دشنت حكومة عبد المجيد تبون الأسبوع الأول من عهدتها على وقع حركية كبيرة، تخللتها عدد من الخرجات الميدانية للوزراء الجدد لتفقد قطاعاتهم، فضلا عن تدشين إنجازات والإعلان عن قرارات هامة لفائدة الجزائريين الذين تفاءلوا خيرا بالجهاز التنفيذي الجديد الذي حظي، منذ الوهلة الأولى كذلك، بإجماع كافة الأطراف السياسية والشركاء المهنيين والاقتصاديين، الذين عبّروا في مجملهم، عن دعمهم لتشكيلة تبون، في سابقة لم تتحقق لسابقيه في المنصب، ما اعتبره المحللون عاملا مشجعا، يهيّئ لكافة ظروف نجاح الحكومة الجديدة المقبلة على عرض مخطط عملها قريبا على مجلس الوزراء والبرلمان بغرفتيه. ولم يتوان الوزير الاول، عبد المجيد تبون، فور تسلمه منصبه، في الإعلان عن جملة من الاولويات التي تشمل إلى جانب مواصلة معركة التنويع الاقتصادي وتحرير الاقتصاد الوطني من التبعية للمحروقات، استكمال تنفيذ برامج السكن والصحة والتربية. وتأكيدا لصرامته وحزمه في تنفيذ هذه الأولويات، لم يتأخر تبون عن إعلان تخصيص 60 مليار دينار لدفع مستحقات المقاولين، وتحريك الورشات السكنية من جديد، وهو ما سيسمح بإنهاء عدد معتبر من المشاريع السكنية وتوزيعها عبر العديد من ولايات الوطن في الأسابيع والأشهر القليلة القادمة. كما أكد تبون في سياق متصل، أنه رغم الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة التي مست البلاد على غرار باقي دول العالم، إلا أن الجزائر تملك الموارد المالية الكافية التي تمكّنها من تنفيذ برامجها التنموية التي تحتل الأولوية، ما اعتبره المتتبعون كلاما مسؤولا لوزير أول واثق في قدراته وفي الإمكانيات المتاحة أمامه لتأدية المهام على أكمل وجه. ويجزم محللون على أن مخطط عمل حكومة تبون الذي لا يستبعد تقديمه قبل انتهاء الآجال القانونية المحددة بمدة 45 يوما، سيكون محددا في محاوره ومضبوطا بمستويات التنفيذ وآجالها بالنظر إلى كون المهام الأساسية التي سيوليها أولوية في عمله، تخص تنفيذ المحاور المعطلة من برنامج رئيس الجمهورية، المقرون هو الآخر بفترة زمنية تنتهي في 2019. من جانب آخر، كان النجاح حليف الخرجات الاولى للوزراء الجدد الذين أعلنوا عن نفسهم بقوة في الأسبوع الأول من توليهم مهامهم، حيث وفي أول خرجة ميدانية منذ تنصيبه وزيرا للسكن والعمران، أشرف يوسف شرفة على حفل تسليم مفاتيح 3300 سكن بصيغة البيع بالإيجار بسيدي عبد الله بالجزائر العاصمة لفائدة مكتتبي عدل 1 ، وقال الوزير مطمئنا جميع المكتتبين، أن توزيع هذه الحصة الجديدة يعد إشارة قوية على تواصل البرنامج عبر كل ولايات الوطن وفق ما هم مسطر. بدوره، أعلن وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي المنصّب مؤخرا، مراد زمالي، في أول ظهور له بساحة أول ماي في العاصمة، عن زيادة بنسبة 2.5 بالمائة في معاشات أزيد من مليوني متقاعد عبر الوطن ابتداء من جوان الجاري، في إشارة إيجابية مفادها أن الحكومة الجديدة لن تتخلى عن الطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية رغم الازمة المالية . أما وزير الاشغال العمومية والنقل عبد الغاني زعلان، فاختار أن تكون أول خرجة له زيارة فجائية لبعض مشاريع القطاع في عاصمة البلاد على غرار توسعة مطار الجزائر الدولي وبعض المشاريع الطرقية، في رسالة واضحة مفاده انه سيكون بالمرصاد للمسؤولين المتقاعسين.