تعكف وزارة التربية على اتخاذ التدابير والإجراءات للازمة لحسن سير الامتحانات الرسمية بما فيها امتحان شهادة البكالوريا، ولتفادي تكرار سيناريو بكالوريا 2015 قررت الوزارة خلال هذه السنة اعتماد أجهزة التشويش المقرر تثبيتها في حجرات الامتحان لمنع الغش، إلا انه مع اقتراب الموعد الرسمي للامتحان لم تظهر لحد الساعة أي بوادر لانطلاق هذه العملية ما يرجح احتمال أن يكون قرار الوزارة باستعمال أجهزة التشويش مجرد تصريح إعلامي لا غير والدليل على ذلك عدم اعتمادها في مسابقة التوظيف الأساتذة لتصبح المهزلة بكل معانيها. من بين الإجراءات التي قررت وزارة التربية الوطنية اتخاذها بشكل رسمي خلال امتحان البكالوريا لدورة 2016، وضع أجهزة التشويش في كامل حجرات الامتحان عبر مراكز الإجراء على المستوى الوطني لمنع الغش عن طريق استعمال تقنية الجيل الثالث وتسريب مواضيع أسئلة الامتحان عن طريق تصوريها وإرسالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واستنجدت الوزارة بنظام التشويش على الهواتف النقالة والأجهزة التي تمنع التغطية على كل الهواتف النقالة سواء الخاصة بالتلاميذ أو الأساتذة لتجنب الغش خاصة في ظل تطور العديد من التطبيقات الخاصة بهذا الغرض، إلا انه لحد الساعة لم تتحرك الوزارة لتثبيت هذه الأجهزة أو إحصاء العدد الكافي على مستوى حجرات مراكز الامتحان عبر 48 ولاية، حيث تحيط بهذه العملية الكثير من الضابية، كون الوزارة لحد اللحظة لم تشرع في تنصيب هذه الأجهزة رغم انه لم يعد يفصلنا عن موعد الامتحان الرسمي للبكالوريا سوى عشرون يوما فقط، ما يفسر أن إجراءات وزارة التربية هي مجرد تسويق إعلامي لا يجسد على أرض الميدان وخير دليل على ذلك عدم تنصيب هذه الأجهزة خلال مسابقة توظيف الأساتذة ما دفع بالمترشحين إلى الغش عن طريق استعمال تقنية الجيل الثالث للهاتف النقال ما حول الامتحان الكتابي لمسابقة التوظيف إلى مهزلة. وفي هذا السياق، صرح المكلف بالإعلام بوزارة التربية الوطنية، لمين شرفاوي في اتصال ل السياسي أن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة تحسبا لامتحان شهادة البكالوريا تبقى سرية لا يمكن الإطلاع عليها إلى حين اقتراب موعد الامتحانات الرسمية، رافضا الكشف عن أية معلومات تخص إجراءات وتدابير الوزارة لمنع الغش في البكالوريا ما يؤكد أن الوزارة لم تتخذ أي تدابير بعد لتثبيت أجهزة التشويش ما يرجح احتمال تكرار سيناريو بكالوريا 2015 ومسابقة التوظيف خلال امتحان البكالوريا دورة 2016. وستعمل أجهزة التشويش التي من المقرر وضعها على مستوى حجرات الامتحان في منع تدفق الانترنت وإجراء المكالمات باعتبار أن العديد من التلاميذ يستنجدون بهواتفهم الذكية للإطلاع على الإجابات وهذا بعد تحميل الدروس من خلال التطبيقات التي يتم تثبيتها تخصيصها لهذا الغرض، أو نشر مواضيع الامتحانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على الإجابات على غرار الفضيحة التي شهدتها بكالوريا سنة 2015 من تسريب للمواضيع وأسئلة الامتحانات.