أحيت ولاية إيليزي الذكرى الثانية عشر لرحيل عميد الأغنية التارقية التارڤية أمبارك المعروف فنيا باسم عثماني بالي، وسط أجواء ميزها استحضار الرصيد الفني الكبير الذي خلفته أيقونة الأغنية التارڤية بمنطقة التاسيلي آزجر. ونظمت بهذه المناسبة احتفالية سهرة السبت بدار الثقافة التي تحمل اسم الفنان الراحل، حضرتها السلطات المحلية للولاية تم خلالها عرض شريط وثائقي حول المسيرة الفنية لفقيد الأغنية التارقية وأهم المحطات الفنية التي كان لها الأثر البالغ في شهرته حاملا آلة العود التي رافقته طيلة مشواره الفني والتي صنعت له اسما من بين أكبر عمالقة الفن عبر العالم. وعرفت هذه الاحتفالية أيضا تكريم عائلة الراحل عثماني بالي الذين أعربوا بالمناسبة، عن افتخارهم بالرصيد الفني الهام الذي خلفه والدهم والذي كرس حياته الفنية للتعريف بالفن التارقي الأصيل ومثله أحسن تمثيل، مثمنين في الوقت ذاته هذه المبادرة الهادفة لقطاع الثقافة للمحافظة على الموروث الثقافي لمنطقة التاسيلي آزجر. واستمتع الجمهور الحاضر في هذه الأمسية الفنية الرمضانية بوصلات غنائية من أغاني المرحوم عثماني بالي والذي تفننت فرقة تيندي فيزيو بقيادة الفنان إشندي في أدائها ولقيت تجاوبا كبيرا من الحضور. ويعد الفنان الراحل عثماني بالي، الذي ولد في 1953 بمدينة جانت بولاية إيليزي، من الفنانين الأوائل بمنطقة التاسيلي آزجر عموما حيث ارتبط إسمه بالصحراء فكانت مصدر إلهام لمختلف أغانيه وقد تغنى بجمالها وعن حياة الإيموهاغ (بالتارڤية: الرجال الأحرار الشرفاء)، ويعتبر أيضا كاتب كلمات وملحن وعازف على آلة العود الذي لازمته طوال مسيرته الفنية لأكثر من 20 سنة. كما كان لوالدته الراحلة الحاجة خديجة الأثر البالغ في تكوين شخصيته الفنية باعتبارها عازفة لآلة التيندي حيث كانت حاضرة معه في عديد المحطات الفنية. وخلال كلمة له بالمناسبة، كشف والي ولاية إيليزي، مولاتي عطالله، عن مشروع فني لجمع كل الأعمال الفنية للفنان الراحل عثماني بالي وذلك بالتنسيق مع جميع الجهات الفاعلة في هذا المجال وذلك حفاظا على الذاكرة الفنية للمنطقة والتي يعد بالي أبرز نجومها بالنظر لكل ما قدمه للفن التارڤي والثقافة الجزائرية عموما. كما أقيم حفلا مماثلا بمسقط رأس عثماني بالي نشطته كوكبة من الفنانين وبعض تلامذته من بينهم الفنان عبد الله مصباحي وشكال أحمد وميلودي محمد (شوغلي). وفارق الفنان عثمان بالي الحياة في 17 جوان 2005 عن عمر ناهز ال52 سنة إثر سيلان وادي جانت تاركا وراءه خمسة أبناء ورصيدا فنيا يضم ثلاثة أقراص مضغوطة وشريطا غنائيا واحدا ومن أشهر أغانيه (أمين أمين) و(دمعة) و(تنميرت إن الله) و(يركضين أولين).. وغيرها من الأغاني التي صنعت نجمه في عديد التجمعات الفنية عبر مختلف بلدان العالم.