- أزيد من نصف مليون مترشح يجتازون الباك اليوم تنطلق اليوم امتحانات شهادة البكالوريا والتي تدوم لخمسة أيام كاملة، حيث سيكون أزيد من نصف مليون على موعد مع هذا الامتحان المصيري، وفي المقابل تراهن وزارة التربية الوطنية على إنجاح هذا الاختبار الذي أثار الكثير من الجدل خلال السنوات الماضية بسبب الفضائح المتتالية، نتيجة التسريبات التي باتت شبح يؤرق الوزارة. ولتفادي تكرار هذا السيناريو، عزمت الوصاية على تشديد إجراءات الرقابة والصرامة لمنع أي حالات غش وضمان الشفافية وتكافؤ الفرص بين المترشحين، فهل ستنجح بن غبريط في إنهاء سيناريو التسريبات ووضع حد لكل اللغط الذي يدور حول مصداقية الشهادة؟ ستكون وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، اليوم أمام تحدّ آخر، يتمثل في السهر على إنجاح امتحانات شهادة البكالوريا بعيدا عن التسريبات، والقضاء على كل السيناريوهات التي رافقت هذا الامتحان المصيري خلال السنتين الماضيتين، وذلك من خلال اتخاذ مختلف الإجراءات والتدابير الأمنية والوقائية المشددة بداية من تنصيب كاميرات مراقبة على مراكز حفظ وتجميع المواضيع، مرورا بتنصيب أجهزة تشويش على الهاتف النقال بمراكز الامتحان، وصولا إلى إقرار إجراءات على الحراس والتلاميذ من خلال منع الهاتف النقال وتفتيش المترشحين من خلال أجهزة كشف المعادن، إضافة إلى إجراءات أخرى تتمثل في منع دخول السيارات إلى مراكز الإجراء وعدم قبول أي تأخر يوم الامتحان ووضع الهواتف النقالة وكل وسيلة اتصال بمدخل المركز في قاعة تخصص لذلك. وسيكون امتحان البكالوريا لدورة جوان 2017 اختبارا حقيقيا لوزارة التربية الوطنية وقدرتها على ضمان امتحانات دون تسريبات والقضاء على كل الثغرات التي صاحبت الشهادة خاصة السنة الماضية لتنهي بذلك الجدل الواسع والتشكيك في مصداقيتها. - تفعيل أجهزة التشويش بمراكز الإمتحان ومن بين الإجراءات التي باشرت بها وزارة التربية الوطنية تحسبا للامتحان المصيري لشهادة البكالوريا ومنع أي حالات غش، توزيع أجهزة تشويش على الهواتف النقال وكل الاتصالات الهاتفية على مراكز إجراء الامتحان، حيث شرعت مديريات التربية الخمسون عبر التراب الوطني في تكوين خلايا لإتمام التحضيرات الأخيرة لتأطير امتحان شهادة البكالوريا 2017، والذين باشروا نهاية الأسبوع الماضي في توزيع أجهزة التشويش تحسبا لهذا اليوم والتي من شأنها منع المترشحين والحراس وجميع المؤطرين من أي اتصال هاتفي عبر الهاتف النقال أو اتصال بشبكة الانترنت لتفادي وقوع حالات غش عبر تقنيات الجيل الثالث. - تقارير مغلوطة في سياق ذي صلة، اتهمت الفدرالية الولائية لجمعيات أ ولياء التلاميذ بأدرار، في تقرير لها تحوز السياسي على نسخة منه، وزارة التربية بانتهاك حقوق الإنسان في ولاية أدرار من خلال التجاهل وعدم الاهتمام بمطالب التلاميذ وأوليائهم فيما يتعلق باجتيازهم للامتحانات الرسمية الوطنية في درجات حرارة تفوق ال48 درجة مئوية، وفي شهر رمضان، مؤكدة أن هذه التصرفات لا تعبر مطلقا عن مبدأ تكافؤ الفرص كونه لا يأخذ فوارق الجغرافيا وظروف المناخ بعين الاعتبار ومن ثم فإن النتائج ستكون كارثية، تضيف الفيدرالية، مشيرة إلى أن الكل غير راض التلاميذ، أولياؤهم، الجمعيات، المنظمات وهم جميعا يرون أن هناك إجحافا في حق أبنائهم وتعد صارخ على حقوق الإنسان. وأضاف ذات المصدر، أن حجم المعاناة التي واجهت التلاميذ خلال امتحان شهادة التعليم المتوسط، أحدثت ردود أفعال متفاوتة أمام واقع مفروض نتيجة صعوبة الظرف الذي تجري فيه الامتحانات، مشيرا إلى إن الإجحاف الذي وقع في حق أبنائهم بخصوص رزنامة الامتحانات الرسمية والتي لم يراع فيها الظروف يتنافى مع مبدأ تكافؤ الفرص واحترام الإنسان، مضيفا انه رغم توفر مكيفات الهواء إلا إن الواقع يثبت عدم جدواها أمام الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة خاصة في شهر جوان مع التذبذب في التيار الكهربائي والضغط عليه في هذه المناطق، مضيفا أن بعض مديري التربية يرفعون تقارير مغلوطة بخصوص جاهزية مراكز الإجراء، مشيرا إلى أن الإجراءات التي تتخذ خلال الموسم الدراسي تصطدم بنتائج لا ترقى إلى المستوى المطلوب وهو ما يتطلب الأخذ بعين الاعتبار مراعاة جدية خصوصية لهذه المناطق في عمليات إعداد رزنامة الامتحانات الرسمية. - مترشحون كبار يجتازون البكالوريا بإرادة فولاذية يصل أعداد المرشحين الذين يتنافسون للظفر بشهادة البكالوريا التي تؤهلهم لولوج الجامعة في كل سنة إلى مئات الآلاف، ومن بينهم مرشحون من فئة كبار السن مقتنعون بأن شهادة البكالوريا تشكل أهم امتحان يمكن إحراز أي شهادة جامعية من دونه، وعلى سبيل المثال وصل عدد المترشحين من كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 40 سنة إلى 353 مترشح من أصل 23 ألف و503 مسجلين في امتحان البكالوريا بولاية قسنطينة، قرروا تجريب حظهم للنجاح في هذا الامتحان المصيري بعد أن انقطعوا عن الدراسة منذ زمن طويل لسبب أو لآخر، لكن إصرارهم ورغبتهم الشديدة في النجاح دفعهم لاجتياز امتحان البكالوريا. ومن بين المجتازين لهذا الامتحان المصيري، لخضر.ك وهو رب أسرة يبلغ من العمر 54 سنة، يجتاز هذا الامتحان لأول مرة في شعبة الآداب واللغات الأجنبية ليحقق حلما قديما، حيث يزاول لخضر دروسه منذ السنة الرابعة متوسط عن طريق مركز التعليم والتكوين عن بعد، وتحصل على شهادة التعليم المتوسط قبل أن يقرر رفع التحدي من خلال محاولة الظفر بشهادة البكالوريا. ويتقاسم معه نفس الحلم والتحدي مرشحون آخرون من فئة كبار السن، مثل عبدالعزيز.ج (54 سنة)، ومنيرة.ب (52 سنة)، المسجلين في شعبتي تسيير واقتصاد وآداب ولغات أجنبية على التوالي، اللذان يراودهما أيضا حلم أن يكونا من ضمن الناجحين المحظوظين في امتحان البكالوريا لعام 2017.