة في مجال حقوق الانسان سوزان نجم الدين إلى مراكز إيواء اللاجئين السوريين في الجزائر العاصمة أين عبرت لي عن بالغ اعجابها و تقديرها لنوعية العمل الإنساني المقدم . شهدت شوارع المدن الكبرى خلال الأسابيع القليلة الماضية عودة قوية للاجئين الافارقة بالرغم من عمليات الترحيل المتكررة ،إلى ما يرجع ذلك ؟ السبب يعود إلى تحسن الأوضاع المناخية في مدن الشمال ،ما جعل الافارقة المتمركزين في حدود تمنراست يعودون إليها بعد انقضاء فصل الشتاء،فهؤلاء معروفون بكثرة التنقل و مع ذلك يقوم الهلال الأحمر الجزائري بجهود جبارة لتقفي اثرهم و تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لهم . الجزائر على موعد بعد أيام قليلة مع استحقاق انتخابي هام و مصيري ،هل شارك الهلال الأحمر الجزائري في حملات تحسيسة لحث المواطنين على الإدلاء بأصواتهم ؟ طبعا فالهلال الأحمر تاسس من اجل الحفاظ على كرامة الجزائريين و استقرارهم ،و من هنا فإننا نقف بوجه كل ما يمس الوحدة الوطنية و يزعزع تماسك المجتمع و يهدد ثوابت الامة الجزائرية و منه دعوات مقاطعة التشريعيات. و نحن نعتبر التشريعيات المقبلة لبنة هامة في اطار تعميق المسار الديمقراطي و حماية مؤسسات الدولة الجزائرية ،لذلك ندعوا الجزائريين للانتخاب و المشاركة بالتالي في هذا المسار الذي يقي الجزائر شر الفتن و المؤامرات التي فككت دول الجوار و أدخلت شعوبا بأكملها في دوامة من العنف و الخراب . و طبعا فإن دعوتنا للمشاركة بعيدة عن التحزب ،فهي واجب وطني للحفاظ على امن البلاد و العباد. و أنت تتابعين غمار الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي 2017، ما رأيك في البرامج التي طرحتها الأحزاب السياسية في الشق الاجتماعي و الإنساني ؟ و الله بحكم انشغالاتي الدائمة في الميدان ،لم اتابع الحملة الانتخابية للأحزاب بشكل كبير يسمح لي بتحليل محتوياتها، لكن ما يهمنا في الهلال الأحمر هو برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ،الذي و رغم الازمة المالية التي ضربت البلاد إلى أن الحكومة و بتوجيهات منه لا تزال محافظة على الجانب الإنساني و التضامني و هي دعامة أساسية لتعزيز تماسك ووحدة الوطن. ماهي رسالتك للمترشحين للبرلمان المقبل؟ على كل حزب و مترشح للتشريعيات العمل في حال فوزه بمقعد برلماني على الحفاظ على المكاسب المحققة في المجال الإنساني و الاجتماعي بالجزائر ،و العمل على تعزيزها في هذه الهيئة التشريعية. لم تتبقى سوى أسابيع قليلة عن حلول شهر رمضان الكريم ،ماهي النشاطات التي يعتزم الهلال الأحمر الجزائري تنظيمها لفائدة الشرائح الهشة في المجتمع الجزائري ؟ نحن في الهلال الأحمر لم نتوقف يوما عن مساعدة الجزائريين، فنشاطاتنا مستمرة و متواصلة طيلة أيام السنة و ليست مقترنة بمواعيد وطنية أو دينية ،و شرعنا قبل شهر رمضان الفضيل في إعداد قوائم للفقراء و المحتاجين ،برفقة أئمة و اعيان و شيوخ زوايا في مختلف ربوع الوطن ،قبل أن نصادق عليها في إطار الديمقراطية التشاركية . و بالنسبة للتوزيع فنشدد هذه المرة على ضرورة تسليم الأموال لمستحقيها عن طريق البريد و أي وسيلة أخرى تحفظ كرامة الجزائريين ،كما أننا نفكر في إيجاد بديل عن مطاعم الرحمة لذات الغرض.